توقيت القاهرة المحلي 18:34:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قراءة مبدئية في التوجهات الاقتصادية

  مصر اليوم -

قراءة مبدئية في التوجهات الاقتصادية

بقلم - زياد بهاء الدين

قراءتى الشخصية لخطاب السيد رئيس الجمهورية، أمس الأول، في العاصمة الإدارية الجديدة، أن مضمونه جاء- في الجانب الاقتصادى منه- مُحمَّلًا برسالتين أساسيتين، واحدة صريحة، والأخرى أستنتجها ضمنيًّا.

الرسالة الأولى الصريحة أن هناك اهتمامًا متزايدًا، وربما هناك تطوير مرتقب في بعض الملفات الرئيسية، وعلى رأسها الصناعة والزراعة والسياحة والطاقة الخضراء والتصدير، وكذلك ملف الحماية الاجتماعية، بالإضافة إلى اتجاه للحد من الإنفاق العام، وهذه كلها توجهات إيجابية، وننتظرها منذ وقت طويل.

أما الرسالة الثانية الضمنية فهى أن هذا التطوير المرتقب سيجرى ضمن ذات الإطار العام الاقتصادى والمؤسسى الذي جرى العمل به في السنوات الماضية. وهذا- إن صح فهمى وتقديرى- يعنى بقاء الملكية الحكومية المحرك الرئيسى للاقتصاد والمسيطر عليه، ربما مع إعطاء القطاع الخاص مساحة إضافية للتحرك، وبقاء آليات اتخاذ القرار الاقتصادى على حالها، واستمرار القناعة بأن أسباب الأزمة الاقتصادية الراهنة كانت خارجية، وأن التوجهات السابقة لا تزال هي الإطار العام السليم. وهذا في تقديرى يعنى أيضًا أن التغيير الحكومى المرتقب سيكون معبرًا بدوره عن ذات التوجهات، سواء تغيرت الوجوه والأسماء أم لم تتغير.

والرسالتان تعبران معًا عن استمرار المسار الاقتصادى السائد في السنوات الماضية، وإن كان ربما مع بعض التطوير، قد يكون الدافع وراءه الاضطراب الذي عانينا منه في سوق الصرف، والتزامنا تجاه مؤسسات التمويل الدولية ببرامج قطاعية محددة، وشكوى الناس من الغلاء المستمر.

إن كان تقديرى السابق في محله، فإن هذا يفرض على المعلقين والمهتمين بالشأن الاقتصادى أن يتفاعلوا معه بشكل مختلف عما كان عليه الحال في الشهور الأخيرة.

تكرار الحديث عن ضرورة تغيير المسار الاقتصادى تغييرًا جذريًّا بات حديثًا متكررًا، ولا أظنه مجديًا، خاصة مع وضوح توجهات المرحلة المقبلة. والمطلوب بدلًا من ذلك هو التفاعل مع هذه التوجهات، والانتقال من مناقشة السياسات العامة والأفكار النظرية إلى طرح رؤى ومبادرات ومقترحات محددة وقابلة للتنفيذ في كافة الملفات التي جاء ذكرها في خطاب السيد الرئيس وفى غيرها مما لم يرد ذكره، فالناس ترغب في التعرف على مقترحات بديلة محددة. ومن جهة ثانية، فإن الحوار حول قضايا وسياسات بعينها قد يمنح فرصة أكبر للتغيير التدريجى والقطاعى، ولو كان بطيئًا.

علينا أيضًا أن نتطرق- وبصراحة أكبر- إلى العوامل المؤسَّسية المحددة التي قد تسهم في نجاح أو تعثر الإصلاح الاقتصادى. وأقصد بذلك كيفية اتخاذ القرارات الاقتصادية، والأطر القانونية والدستورية لتنفيذها، ومدى مشاركة المجتمع في تحديدها وفى تقييمها. بمعنى آخر علينا التطرق إلى الجانب السياسى والمؤسسى من إدارة و«حوكمة» الاقتصاد لأن ضعف آليات الحوكمة الرشيدة كان من أكثر ما عانينا منه في الآونة الأخيرة. والحوكمة الرشيدة بالمناسبة هي آليات تقييم القرار الاقتصادى، ودراسته، وإتاحة المعلومات الكافية عنه، ومناقشته علنًا من خلال جهات الخبرة وأصحاب المصالح وممثلى الشعب، وتقييم آثاره بشكل دورى، ثم تصحيحه متى دعت الحاجة إلى ذلك.

مازلنا في أزمة اقتصادية ممتدة، والمطروح حسبما فهمت هو تطوير عدة ملفات مهمة وحيوية، ولكن في إطار ذات التوجهات العامة، وقد تكون توقعاتى في غير محلها، والتغيير القادم أكبر كما فهمت.

■ ■ ■

وأنتهز الفرصة كى أتمنى للجميع عيد فطر سعيدًا نظرًا لاعتذارى عن عدم الكتابة، الأسبوع القادم، وكل عام والجميع بخير، والوطن سالم

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قراءة مبدئية في التوجهات الاقتصادية قراءة مبدئية في التوجهات الاقتصادية



GMT 02:27 2024 الخميس ,20 حزيران / يونيو

سر القادة: ديغول وبيتان

GMT 03:21 2024 الأحد ,09 حزيران / يونيو

أن تكون رئيسًا للتحرير

GMT 03:19 2024 الأحد ,09 حزيران / يونيو

9 يونيو.. الاستثناء

GMT 02:50 2024 الخميس ,16 أيار / مايو

لا يختلف طوفان السياسة عن طوفان الطبيعة

GMT 02:54 2024 الأربعاء ,08 أيار / مايو

أسرق.. وبعدين أتصالح!!

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 04:49 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

القسام تعلن قصف مدينة سديروت جنوب إسرائيل برشقة صاروخية
  مصر اليوم - القسام تعلن قصف مدينة سديروت جنوب إسرائيل برشقة صاروخية

GMT 07:54 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F
  مصر اليوم - علاج جيني مبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 11:41 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025
  مصر اليوم - روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025

GMT 07:31 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هارفي ألتر يفوز بجائزة نوبل في علم وظائف الأعضاء لعام 2020

GMT 06:50 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

سيارة"لكزس "LC ترفع شعار التصميم الجريء والسرعة

GMT 01:30 2021 الأربعاء ,24 آذار/ مارس

مرسيدس AMG تستعد لإطلاق الوحش جي تي 73 e

GMT 01:01 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على نور عبد السلام صاحبة صوت "لؤلؤ" الحقيقي

GMT 14:07 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

"التعليم" المصرية ترد على هاشتاج «إلغاء الدراسة»

GMT 05:00 2020 السبت ,05 كانون الأول / ديسمبر

الزمالك يرفض انتقال محمد عواد إلى صفوف سيراميكا

GMT 02:05 2020 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

دعوة شحاتة وأبو ريدة والخطيب و لحضور حفل التكريم

GMT 08:17 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

كلوب يتهم رئيس رابطة الدوري الإنجليزي بالافتقار إلى القيادة

GMT 06:12 2020 السبت ,03 تشرين الأول / أكتوبر

عادات خاطئة تضر العين مع تقدم السن تعرّف عليها

GMT 20:29 2020 الخميس ,01 تشرين الأول / أكتوبر

البورصة المصرية تغلق التعاملات على ارتفاع

GMT 11:27 2020 الإثنين ,06 تموز / يوليو

اقتصاد المغرب سينكمش 13.8% في الربع الثاني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon