توقيت القاهرة المحلي 20:21:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قراءة فى التعديل الوزارى

  مصر اليوم -

قراءة فى التعديل الوزارى

بقلم - زياد بهاء الدين

التعديل الوزارى الذى جرى السبت الماضى جاء مغايرًا للتوقعات المتداولة من ناحيتين؛ أنه تضمن عددًا أكبر من الوزارات عما كان متوقعًا (١٣ وزارة)، وأن معظمه جاء خارج الحقائب الاقتصادية التى كانت محلًا لمعظم التكهنات بالتغيير فى ظل الأوضاع الاقتصادية الراهنة.

فما محصلته النهائية؟ وما الذى يمكن توقعه من تغير فى السياسات الحكومية نتيجة له؟.. للإجابة أقترح تقسيم التغييرات الأخيرة إلى أربع مجموعات:

المجموعة الأولى ما أسميه «تغييرات الضرورة»، وتضم وزارات الصحة والتعليم والهجرة. فقد كان يلزم شغل منصب وزير الصحة الذى خلا منذ أكتوبر الماضى لظروف قانونية تعرضت لها الوزيرة السابقة (وتجدر الإشارة إلى ثبوت براءتها لاحقًا من كل ما نُسب إليها). ومع اختيار الدكتور خالد عبدالغفار ليحل محلها، فقد خلا منصب وزير التعليم العالى الذى كان يشغله.

وأخيرًا، فإن وزارة الهجرة خلت بدورها مع خروج السفيرة نبيلة مكرم لظروف شخصية معروفة للجميع، ومعها دعاء وتمنيات جمهور واسع بتجاوز محنتها العصيبة. ولأن هذه «تغييرات الضرورة» فلا يفترض أن يكون وراءها بالضرورة اتجاه لتعديل السياسات الوزارية.

المجموعة الثانية هى «الاقتصادية»، حيث جاء التغيير محدودًا على عكس التوقعات، إذ شمل دخول ثلاثة وزراء جدد لتولى حقائب الصناعة والتجارة، وقطاع الأعمال العام، والعمل. وفى تقديرى أن التغيير فى وزارة الصناعة والتجارة بالذات كان متوقعًا ومطلوبًا، وسيكون محل ترحيب من الأوساط الصناعية والاقتصادية، خاصة أن الوافد إليها السيد «أحمد سمير صالح»، يجمع بين التجربة الصناعية العملية والخلفية البرلمانية. أما فى وزارتى قطاع الأعمال والعمل، فلا توجد دلالة واضحة على التغيير.

المجموعة الثالثة هى «المتعلقة بالخدمات»، ولكن الواقع أن الوزارة الوحيدة التى طالها التعديل كانت وزارة التعليم، بعد أن ارتفعت وتيرة الشكاوى الأهلية والبرلمانية من السياسة التى انتهجها الدكتور طارق شوقى طوال السنوات الخمس الماضية لإصلاح نظام التعليم.. فهل كانت التجربة غير ناجحة وضاع الجهد هباء، أم أن مزيدا من الوقت كان مطلوبا لكى تكتمل وتتضح نتائجها الإيجابية؟.. أترك الرد للمتخصصين فى هذا المجال، وأكتفى بتوجيه التحية إليه على الجهد الذى بذله.. وبالتساؤل عما إذا كان الوزير القادم «الدكتور رضا حجازى» سوف يستكمل نفس السياسة التى كان جزءًا من صنعها وتنفيذها من موقعه السابق فى الوزارة أم سيغير المسار. ودعائى للطلاب والأهالى الذين يدفعون ثمن التغييرات والتجارب.

أما المجموعة الرابعة فهى ذات الطابع السيادى، لأن حقائبها مرتبطة بالأمن القومى، ولهذا فلم يجرِ العُرف على أن يكون تقييمها علنيًا. وهذه المجموعة تضم وزارات الإنتاج الحربى، والطيران، والتنمية المحلية (بسبب إشرافها على المحافظين)، كما أعتبر منها أيضا فى الظروف الراهنة وزارة الرى والموارد المائية لارتباط ملف سد النهضة الإثيوبى بالأمن القومى.

يتبقى بعد ذلك وزارتا الثقافة والسياحة. فأما عن الثقافة، فقد تركتها الفنانة القديرة إيناس عبدالدايم، التى كانت رمزا جامعا للمثقفين المصريين عام ٢٠١٣ حينما سعت حكومة الإخوان المسلمين للإطاحة بها من رئاسة دار الأوبرا، فالتف حولها الوسط الثقافى والفنى، وقد نالت احترام وتقدير من تعاملوا معها.. ولكن أتصور أنها بقيت فى داخلها فنانة حقيقية تُفضل ترك المنصب العام والعودة لفنها ولجمهورها. وأما عن وزارة السياحة والآثار، فلعلها أكبر مفاجآت التعديل الوزارى لما عُرف عن الدكتور خالد العنانى من نشاط بالغ طوال السنوات الماضية، ونجاحه فى فتح العديد من المواقع والمتاحف سواء الجديدة أو التى تعرضت للإرهاب والنهب، بالإضافة لإشرافه على إنشاء المتحف المصرى الكبير الذى يفترض أن يُفتتح قريبا. ولهذا أرجو أن يجد التكريم اللائق بما أنجزه خلال فترة عصيبة من انحسار السياحة العالمية بسبب وباء كورونا ثم الحرب الأوكرانية. مع ذلك، فإن حلول السيد «أحمد عيسى» محله قد يفسر الهدف من التغيير، إذ يأتى الوزير الجديد من خلفية مصرفية، وهو أحد ابرز قيادات البنك التجارى الدولى، ومن المشهود لهم بالكفاءة والخبرة، بما يعنى أن المقصود هو إعادة النظر لوزارة السياحة من منظور اقتصادى، وهذا جيد. ولكن نعود للسؤال التقليدى: هل يبقى عندئذ ملف الآثار مع السياحة أم يستقل، أو يلحق بوزارة الثقافة حتى لا يدار بذات المنطق الاقتصادى والتجارى؟!.

■ ■ ■

قبل إرسال المقال للجريدة بدقائق نُشر خبر قبول اعتذار السيد محافظ البنك المركزى المصرى عن عدم الاستمرار فى منصبه.. وإن كان صحيحًا، فقد يكون إشارة إلى تغير فى السياسات النقدية، ولكن تظل تحديات الاستثمار والتصنيع والدين العام والإنفاق ودور الدولة فى الاقتصاد تابعة للحكومة.. فهل من تغيير مرتقب؟.

■ ■ ■

ومع خالص التقدير لكل من قدم من وقته وجهده وصحته لخدمة الوطن فى العمل التنفيذى والوظيفة العامة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قراءة فى التعديل الوزارى قراءة فى التعديل الوزارى



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 13:32 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أرجو الإطمئنان بأن الآتي أفضل

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

اتفاقية بين مصر وموانئ دبي العالمية لتطوير منطقة حرة عامة

GMT 19:17 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

التشكيل الرسمي لمباراة إنبي والبنك الأهلي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon