توقيت القاهرة المحلي 22:45:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حالة من الترقب

  مصر اليوم -

حالة من الترقب

بقلم - زياد بهاء الدين

الكل فى حالة ترقب. صحيح أن الأوضاع الدولية والإقليمية، وخاصة فى غزة، تثير أجواء ترقب وانتظار فى المنطقة العربية والعالم، ولكن أظن أن لدينا فى مصر أسبابًا إضافية لذلك:

أولها الانتخابات الرئاسية التى ستجرى بعد أسبوعين. ولا أقصد ترقب نتيجتها، بل ما سيأتى بعدها، وبالذات فى المجال الاقتصادى: وما هو الجديد فى سعر الصرف وسوق العملة؟، وهل تهدأ موجة الغلاء؟، هل من تغيير فى الحكومة والوزارات الاقتصادية؟، والأهم هل من تغيير حقيقى ومؤثر فى المسار الاقتصادى والسياسات الاقتصادية؟.

هناك من جهة ثانية ترقب لما سوف يترتب على عودة مصر إلى صدارة الساحتين الإقليمية والعالمية- فى ظل الوضع الإنسانى المؤسف فى غزة- من نتائج اقتصادية. ولا أقصد بذلك ما توقعه البعض، باندفاع شديد واستخفاف بالقضية الوطنية، من تدفقات مالية لمصر مقابل استقبالها نزوحًا فلسطينيًّا، فهذه قضية كانت محسومة منذ اللحظة الأولى من جانب القيادة المصرية وفى وجدان المصريين، ولا تزال كذلك.

ما أشير إليه هو الإقبال مؤخرًا من المؤسسات المالية الدولية والدول العربية على التعامل مع الملف الاقتصادى المصرى بقدر أكبر من التعاون والتفاهم والحرص على تقديم العون من أجل تجاوز الأزمة الراهنة، فهل يكون هذا الحماس الدولى والعربى مؤقتًا؟، أم أن هناك فرصة لإعادة هيكلة الدَّيْن المصرى العام الذى يثقل كاهل اقتصادنا الوطنى، أو ترقب لاستثمارات جديدة مطلوبة؟. وإذا كانت مثل هذه الانفراجة محتملة، فهل نستغلها لتنفيذ السياسات والإجراءات الإصلاحية المطلوبة؟، وتكون هذه الفرصة مبررًا للإصلاح؟.

ثالثًا، وعلى الجانب السياسى، فإن التوقعات أيضًا قائمة، وإن كانت أشد تواضعًا. خلال فترة العام ونصف العام الماضية بدا أحيانًا أن هناك أملًا فى بدء إصلاح سياسى، مع الإعلان عن حوار وطنى، ومع عودة بعض المعارضين من الخارج، ومع الإفراج عن المسجونين من الصحفيين. ولكن كل خطوة إيجابية لم تكتمل أو قابلتها خطوة للخلف، فهل تشهد مرحلة ما بعد الانتخابات، بدء انفراجة سياسية حقيقية.

وأخيرًا، وليس آخرًا، فإن الهدنة القصيرة والهشّة الراهنة فى غزة لا تعنى على الإطلاق نهاية التوتر، بل حتى لو انتهى العدوان الإسرائيلى المباشر على أهل غزة، وهذا احتمال ضئيل، فإننا نكون على مشارف وضع جديد فى القطاع، سوف يمتد سنوات طويلة، ويعيش فيه مليونان وربع المليون من الفلسطينيين فى مساحة أرض كانت ضيقة، فصارت أضيق، وفى ظروف معيشية كانت بالغة السوء، فصارت أسوأ، وبإمكانات بنية تحتية ضعيفة، فصارت مُهدَّمة بالكامل.

الكل فى حالة قلق وترقب، وقد لا يكون أمامنا سوى الانتظار وتمنى الأفضل. ولكن هل لدى الدولة ما تخاطب أو تطمئن به المشاعر القلقة؟.

أرجو ذلك، ونصيحتى أن تبديد القلق السائد لن يكون بتجاهل هذه المشاعر، ولا بتقديم وعود صعبة التحقق، ولا بالخوض فى تفاصيل معقدة، بل بتوجيه رسالة واضحة وصريحة بأن الإصلاح قادم، وخاصة فى المجال الاقتصادى، لأنه الأشد إلحاحًا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حالة من الترقب حالة من الترقب



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon