توقيت القاهرة المحلي 20:13:09 آخر تحديث
  مصر اليوم -

غزة.. المعارك الإعلامية والقانونية الموازية

  مصر اليوم -

غزة المعارك الإعلامية والقانونية الموازية

بقلم - زياد بهاء الدين

وقت كتابة هذه السطور، يكون عدد القتلى فى غزة قد تجاوز العشرة آلاف، وعدد المصابين أكثر من ٢٧ ألفًا. خلال أربعة أسابيع أسفر القصف الإسرائيلى عن قتل أو إصابة وفقدان ما يقرب من ٢٪ من سكان قطاع غزة. ولايزال القصف مستمرًا، ومعه تهجير مليون ونصف المليون شخص من منازلهم (حوالى ٧٠٪ من السكان)، باتوا معرضين للموت من الجوع والمرض.

هل هذه الأرقام مكررة ونسمعها عشرات المرات كل يوم؟ بالتأكيد، ولكن هذا ليس سببًا للاعتياد عليها، بل يجب أن تظل حاضرة فى أذهاننا كى لا ننسى أن كل يوم إضافى من الحصار والقصف له تكلفة إنسانية فادحة تُقدر بمئات الأرواح.

الأرقام ليست وحدها كافية للدلالة على ما جرى ولايزال يجرى فى غزة. فهذه ليست مقارنات اقتصادية أو إحصاءات سكانية. بل نحن أمام مذبحة جماعية من النوع الذى كنا نعتقد أنه لم يعد من الممكن حدوثه فى العصر الذى نعيشه. وهذا وصف لا يستند لعدد الضحايا- فالأرقام كما قلت غير دالة- بل الحقيقة أن دولة تنتقم من شعب بأكمله دون تمييز، وليس فقط ممن قاموا بالهجوم عليها.

مع ذلك فإن اثنتى عشرة دولة وقفت مع إسرائيل فى رفض قرار الأمم المتحدة الداعى فقط لهدنة إنسانية من أجل توفير السلع والخدمات الأساسية لسكان غزة، وأربعين أخرى امتنعت عن التصويت. كلها دول وافقت بوعى كامل على استمرار القصف والقتل دون تمييز، أو ظنت أن هناك ما يدعو للتردد والحيرة بين وقف المذبحة فورًا أم تركها تستمر بضعة أيام أو أسابيع أخرى.

صحيح أن الدول الكبرى جميعًا تعاطفت مع إسرائيل فى أعقاب طوفان الأقصى الذى بلغ عدد ضحاياه ما يقرب من ألف وأربعمائة والمخطوفين مائتين، بينهم أطفال وشيوخ. وحتى فى الوطن العربى دارت أسئلة كثيرة حوله، وما سيُفضى إليه من رد الفعل الإسرائيلى.

ولكن الانتقام الوحشى بدد كثيرًا من التعاطف العالمى مع إسرائيل، وجعله ينحسر تدريجيًا، على الأقل بين الناس لا الحكومات، حتى فى الدول الحلفاء التقليديين. وقد عدت منذ يومين من رحلة عمل فى بلدين أوروبيين، لاحظت خلالها أنه حتى المدافعون التقليديون عن إسرائيل وسياساتها يفضلون عدم التطرق إلى الوضع فى غزة فى خطابهم العلنى.

أما فى الأحاديث الجانبية فهناك رفض تام للمذبحة الجارية فى غزة، وإن كان من منظور إنسانى محض لا عدولًا عن الموقف الأساسى الداعم لإسرائيل، بالإضافة إلى ضرورة تجنب اتساع نطاق المواجهات مستقبلًا.

ولكن يظل الرهان الإسرائيلى معولًا على تراجع التغطية الإعلامية والاهتمام الشعبى العالمى حول ما يجرى فى غزة مع مرور الوقت، كما يجرى مع كل حدث مثير يلفت الأنظار أولًا، ثم يفقد جاذبيته بعد حين، حينما يعتاد الناس على مشاهد غزة المدمرة والأطفال الجرحى فى المستشفيات، بما يُمكّن من استمرار الاحتلال والقصف والقتل دون مساءلة دولية أو اعتراض شعبى عالمى. والأحداث السابقة تؤكد أن لدى إسرائيل القدرة على إدارة المعركة الإعلامية على المدى الطويل أفضل بكثير من الجانب العربى.

هناك بالفعل معركة إعلامية جارية، ويجب أن تلحقها معركة قانونية فى المحاكم الدولية، وهذا كله بجانب الساحة الدبلوماسية، وهذه معارك بالغة الأهمية لأن نتائجها ستؤثر فى مستقبل المنطقة بقدر ما تؤثر فيه النتائج العسكرية. لهذا يظل التمسك بالحق الفلسطينى والتذكير به والتعبير عن مساندة أهل غزة ضروريًا ومُلحًا مهما طال الوقت، كما يحتاج الخطاب العربى أن يكون معاصرًا وإنسانيًا وواقعيًا، ومستندًا للقانون الدولى والمبادئ الإنسانية.

لأن القضية الفلسطينية عادلة، والتضحيات الجسيمة على أرض غزة لابد أن تدعمها مساندة سياسية وإعلامية واعية تحافظ على الدعم الشعبى العالمى، وتنقذ أهل غزة من المصير الذى يواجهونه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غزة المعارك الإعلامية والقانونية الموازية غزة المعارك الإعلامية والقانونية الموازية



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 04:49 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

القسام تعلن قصف مدينة سديروت جنوب إسرائيل برشقة صاروخية
  مصر اليوم - القسام تعلن قصف مدينة سديروت جنوب إسرائيل برشقة صاروخية

GMT 07:54 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F
  مصر اليوم - علاج جيني مبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 11:41 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025
  مصر اليوم - روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 12:07 2018 الجمعة ,05 تشرين الأول / أكتوبر

الجبلاية تستقر على خصم 6 نقاط من الزمالك

GMT 17:00 2017 الجمعة ,01 كانون الأول / ديسمبر

موعد إجراء قرعة كأس العالم 2018 والقنوات الناقلة

GMT 02:32 2020 الثلاثاء ,21 تموز / يوليو

سلطنة عُمان تسجل 1739 إصابة جديدة بفيروس كورونا

GMT 07:10 2020 الثلاثاء ,25 شباط / فبراير

رشا مهدي تعلق على انسحاب الزمالك من مباراة القمة

GMT 19:06 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

الجونة يضم حارس الأهلي عمر رضوان رسميًا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon