توقيت القاهرة المحلي 18:39:26 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الأولوية لا تزال لأهل غزة في محنتهم

  مصر اليوم -

الأولوية لا تزال لأهل غزة في محنتهم

بقلم - زياد بهاء الدين

فى أقل من أسبوعين تغير المشهد السياسى فى الشرق الأوسط تغيرًا جذريًّا، بدءًا من قيام إسرائيل فى الأول من إبريل بتفجير مبنى القنصلية الإيرانية فى دمشق، ثم عشرة أيام من الترقب لرد الفعل الإيرانى، ثم إطلاق ثلاثمائة صاروخ وطائرة مسيرة على إسرائيل يوم ١٣ إبريل.

وها نحن فى مرحلة ترقب ثانية انتظارًا للخطوة الإسرائيلية التالية، بينما النشاط الدبلوماسى الدولى منطلق فى كل الاتجاهات، والصحفيون والمحللون منهمكون فى التحليلات.

مع ذلك، فإن موضوعى اليوم ليس تقييم فاعلية أو جدية الصواريخ الإيرانية، ولا الخوض فى المناقشة الجارية عما إذا كان رد الفعل الإيرانى قد شكل تهديدًا حقيقيًّا على إسرائيل أم لم يعدُ أن يكون «ألعابًا نارية» كما وصفها بعض المعلقين.

فبغض النظر عن دوافع إيران وعن فاعلية أو عدم فاعلية صواريخها وطائراتها المسيرة، فإن الأكيد أن إسرائيل قد نجحت فى تحويل الاهتمام العالمى من حرب الإبادة التى تشنها ضد الشعب الفلسطينى فى غزة منذ ستة أشهر إلى ما صورته على أنه مواجهة عالمية ضد إيران.

خلال عشرة أيام فقط حققت إسرائيل ما يأتى: (١) استعادة الدعم السياسى والعسكرى من الدول الكبرى التى كانت خلال الشهر السابق قد أعلنت بوضوح تحفظها على سياستها العدوانية فى غزة، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية.

(٢) تحويل الأنظار عما يجرى على الأرض من عدوان مستمر على أهل غزة، والذى كان قد بلغ قمة جديدة مع تدمير مستشفى الشفاء وقتل المئات بداخله حتى اليوم السابق على ضرب القنصلية الإيرانية فى دمشق.

(٣) إعادة تصوير وضع إسرائيل فى المنطقة باعتبارها الواحة الصغيرة للحضارة والديمقراطية، والمحاطة من كل جانب ببحر من العداوة والكراهية والمضطرة دائمًا لخوض حرب دفاعية على عدة جبهات عربية. (٤) إزاحة أى تهديد سياسى داخلى لرئيس الوزراء نتنياهو ولحكومته فى ظل الخطر العسكرى الأكبر الوافد من الشرق الإيرانى.

(٥) تجديد الإيمان التقليدى بأن الجيش الاسرائيلى الأفضل والأكفأ والأكثر تقدمًا فى المنطقة بعد نجاحه فى ضرب القنصلية ثم فى التصدى لأكثر من ثلاثمائة صاروخ وطائرة مسيرة، وذلك بعد الهزة التى أصابته من الفشل فى توقع وتوقى هجوم حماس فى أكتوبر أو تحقيق أهدافه فى إخلاء غزة من المسلحين أو تحرير الرهائن.

(٦) أخذ زمام المبادرة فى المفاوضات الجارية حول مستقبل غزة وأهلها. (٧) إعادة وضع إيران فى قلب المشهد باعتبارها مصدر الشر والعنف والتطرف فى المنطقة والخطر العالمى الرئيسى.

قد يكون لرد الفعل الإيرانى دلالات مهمة يشير إليها المعلقون- بغض النظر عن فاعليته العسكرية- وعلى رأسها أنه أول هجوم إيرانى على اسرائيل ذاتها وأنه حشد الجماهير الإيرانية فى موقف شعبى ضد إسرائيل. ولكنها دلالات هزيلة بالمقارنة بما حققته إسرائيل من مكاسب سياسية وعسكرية ودولية جراء هذه المواجهة، على الأقل حتى الآن وما لم يجرِ تصعيدها من الجانبين.

■ ■ ■

لهذا، فإن الأولوية يجب أن تعود لغزة ولأهلها، حيث لا يزال الحصار مستمرًّا، والقصف مستمرًّا، وقتل المدنيين مستمرًّا، وعملية التجويع مستمرة.

هذا ليس نداء للدول والحكومات العربية، فلديهم معلومات وسياسات وأولويات لست عالِمًا بها، بل هو نداء لنا نحن المصريين والعرب وداعمى القضية الفلسطينية فى كل مكان.

ليست قضيتنا الدفاع ولا التشكيك فى النوايا الإيرانية، ولا تقدير حساباتها الإقليمية، بل قضيتنا لا تزال- كما كانت- حق أهل غزة والشعب الفلسطينى فى الحماية من العدوان والحصار، وفى تأمين المأكل والمسكن، وفى الحصول على التعليم والعلاج المناسبين، والحق فى الحرية والأرض والوطن.

دعونا لا نتشتت ولا نترك الحق الفلسطينى يتراجع فى وعينا واهتمامنا ودعمنا كما تراجعت أنباء حصار غزة فى جدول برامج القنوات التلفزيونية العالمية، فليست القضية الفلسطينية خبرًا عابرًا ولا قصة مثيرة، بل مصير شعب محاصَر ومعتدَى عليه وواقع تحت الاحتلال، وهذه لا تزال الأولوية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأولوية لا تزال لأهل غزة في محنتهم الأولوية لا تزال لأهل غزة في محنتهم



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 04:49 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

القسام تعلن قصف مدينة سديروت جنوب إسرائيل برشقة صاروخية
  مصر اليوم - القسام تعلن قصف مدينة سديروت جنوب إسرائيل برشقة صاروخية

GMT 07:54 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F
  مصر اليوم - علاج جيني مبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 11:41 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025
  مصر اليوم - روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025

GMT 07:31 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هارفي ألتر يفوز بجائزة نوبل في علم وظائف الأعضاء لعام 2020

GMT 06:50 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

سيارة"لكزس "LC ترفع شعار التصميم الجريء والسرعة

GMT 01:30 2021 الأربعاء ,24 آذار/ مارس

مرسيدس AMG تستعد لإطلاق الوحش جي تي 73 e

GMT 01:01 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على نور عبد السلام صاحبة صوت "لؤلؤ" الحقيقي

GMT 14:07 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

"التعليم" المصرية ترد على هاشتاج «إلغاء الدراسة»

GMT 05:00 2020 السبت ,05 كانون الأول / ديسمبر

الزمالك يرفض انتقال محمد عواد إلى صفوف سيراميكا

GMT 02:05 2020 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

دعوة شحاتة وأبو ريدة والخطيب و لحضور حفل التكريم

GMT 08:17 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

كلوب يتهم رئيس رابطة الدوري الإنجليزي بالافتقار إلى القيادة

GMT 06:12 2020 السبت ,03 تشرين الأول / أكتوبر

عادات خاطئة تضر العين مع تقدم السن تعرّف عليها

GMT 20:29 2020 الخميس ,01 تشرين الأول / أكتوبر

البورصة المصرية تغلق التعاملات على ارتفاع

GMT 11:27 2020 الإثنين ,06 تموز / يوليو

اقتصاد المغرب سينكمش 13.8% في الربع الثاني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon