توقيت القاهرة المحلي 16:08:12 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل الليالى سعودية مصرية.. أم العكس؟

  مصر اليوم -

هل الليالى سعودية مصرية أم العكس

بقلم - زياد بهاء الدين

لم أتابع من المهرجان الموسيقى الذي أقيم في دار الأوبرا منذ أيام إلا لقطات سريعة على التليفزيون، لكن لاحظت المناقشات التي جرت في وسائل التواصل الاجتماعى بشأنه، ومعظمها جاء غاضبًا من تسمية المهرجان السعودى المصرى بدلًا من المصرى السعودى مع أن الفنانين مصريون والأغانى مصرية والحفل مقام في مصر.

ومن هذا المدخل توسع المعترضون على تسمية المهرجان إلى تذكيرنا بأن الموضوع أكبر وأخطر من ذلك، وأن ظاهرة سفر الفنانين المصريين للسعودية، وربما لغيرها من الدول العربية، باتت خطرًا يهدد هويتنا وتراثنا وما تبقى من قوتنا الناعمة.

شخصيًا لا أتفق مع التوجس من الإقبال السعودى أو العربى على الفن والإبداع المصريين، بل أرى أن هذا الإقبال والسعى لدعوة فنانين ومبدعين مصريين إلى دول عربية شقيقة وتنظيم حفلات لهم وتكريمهم يعبر عن اعتراف بقيمة الفن المصرى وأثره الممتد عبر بلدان الوطن العربى وبقدرة مصر على الاستمرار في إطلاق طاقات ومواهب إبداعية جيلًا وراء جيل.

ثم إن الفن والإبداع ليسا مجرد قيم حضارية وثقافية يمكن لهما النمو والتطور دون دعم ولا مساندة، بل وراءهما اعتبارات ومتطلبات مالية واقتصادية لا يمكن إهمالها. فلا بأس من التعاون مع من يقدرون الفن المصرى في المنطقة العربية ويقدمون لرواده التقدير والدعم ويرحبون به وينشرونه عبر أجيال جديدة وجماهير مختلفة.

أفهم طبعًا التحفظ بل والغضب ممن يتصرفون في هذه المناسبات والمهرجانات بابتذال ولا يقدرون أنهم سفراء لبلدهم، وأن عليهم احترام التراث الفنى العظيم الذي ينتمون إليه. لكن في مقابل كل هؤلاء يوجد أضعاف ممن يقدرون البلد ويحترمون فنهم وأنفسهم ويرفعون رأسنا عاليًا في كل مكان وكل مناسبة. وعلينا ببساطة مقاطعة النوع الأول واحتقاره، والفخر بالنوع الثانى والاعتزاز بأن أصحابه يلقون التقدير الذي يستحقونه.

القضية التي ينبغى أن تشغلنا ليست ما إذا كان المستثمر في الفن المصرى أو صاحب المهرجان عربيًا أم مصريًا، بل المعايير التي يجرى فيها الاستثمار والتنظيم. لا أمانع شخصيًا- بل أرحب- بمن يأتى من الإخوة العرب لبناء فندق أو مستشفى أو مصنع طالما أن معايير الحفاظ على البيئة والصحة وجودة التعليم سوف تسرى عليه كما تسرى على غيره. وكذلك الفن، علينا وضع الضوابط والمعايير التي تحافظ على ملكيتنا الفكرية وتحمى حقوق مبدعينا وتدعم مكانتهم الأدبية، ثم نشجع من يرغب في الاستثمار في هذا المجال دون تفرقة ولا قلق.

مصر بطبيعتها بلد مبدع، وشعبها صاحب مواهب وقدرات ثقافية وحضارية وفنية فريدة من نوعها ومستمرة. والفنانون ليسوا فقط المشاهير الذين تزين صورهم الإعلانات في الشوارع، بل أيضًا المؤلفون والملحنون والعازفون والمصورون والفنيون في كل مجال مرتبط، وكلهم جديرون بالاحترام والحماية وبالحق في البحث عن حياة كريمة.

لهذا فالأولوية التي يجب أن نفكر فيها ليست مقاومة «سرقة» الفنانين والمبدعين المصريين كما يحلو للبعض أن يصوروها، بل كيفية توفير الموارد والإمكانات والدعم المادى والمعنوى من الدولة وإزالة العراقيل أمام الأفراد والقطاع الخاص والمجتمع الأهلى كى يستمر البلد في إنتاج المزيد من الفنانين والمبدعين، وكى يحل جيل جديد محل الرواد والشيوخ، وكى نزيل من أمامهم جميع العوائق، بما يساعدهم على الانطلاق والتقدم.

دعونا نفخر بأن الفن المصرى لايزال يتصدر المشهد، وبأن المبدعين المصريين محل طلب وإعجاب من كل أنحاء الوطن العربى، ودعونا نتخلَّ عن الإحساس بالهوان والضعف، حيث لا داعى له، لأن هذه الحالة السلبية تجعلنا نحارب أنجح ما لدينا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل الليالى سعودية مصرية أم العكس هل الليالى سعودية مصرية أم العكس



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:13 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة
  مصر اليوم - زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 00:24 2023 الجمعة ,08 كانون الأول / ديسمبر

الأهلي يهدد بتصعيد أزمة الشحات والشيبي للفيفا

GMT 06:06 2018 السبت ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

شاومي تعلن عن حدث في نيويورك بداية الشهر القادم

GMT 23:00 2018 الخميس ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

الشاعِرة سندس القيسي تُصدِر كتابها الشعري الثاني

GMT 03:05 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع أسعار الخضراوات في الأسواق المصرية الجمعة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon