توقيت القاهرة المحلي 19:48:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المبالغة في الابتهاج بنهاية الأزمة ليس مفيدًا.. ولا صادقًا

  مصر اليوم -

المبالغة في الابتهاج بنهاية الأزمة ليس مفيدًا ولا صادقًا

بقلم - زياد بهاء الدين

المتابع لتصريحات البعض، خلال الأيام الماضية، يتصور أن الأزمة الاقتصادية التى نعانى منها منذ سنتين قد انقضت وانفرجت، وأن البلد خرج من عنق الزجاجة، بل وانطلق بالفعل على طريق الرخاء والتنمية.

ليس فيما أقوله أى تهكم أو استخفاف. فالموضوع لا يحتمل الهزار ومعاناة الناس لا يليق أن يُستخف بها، لكن الواقع أنه منذ بدء انتشار الأخبار حول قرب الاتفاق مع صندوق النقد والبنك الدولى والاتحاد الأوروبى وغيرها من المؤسسات الدولية بشأن حصول مصر على حزمة تمويل جديدة، والخطاب الرسمى منطلق فى التهنئة بالنجاح فى تجاوز الأزمة، وبانخفاض أسعار السلع الأساسية، وبارتفاع قيمة الجنيه المصرى، بل إن أحدهم وصف الدولار بأنه «يترنح» ويتهاوى.

ارحموا الناس من هذا الكلام قليلا فى هذه الأوقات الحرجة.

ارحموا الناس وتواضعوا فى مخاطبة من احتملوا ارتفاعات غير مسبوقة فى أسعار كل شىء، وبالذات المواد الغذائية بلغت ضعفين وثلاثة أضعاف ما كانت عليه منذ عامين، وسكتوا على تبريرات لا أساس لها من الصحة، وصبروا على وعود متكررة بقرب الانفراج، ودفعوا ثمن الغلاء غاليا فى كل مظاهر حياتهم، ونزلوا بمستويات معيشتهم. فأقل ما يجب هو احترام ذكاء الناس وعدم الاستهانة بهم بالاستمرار فى ترديد كلام لا يصدقه أحد وتكذبه جولة واحدة فى الأسواق.

صحيح أن سعر الدولار والعملات الأجنبية قد انخفض فى الأيام الماضية أمام الجنيه المصرى، وهذا بالتأكيد محل ترحيب. ولكن دعونا لا ننسى أن الدولار وزملاءه كانوا قد ارتفعوا فى آخر أسبوعين فى السوق السوداء إلى قمم غير مسبوقة وغير منطقية بلغت أربعة أضعاف ما كان عليه الحال منذ عامين. فالمقارنة يجب أن تكون ليس بالأسبوع الماضى بل بالأسعار منذ عام أو اثنين.

وهذا لا ينطبق فقط على العملات الأجنبية، بل على كل ما يشتريه الناس من مواد غذائية ومواد بناء وسلع استهلاكية وعقارات وقطع غيار وخدمات ارتفعت أسعارها خلال العامين ضعفين وثلاثة. وقد وصف صديق هذا الوضع بقوله إن الحكومة تهنئنا هذه الأيام بالنجاح فى صعود بضع درجات على سلم العمارة، متجاهلة أن المصعد كان قد هبط بنا عدة أدوار.

لهذا أنصحكم بتقدير مشاعر الناس والتروى فى التهنئة والاحتفال بنهاية الأزمة، ليس فقط لأن هذا خطاب يستفز الناس، وإنما أيضا حرصا على مصداقية الدولة فى وقت نحتاج فيه لحشد الهمم وكسب الثقة والاحترام من أجل مواجهة ظروف لا تزال صعبة.

الحقيقة أن ما يستحق الناس أن يسمعوه ليس خطاب التهنئة والابتهاج. ما يريد الناس أن يسمعوه هو أننا على الأقل قد تعلمنا من الأخطاء وأدركنا أن تغيير المسار الاقتصادى لم يعد يحتمل الإرجاء ولا التردد ولا أنصاف وأرباع الحلول. أما إذا أصرت الحكومة على أن المسار كان سليما منذ البداية ولم يعرقله سوى العوامل الخارجية، فإن هذه ستكون رسالة خطيرة وسلبية للغاية لأنها سوف تؤكّد للجميع - فى الداخل والخارج - أن النية متجهة لعدم إجراء تغييرات حقيقية بل مجرد رتوش وتحسينات دون المساس بجوهر المشكلة.

دعونا إذن نرجئ حالة الاحتفال، ونتعامل مع الناس بتقدير واحترام، ونقدر حجم التضحيات والمصاعب المستمرة، ونركز فيما هو مطلوب لتحقيق الإصلاح المنشود كى يرتفع بنا المصعد ليس دورا أو اثنين.. بل إلى الأدوار العليا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المبالغة في الابتهاج بنهاية الأزمة ليس مفيدًا ولا صادقًا المبالغة في الابتهاج بنهاية الأزمة ليس مفيدًا ولا صادقًا



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 13:32 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أرجو الإطمئنان بأن الآتي أفضل

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

اتفاقية بين مصر وموانئ دبي العالمية لتطوير منطقة حرة عامة

GMT 19:17 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

التشكيل الرسمي لمباراة إنبي والبنك الأهلي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon