توقيت القاهرة المحلي 18:22:52 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حالة من الترقب

  مصر اليوم -

حالة من الترقب

بقلم - زياد بهاء الدين

الكل فى حالة ترقب. صحيح أن الأوضاع الدولية والإقليمية، وخاصة فى غزة، تثير أجواء ترقب وانتظار فى المنطقة العربية والعالم، ولكن أظن أن لدينا فى مصر أسبابًا إضافية لذلك:

أولها الانتخابات الرئاسية التى ستجرى بعد أسبوعين. ولا أقصد ترقب نتيجتها، بل ما سيأتى بعدها، وبالذات فى المجال الاقتصادى: وما هو الجديد فى سعر الصرف وسوق العملة؟، وهل تهدأ موجة الغلاء؟، هل من تغيير فى الحكومة والوزارات الاقتصادية؟، والأهم هل من تغيير حقيقى ومؤثر فى المسار الاقتصادى والسياسات الاقتصادية؟.

هناك من جهة ثانية ترقب لما سوف يترتب على عودة مصر إلى صدارة الساحتين الإقليمية والعالمية- فى ظل الوضع الإنسانى المؤسف فى غزة- من نتائج اقتصادية. ولا أقصد بذلك ما توقعه البعض، باندفاع شديد واستخفاف بالقضية الوطنية، من تدفقات مالية لمصر مقابل استقبالها نزوحًا فلسطينيًّا، فهذه قضية كانت محسومة منذ اللحظة الأولى من جانب القيادة المصرية وفى وجدان المصريين، ولا تزال كذلك.

ما أشير إليه هو الإقبال مؤخرًا من المؤسسات المالية الدولية والدول العربية على التعامل مع الملف الاقتصادى المصرى بقدر أكبر من التعاون والتفاهم والحرص على تقديم العون من أجل تجاوز الأزمة الراهنة، فهل يكون هذا الحماس الدولى والعربى مؤقتًا؟، أم أن هناك فرصة لإعادة هيكلة الدَّيْن المصرى العام الذى يثقل كاهل اقتصادنا الوطنى، أو ترقب لاستثمارات جديدة مطلوبة؟. وإذا كانت مثل هذه الانفراجة محتملة، فهل نستغلها لتنفيذ السياسات والإجراءات الإصلاحية المطلوبة؟، وتكون هذه الفرصة مبررًا للإصلاح؟.

ثالثًا، وعلى الجانب السياسى، فإن التوقعات أيضًا قائمة، وإن كانت أشد تواضعًا. خلال فترة العام ونصف العام الماضية بدا أحيانًا أن هناك أملًا فى بدء إصلاح سياسى، مع الإعلان عن حوار وطنى، ومع عودة بعض المعارضين من الخارج، ومع الإفراج عن المسجونين من الصحفيين. ولكن كل خطوة إيجابية لم تكتمل أو قابلتها خطوة للخلف، فهل تشهد مرحلة ما بعد الانتخابات، بدء انفراجة سياسية حقيقية.

وأخيرًا، وليس آخرًا، فإن الهدنة القصيرة والهشّة الراهنة فى غزة لا تعنى على الإطلاق نهاية التوتر، بل حتى لو انتهى العدوان الإسرائيلى المباشر على أهل غزة، وهذا احتمال ضئيل، فإننا نكون على مشارف وضع جديد فى القطاع، سوف يمتد سنوات طويلة، ويعيش فيه مليونان وربع المليون من الفلسطينيين فى مساحة أرض كانت ضيقة، فصارت أضيق، وفى ظروف معيشية كانت بالغة السوء، فصارت أسوأ، وبإمكانات بنية تحتية ضعيفة، فصارت مُهدَّمة بالكامل.

الكل فى حالة قلق وترقب، وقد لا يكون أمامنا سوى الانتظار وتمنى الأفضل. ولكن هل لدى الدولة ما تخاطب أو تطمئن به المشاعر القلقة؟.

أرجو ذلك، ونصيحتى أن تبديد القلق السائد لن يكون بتجاهل هذه المشاعر، ولا بتقديم وعود صعبة التحقق، ولا بالخوض فى تفاصيل معقدة، بل بتوجيه رسالة واضحة وصريحة بأن الإصلاح قادم، وخاصة فى المجال الاقتصادى، لأنه الأشد إلحاحًا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حالة من الترقب حالة من الترقب



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 04:49 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

القسام تعلن قصف مدينة سديروت جنوب إسرائيل برشقة صاروخية
  مصر اليوم - القسام تعلن قصف مدينة سديروت جنوب إسرائيل برشقة صاروخية

GMT 07:54 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F
  مصر اليوم - علاج جيني مبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 11:41 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025
  مصر اليوم - روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025

GMT 07:31 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هارفي ألتر يفوز بجائزة نوبل في علم وظائف الأعضاء لعام 2020

GMT 06:50 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

سيارة"لكزس "LC ترفع شعار التصميم الجريء والسرعة

GMT 01:30 2021 الأربعاء ,24 آذار/ مارس

مرسيدس AMG تستعد لإطلاق الوحش جي تي 73 e

GMT 01:01 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على نور عبد السلام صاحبة صوت "لؤلؤ" الحقيقي

GMT 14:07 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

"التعليم" المصرية ترد على هاشتاج «إلغاء الدراسة»

GMT 05:00 2020 السبت ,05 كانون الأول / ديسمبر

الزمالك يرفض انتقال محمد عواد إلى صفوف سيراميكا

GMT 02:05 2020 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

دعوة شحاتة وأبو ريدة والخطيب و لحضور حفل التكريم

GMT 08:17 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

كلوب يتهم رئيس رابطة الدوري الإنجليزي بالافتقار إلى القيادة

GMT 06:12 2020 السبت ,03 تشرين الأول / أكتوبر

عادات خاطئة تضر العين مع تقدم السن تعرّف عليها

GMT 20:29 2020 الخميس ,01 تشرين الأول / أكتوبر

البورصة المصرية تغلق التعاملات على ارتفاع

GMT 11:27 2020 الإثنين ,06 تموز / يوليو

اقتصاد المغرب سينكمش 13.8% في الربع الثاني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon