توقيت القاهرة المحلي 19:05:21 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نحو تحالف مصري شعبي لمساندة أهل غزة

  مصر اليوم -

نحو تحالف مصري شعبي لمساندة أهل غزة

بقلم - زياد بهاء الدين

بينما يتواصل العدوان الإسرائيلى على غزة وأهلها، وتستمر حرب الإبادة والتهجير على مرأى ومسمع من العالم، فإن الغضب فى الشارع العربى يتصاعد، وكذلك الرغبة فى التضامن ومساندة أهل غزة المتعرضين لواحد من أسوأ فصول التاريخ الإنسانى المعاصر.
ويزداد الأمر سوءًا يومًا بعد يوم، ليس فقط بحساب الضحايا- البالغ عددهم وقت كتابة هذا المقال عشرين ألف شهيد، وأكثر من خمسين ألف جريح- وإنما أيضًا بما يتعرض له مليونان من المهجرين والمحاصرين من جوع ومرض وبرد وفقدان للسكن والعلاج والخدمات العامة.

مع ذلك وقفت الشعوب العربية منذ البداية حائرة وعاجزة حيال هذه المأساة الإنسانية، متابعةً للجهود السياسية والدبلوماسية لحكوماتها، وساهرة كل ليلة أمام الأخبار الصادمة ومعبرة عن غضبها على صفحات التواصل الاجتماعى، وربما عن طريق مقاطعة بعض السلع الأجنبية.

والحال أن الجميع يترقب المساعى الدبلوماسية التى قد تؤدى إلى هدنة جديدة لتبادل المزيد من الأسرى، على أمل أن تمتد واحدة من هذه الهدنات القصيرة وينتهى معها العدوان الإسرائيلى المباشر، وتعود الحياة الطبيعية لغزة مرة أخرى.

وهنا تكمن المشكلة.. أن الحياة فى غزة لم تكن طبيعية من الأصل بل كانت حالة غير إنسانية من السجن الجماعى لمليونى شخص، وستكون أسوأ بكثير متى توقف العدوان المباشر بعد أن دمرت إسرائيل البيوت والمرافق والمدارس والمستشفيات وكل سبل الحياة.

علينا إذن الوعى بأن العدوان الإسرائيلى سوف يترك وراءه كارثة إنسانية ممتدة وباقية معنا لسنوات وعقود قادمة، وأن مناصرة أهل غزة والشعب الفلسطينى لا يجب أن تقتصر على الحالة العاطفية الإنسانية المتوهجة فى الوقت الراهن، بل يلزم أن تتحول إلى قضية ممتدة والتزام مستمر حتى بعد أن تسكت المدافع وتتراجع أخبار غزة قى نشرات الأخبار ومن الاهتمام العالمى.

وهذه مسؤولية تقع على الوطن العربى كله، وإن كان لمصر فيها نصيب الأسد. هذا ليس اختيارًا، بل هو حتمية جغرافية وواجب وطنى والتزام تاريخى. وكما وقف الشعب المصرى وراء قرار قيادته بالتصدى لمشروع تهجير أهل غزة وتصفية الحق الفلسطينى، فإنه سيقف وراء التزامنا القومى بدعم غزة ومساندة أهلها.
ولكن هل هذه مسؤولية الحكومة وحدها؟

بالتأكيد لا، بل مسؤولية شعبية أيضًا. ويجب أن تكون كذلك لأن مساندة الشعب الفلسطينى تحتاج جهودًا متنوعة وحشدًا شعبيًا ومنظمات أهلية ونقابات مهنية وشركات وأطباء ومهندسين ومعلمين وموارد من كل نوع. وإن كانت للدولة اعتبارات وتقديرات سياسية وأمنية واجبة الاحترام، فإن عليها من جهة أخرى أن تفتح الباب للجهود الأهلية والتطوعية، وتتعاون مع المجتمع المدنى والمهنى وتعتبره شريكًا فى تحمل هذه المسؤولية الوطنية.

نحتاج لإنشاء تحالف مصرى أهلى لمساندة ودعم أهل غزة، كى تكون هناك جهة للتنسيق بين الجهود، ولحشد الموارد، ووضع خطط متكاملة، وللتعامل مع الدولة من منظور الشراكة والتعاون.

فى الماضى القريب، وقت الانتفاضتين الفلسطينيتين الأولى والثانية، تشكلت فى مصر لجان وطنية لمساندة الشعب الفلسطينى. وأيًا كان تقييمنا لهذه الجهود، فقد كانت ذات طبيعة سياسية وحزبية، هدفها دعم القضية الفلسطينية عن طريق الضغط على الحكومات وتحريك الجماهير.

ما أقترحه الآن لا شأن له بذلك. دعوتى هنا ليست عملًا سياسيًا، ظاهرًا أو مستترًا، بل دعوة إنسانية وطنية، ليس الغرض منها تسجيل مواقف ولا إحراج حكومات ولا حشد جماهير، بل توجيه الغضب الشعبى والرغبة فى المساندة نحو مسارات مفيدة، وتحويل الطاقة التى أطلقها العدوان الإسرائيلى إلى مخزون إيجابى طويل المدى، يبنى ويعمر ويعلم ويعالج ويمنح أهل غزة أملًا فى المستقبل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نحو تحالف مصري شعبي لمساندة أهل غزة نحو تحالف مصري شعبي لمساندة أهل غزة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 00:03 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

حكيمي علي رأس المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 15:09 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة المصرية تمنح أموالاً "كاش" لملايين المواطنين

GMT 17:19 2021 الثلاثاء ,17 آب / أغسطس

حكم صيام الأطفال يوم عاشوراء

GMT 18:05 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

خالد جلال يُعلن قائمة البنك الأهلي لمواجهة انبي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon