توقيت القاهرة المحلي 22:45:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قراءة مبدئية في التوجهات الاقتصادية

  مصر اليوم -

قراءة مبدئية في التوجهات الاقتصادية

بقلم - زياد بهاء الدين

قراءتى الشخصية لخطاب السيد رئيس الجمهورية، أمس الأول، في العاصمة الإدارية الجديدة، أن مضمونه جاء- في الجانب الاقتصادى منه- مُحمَّلًا برسالتين أساسيتين، واحدة صريحة، والأخرى أستنتجها ضمنيًّا.

الرسالة الأولى الصريحة أن هناك اهتمامًا متزايدًا، وربما هناك تطوير مرتقب في بعض الملفات الرئيسية، وعلى رأسها الصناعة والزراعة والسياحة والطاقة الخضراء والتصدير، وكذلك ملف الحماية الاجتماعية، بالإضافة إلى اتجاه للحد من الإنفاق العام، وهذه كلها توجهات إيجابية، وننتظرها منذ وقت طويل.

أما الرسالة الثانية الضمنية فهى أن هذا التطوير المرتقب سيجرى ضمن ذات الإطار العام الاقتصادى والمؤسسى الذي جرى العمل به في السنوات الماضية. وهذا- إن صح فهمى وتقديرى- يعنى بقاء الملكية الحكومية المحرك الرئيسى للاقتصاد والمسيطر عليه، ربما مع إعطاء القطاع الخاص مساحة إضافية للتحرك، وبقاء آليات اتخاذ القرار الاقتصادى على حالها، واستمرار القناعة بأن أسباب الأزمة الاقتصادية الراهنة كانت خارجية، وأن التوجهات السابقة لا تزال هي الإطار العام السليم. وهذا في تقديرى يعنى أيضًا أن التغيير الحكومى المرتقب سيكون معبرًا بدوره عن ذات التوجهات، سواء تغيرت الوجوه والأسماء أم لم تتغير.

والرسالتان تعبران معًا عن استمرار المسار الاقتصادى السائد في السنوات الماضية، وإن كان ربما مع بعض التطوير، قد يكون الدافع وراءه الاضطراب الذي عانينا منه في سوق الصرف، والتزامنا تجاه مؤسسات التمويل الدولية ببرامج قطاعية محددة، وشكوى الناس من الغلاء المستمر.

إن كان تقديرى السابق في محله، فإن هذا يفرض على المعلقين والمهتمين بالشأن الاقتصادى أن يتفاعلوا معه بشكل مختلف عما كان عليه الحال في الشهور الأخيرة.

تكرار الحديث عن ضرورة تغيير المسار الاقتصادى تغييرًا جذريًّا بات حديثًا متكررًا، ولا أظنه مجديًا، خاصة مع وضوح توجهات المرحلة المقبلة. والمطلوب بدلًا من ذلك هو التفاعل مع هذه التوجهات، والانتقال من مناقشة السياسات العامة والأفكار النظرية إلى طرح رؤى ومبادرات ومقترحات محددة وقابلة للتنفيذ في كافة الملفات التي جاء ذكرها في خطاب السيد الرئيس وفى غيرها مما لم يرد ذكره، فالناس ترغب في التعرف على مقترحات بديلة محددة. ومن جهة ثانية، فإن الحوار حول قضايا وسياسات بعينها قد يمنح فرصة أكبر للتغيير التدريجى والقطاعى، ولو كان بطيئًا.

علينا أيضًا أن نتطرق- وبصراحة أكبر- إلى العوامل المؤسَّسية المحددة التي قد تسهم في نجاح أو تعثر الإصلاح الاقتصادى. وأقصد بذلك كيفية اتخاذ القرارات الاقتصادية، والأطر القانونية والدستورية لتنفيذها، ومدى مشاركة المجتمع في تحديدها وفى تقييمها. بمعنى آخر علينا التطرق إلى الجانب السياسى والمؤسسى من إدارة و«حوكمة» الاقتصاد لأن ضعف آليات الحوكمة الرشيدة كان من أكثر ما عانينا منه في الآونة الأخيرة. والحوكمة الرشيدة بالمناسبة هي آليات تقييم القرار الاقتصادى، ودراسته، وإتاحة المعلومات الكافية عنه، ومناقشته علنًا من خلال جهات الخبرة وأصحاب المصالح وممثلى الشعب، وتقييم آثاره بشكل دورى، ثم تصحيحه متى دعت الحاجة إلى ذلك.

مازلنا في أزمة اقتصادية ممتدة، والمطروح حسبما فهمت هو تطوير عدة ملفات مهمة وحيوية، ولكن في إطار ذات التوجهات العامة، وقد تكون توقعاتى في غير محلها، والتغيير القادم أكبر كما فهمت.

■ ■ ■

وأنتهز الفرصة كى أتمنى للجميع عيد فطر سعيدًا نظرًا لاعتذارى عن عدم الكتابة، الأسبوع القادم، وكل عام والجميع بخير، والوطن سالم

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قراءة مبدئية في التوجهات الاقتصادية قراءة مبدئية في التوجهات الاقتصادية



GMT 02:27 2024 الخميس ,20 حزيران / يونيو

سر القادة: ديغول وبيتان

GMT 03:21 2024 الأحد ,09 حزيران / يونيو

أن تكون رئيسًا للتحرير

GMT 03:19 2024 الأحد ,09 حزيران / يونيو

9 يونيو.. الاستثناء

GMT 02:50 2024 الخميس ,16 أيار / مايو

لا يختلف طوفان السياسة عن طوفان الطبيعة

GMT 02:54 2024 الأربعاء ,08 أيار / مايو

أسرق.. وبعدين أتصالح!!

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 13:32 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أرجو الإطمئنان بأن الآتي أفضل

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

اتفاقية بين مصر وموانئ دبي العالمية لتطوير منطقة حرة عامة

GMT 19:17 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

التشكيل الرسمي لمباراة إنبي والبنك الأهلي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon