توقيت القاهرة المحلي 18:34:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المبالغة في الابتهاج بنهاية الأزمة ليس مفيدًا.. ولا صادقًا

  مصر اليوم -

المبالغة في الابتهاج بنهاية الأزمة ليس مفيدًا ولا صادقًا

بقلم - زياد بهاء الدين

المتابع لتصريحات البعض، خلال الأيام الماضية، يتصور أن الأزمة الاقتصادية التى نعانى منها منذ سنتين قد انقضت وانفرجت، وأن البلد خرج من عنق الزجاجة، بل وانطلق بالفعل على طريق الرخاء والتنمية.

ليس فيما أقوله أى تهكم أو استخفاف. فالموضوع لا يحتمل الهزار ومعاناة الناس لا يليق أن يُستخف بها، لكن الواقع أنه منذ بدء انتشار الأخبار حول قرب الاتفاق مع صندوق النقد والبنك الدولى والاتحاد الأوروبى وغيرها من المؤسسات الدولية بشأن حصول مصر على حزمة تمويل جديدة، والخطاب الرسمى منطلق فى التهنئة بالنجاح فى تجاوز الأزمة، وبانخفاض أسعار السلع الأساسية، وبارتفاع قيمة الجنيه المصرى، بل إن أحدهم وصف الدولار بأنه «يترنح» ويتهاوى.

ارحموا الناس من هذا الكلام قليلا فى هذه الأوقات الحرجة.

ارحموا الناس وتواضعوا فى مخاطبة من احتملوا ارتفاعات غير مسبوقة فى أسعار كل شىء، وبالذات المواد الغذائية بلغت ضعفين وثلاثة أضعاف ما كانت عليه منذ عامين، وسكتوا على تبريرات لا أساس لها من الصحة، وصبروا على وعود متكررة بقرب الانفراج، ودفعوا ثمن الغلاء غاليا فى كل مظاهر حياتهم، ونزلوا بمستويات معيشتهم. فأقل ما يجب هو احترام ذكاء الناس وعدم الاستهانة بهم بالاستمرار فى ترديد كلام لا يصدقه أحد وتكذبه جولة واحدة فى الأسواق.

صحيح أن سعر الدولار والعملات الأجنبية قد انخفض فى الأيام الماضية أمام الجنيه المصرى، وهذا بالتأكيد محل ترحيب. ولكن دعونا لا ننسى أن الدولار وزملاءه كانوا قد ارتفعوا فى آخر أسبوعين فى السوق السوداء إلى قمم غير مسبوقة وغير منطقية بلغت أربعة أضعاف ما كان عليه الحال منذ عامين. فالمقارنة يجب أن تكون ليس بالأسبوع الماضى بل بالأسعار منذ عام أو اثنين.

وهذا لا ينطبق فقط على العملات الأجنبية، بل على كل ما يشتريه الناس من مواد غذائية ومواد بناء وسلع استهلاكية وعقارات وقطع غيار وخدمات ارتفعت أسعارها خلال العامين ضعفين وثلاثة. وقد وصف صديق هذا الوضع بقوله إن الحكومة تهنئنا هذه الأيام بالنجاح فى صعود بضع درجات على سلم العمارة، متجاهلة أن المصعد كان قد هبط بنا عدة أدوار.

لهذا أنصحكم بتقدير مشاعر الناس والتروى فى التهنئة والاحتفال بنهاية الأزمة، ليس فقط لأن هذا خطاب يستفز الناس، وإنما أيضا حرصا على مصداقية الدولة فى وقت نحتاج فيه لحشد الهمم وكسب الثقة والاحترام من أجل مواجهة ظروف لا تزال صعبة.

الحقيقة أن ما يستحق الناس أن يسمعوه ليس خطاب التهنئة والابتهاج. ما يريد الناس أن يسمعوه هو أننا على الأقل قد تعلمنا من الأخطاء وأدركنا أن تغيير المسار الاقتصادى لم يعد يحتمل الإرجاء ولا التردد ولا أنصاف وأرباع الحلول. أما إذا أصرت الحكومة على أن المسار كان سليما منذ البداية ولم يعرقله سوى العوامل الخارجية، فإن هذه ستكون رسالة خطيرة وسلبية للغاية لأنها سوف تؤكّد للجميع - فى الداخل والخارج - أن النية متجهة لعدم إجراء تغييرات حقيقية بل مجرد رتوش وتحسينات دون المساس بجوهر المشكلة.

دعونا إذن نرجئ حالة الاحتفال، ونتعامل مع الناس بتقدير واحترام، ونقدر حجم التضحيات والمصاعب المستمرة، ونركز فيما هو مطلوب لتحقيق الإصلاح المنشود كى يرتفع بنا المصعد ليس دورا أو اثنين.. بل إلى الأدوار العليا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المبالغة في الابتهاج بنهاية الأزمة ليس مفيدًا ولا صادقًا المبالغة في الابتهاج بنهاية الأزمة ليس مفيدًا ولا صادقًا



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 04:49 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

القسام تعلن قصف مدينة سديروت جنوب إسرائيل برشقة صاروخية
  مصر اليوم - القسام تعلن قصف مدينة سديروت جنوب إسرائيل برشقة صاروخية

GMT 07:54 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F
  مصر اليوم - علاج جيني مبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 11:41 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025
  مصر اليوم - روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025

GMT 07:31 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هارفي ألتر يفوز بجائزة نوبل في علم وظائف الأعضاء لعام 2020

GMT 06:50 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

سيارة"لكزس "LC ترفع شعار التصميم الجريء والسرعة

GMT 01:30 2021 الأربعاء ,24 آذار/ مارس

مرسيدس AMG تستعد لإطلاق الوحش جي تي 73 e

GMT 01:01 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على نور عبد السلام صاحبة صوت "لؤلؤ" الحقيقي

GMT 14:07 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

"التعليم" المصرية ترد على هاشتاج «إلغاء الدراسة»

GMT 05:00 2020 السبت ,05 كانون الأول / ديسمبر

الزمالك يرفض انتقال محمد عواد إلى صفوف سيراميكا

GMT 02:05 2020 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

دعوة شحاتة وأبو ريدة والخطيب و لحضور حفل التكريم

GMT 08:17 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

كلوب يتهم رئيس رابطة الدوري الإنجليزي بالافتقار إلى القيادة

GMT 06:12 2020 السبت ,03 تشرين الأول / أكتوبر

عادات خاطئة تضر العين مع تقدم السن تعرّف عليها

GMT 20:29 2020 الخميس ,01 تشرين الأول / أكتوبر

البورصة المصرية تغلق التعاملات على ارتفاع

GMT 11:27 2020 الإثنين ,06 تموز / يوليو

اقتصاد المغرب سينكمش 13.8% في الربع الثاني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon