توقيت القاهرة المحلي 22:45:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الرياضة المصرية بحاجة لإدارة مختلفة

  مصر اليوم -

الرياضة المصرية بحاجة لإدارة مختلفة

بقلم: زياد بهاء الدين

التوقعات كلها كانت أن فريقنا القومى لن يصل للمحطة النهائية فى البطولة الإفريقية لأنه ليس فى أفضل أحواله ويقل فى مستواه عن كثير من الفرق المشاركة. هذا ما ظل الخبراء والمعلقون يرددونه فى الأسابيع الماضية وقد سمعته ممن أعرفهم من المهتمين بكرة القدم والمتابعين لأحوالها عن كثب. لهذا فلا أظن أن خسارتنا أمام فريق جنوب إفريقيا وخروجنا من البطولة هما سبب الصدمة والإحباط اللذين أصابا الجماهير فى الأيام الأخيرة، بل أظن السبب هو الشعور بعمق أزمة كرة القدم والرياضة بشكل عام والفشل الذى ظهر به الفريق وإدارته واتحاده.
هذا الفشل معروف للجميع، ولكن فى كل مرة تحل علينا بطولة أو مسابقة دولية تجتاحنا حالة غير مبررة من التفاؤل نتصور معها أن بالإمكان تجاهل الأمراض المزمنة فى الملف الرياضى والاعتماد على حماس الجمهور وصخب الإعلام ومهارة لاعب أو اثنين، ولكن الحقيقة أن الرياضة أصبحت صناعة كبيرة ومعقدة ومتكاملة الجوانب، مثلها مثل باقى الأنشطة والصناعات التى لا تنجح وتتقدم إلا بانتظام وجدية وترابط كل مراحل الإنتاج فيها كى تكون محصلتها النهائية ذات جودة عالية وقادرة على المنافسة عالميا.
هل يتصور أحد مثلا أن يبرع بلد فى تكنولوجيا المعلومات وينتج برامج وأجهزة تنافس دوليا بالاعتماد فقط على خبير أو اثنين دون أن يكون لديه نظام تعليمى متقدم وجامعات محترمة ومنح دراسية ومسابقات محلية ومناخ مشجع على البحث العلمى؟ أو أن يتفوق فى مجال السينما لمجرد أن لديه نجما أو اثنين دون أن يكون لديه تعليم ومعاهد سينمائية ومهرجانات ودعم من الدولة وفرص لاكتشاف الموهوبين وتنمية مهاراتهم؟ هكذا الرياضة أيضا، لا يمكن لمصر أو لغيرها أن تبرع فيها اعتمادا على لاعب بارع فى غياب اهتمام الدولة بالرياضة ورعايتها لكل مراحلها بدءا من التربية الرياضية فى المدارس مرورا بالمسابقات والمعسكرات والمنح وآليات اكتشاف المواهب ورعايتها انتهاء بالقمة التى تتنافس فيها الفرق على الصدارة، ولكن الحادث أننا نتصور إمكان تجاوز كل ما سبق وانتظار أن ينبغ شاب أو أكثر وتكتشفه الفرق الدولية وتستثمر فيه وتنفق على تدريبه وتسويقه فيصبح أملنا الوحيد فى تمثيل مصر تمثيلا مشرفا.
وأخيرا تضاعفت المشكلة ليس فقط بسبب إهمال الدولة للرياضة فى مراحلها المختلفة وإنما أيضا بسبب حالة الفساد والفوضى التى ضربت المؤسسات المعنية بها على نحو ما اتضح فى مشاركتنا الأخيرة فى كأس العالم، بما فى ذلك تحويل النوادى لمراكز قوى، وغياب تنظيم الاستثمار الخاص فى الرياضة، وفوضى الإعلانات والعمولات وتضارب المصالح. ويظل الوضع على ما هو عليه حتى تحدث الفضيحة فتبدأ رحلة البحث عمن يمكن التضحية به من المدربين واللاعبين والإداريين لكى يهدأ الرأى العام ثم تعود المياه لمجاريها مرة أخرى.
أما المباراة الأخيرة مع جنوب إفريقيا فقد تفوقنا فيها على أنفسنا بالدفع بلاعب متهم بالتحرش للنزول إلى الملعب فى منتصف المباراة ظنا بأنه سوف ينقذ الموقف، والنتيجة أننا خسرنا المباراة وخسرنا معها سمعتنا لأننا سمحنا له بالتصرف كما لو كان شيئا لم يكن، بينما لو بقى خارج الملعب لكانت الخسارة بشرف وسمعة طيبة واحترام للقيم الرياضية. ومع تقديرى لمبدأ اعتبار المتهم بريئا حتى تثبت إدانته، وهو أهم المبادئ القانونية جميعا، فإن إرجاء نزوله الملاعب باسم مصر إلى أن يبت فى أمره كان أقل ما يجب عمله احتراما للرياضة والأخلاق الرياضية.
لا بأس أن نخسر أمام فريق أفضل منا وأن نخرج من بطولة لم نكن مؤهلين للفوز بها. وفى المحصلة النهائية فقد كسبت مصر من حسن تنظيم البطولة حتى الآن ومن مظاهر الاستضافة والحفاوة بالضيوف، وأرجو أن يستمر الإقبال والحفاوة حتى النهاية.
ولكن ملف الرياضة المصرية يحتاج لوقفة جادة وتأمل عميق ولإدارة مختلفة تدرك ما للرياضة من قيمة اجتماعية وتعليمية واقتصادية فى المجتمع.
•••
أما زيادة أسعار الطاقة فلها حديث آخر الأسبوع المقبل.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرياضة المصرية بحاجة لإدارة مختلفة الرياضة المصرية بحاجة لإدارة مختلفة



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon