توقيت القاهرة المحلي 20:37:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -

اتفاقان للتطبيع.. واتفاقات أخرى في الطريق

  مصر اليوم -

اتفاقان للتطبيع واتفاقات أخرى في الطريق

بقلم : زياد بهاء الدين

لا أظن أن توقيع اتفاقى تطبيع العلاقات بين إسرائيل وبين الإمارات العربية المتحدة والبحرين جاء صادمًا أو مفاجئًا لأحد نظرًا لأن خطوات الاستعداد والتمهيد له كانت جارية منذ فترة، كما أنه لم تكن بين الأطراف عداوة معروفة، بل تردد أن تعاونًا فى مختلف المجالات كان ماضيًا فى طريقه. مع ذلك، يظل المشهد مهمًا وذا معان ودلالات كثيرة، وعلى رأسها حرص الإدارتين الأمريكية والإسرائيلية على الإسراع بالتوقيع، فى توقيت يأمل الجانب الأمريكى فيه أن يكون مؤثرًا فى الانتخابات الرئاسية المقبلة، كما يأمل الجانب الإسرائيلى أن يرفع من أسهم حكومته ورئيسها، المُهدَّد دائمًا بالخروج من الحكم، والمحاكمة. كذلك لم يَفُتْ على أحد ما أكده الجانبان الإسرائيلى والأمريكى من أن اتفاقى الإمارات والبحرين ليسا نهاية المطاف، بل ستلحقهما خطوات تطبيعية مماثلة مع خمسة بلدان عربية أخرى. وأخيرًا، لم يَفُتْ على الجانب العربى أن يؤكد حرصه على حماية حقوق الشعب الفلسطينى، وبالذات ما يتعلق بوقف ضم الأراضى الفلسطينية إلى النشاط الاستيطانى.

ولكن ما مغزى الاتفاقيتين، وما أهميتهما على المدى الأطول؟ فى تقديرى أن الموضوع معقد، ولا تزال تفاصيله غير معروفة، كما أن ردود الفعل حياله غير ظاهرة بالكامل، ولذلك فاسمحوا لى بتجنب القفز إلى النتائج، والاكتفاء اليوم بطرح الأسئلة لعلها تساعدنا على تكوين فهم مشترك لما يجرى حولنا، وتُخرجنا من الاكتفاء بردود الفعل العاطفية والحماسية المعتادة:

والسؤال الأول يتعلق بالتوقيت والدوافع، فإن كانت المكاسب السياسية الإعلامية للجانبين الإسرائيلى والأمريكى واضحة وبديهية، فما الدافع لهذا التوقيت من الجانب العربى؟ هل هو الحرص على تقديم هذه الفرصة السياسية للإدارة الأمريكية الحالية دعمًا وتحسبًا لفوزها فى الانتخابات المقبلة؟ أم الحاجة للإسراع بوضع مفهوم الشرق الأوسط الجديد محل التطبيق، حيث تحتل إيران موقع العدو الأساسى، بينما تصبح إسرائيل حليفًا فى مواجهة الإرهاب؟ أم أن وراءه الحاجة لتكوين تحالفات جديدة لمواجهة تقلبات المستقبل وتغييرات مرتقبة فى الحكم وانتقاله بين الأجيال؟

السؤال الثانى يتعلق بالاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط، إذ عبّرت الأطراف الحاضرة للتوقيع جميعًا عن ثقتها بأن هذين الاتفاقين وما سيلحقهما قريبًا سوف تفتح صفحة جديدة للسلام والاستقرار والرخاء فى الشرق الأوسط، فهل حقيقة أن التطبيع الإماراتى والبحرينى يسهم فى تحقيق هذه الأهداف؟ أم أن مصادر العنف والإرهاب فى المنطقة- الاحتلال والاستيطان الإسرائيليان، والفقر والانقسام والحروب الأهلية فى البلدان العربية، والاستبداد وغياب الديمقراطية والعدالة- هى أسباب العنف وعدم الاستقرار، وأن اتفاقى التطبيع الجديدين لن يؤثرا فيها؟

السؤال الثالث يتعلق بالشعب الفلسطينى، وهل تحقق الاتفاقات العربية- الجديدة والقادمة- أى مصلحة له ولحماية حقوقه السياسية والاقتصادية والإنسانية والثقافية، أم أنها تزيد من عزلته، وتحد من خياراته وقدرته على التفاوض مستقبلًا مع إسرائيل، وتضعه أمام الأمر الواقع لقبول ما يتفق عليه الآخرون ويناسب مصالحهم؟

أما السؤال الرابع فيخص مصر تحديدًا، وقد عبّرت حكومتها عن دعمها لاتفاقى هذا الأسبوع، فهل تضعنا الأحداث والتطورات الجديدة، التى تتصالح فيها وتتقارب بلدان الخليج وغيرها مع إسرائيل، فى موقف تفاوضى أفضل حيال الإدارتين الإسرائيلية والأمريكية، أم نخسر معها جانبًا من قدرتنا على إدارة الحوار والتأثير على البلدين، فى ظل تنافس عربى على فتح قنوات بديلة؟

وأخيرًا، فإن السؤال الخامس- وأطرحه من منظور مَن لديه انحياز كامل للجانب الفلسطينى ولحقوقه المشروعة وللحقوق العربية بشكل عام- هل لدينا بديل حقيقى ومقنع للأجيال الجديدة، بجانب حرق الأعلام الإسرائيلية والأمريكية ووطئها بالأقدام، وبجانب بيانات مؤسساتنا العربية الإنشائية، والمقالات النارية المعتادة؟ ما البديل الداعم للشعب الفلسطينى والحامى لحقوقه وللسيادة والمصالح الاقتصادية والثقافية العربية، والذى بوسعنا تقديمه والالتفاف حوله وحث حكوماتنا على التمسك به؟

أدعوكم إلى التفكير فى هذه الأسئلة، والمشاركة فى الرد عليها حتى نعى ما يجرى، ونستعد للمستقبل، ونتعاون فى بلورة موقف عربى جديد يناسب الواقع الذى تعيشه الشعوب العربية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اتفاقان للتطبيع واتفاقات أخرى في الطريق اتفاقان للتطبيع واتفاقات أخرى في الطريق



GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 08:18 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 08:15 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 04:49 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

القسام تعلن قصف مدينة سديروت جنوب إسرائيل برشقة صاروخية
  مصر اليوم - القسام تعلن قصف مدينة سديروت جنوب إسرائيل برشقة صاروخية

GMT 07:54 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F
  مصر اليوم - علاج جيني مبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 11:41 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025
  مصر اليوم - روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 12:07 2018 الجمعة ,05 تشرين الأول / أكتوبر

الجبلاية تستقر على خصم 6 نقاط من الزمالك

GMT 17:00 2017 الجمعة ,01 كانون الأول / ديسمبر

موعد إجراء قرعة كأس العالم 2018 والقنوات الناقلة

GMT 02:32 2020 الثلاثاء ,21 تموز / يوليو

سلطنة عُمان تسجل 1739 إصابة جديدة بفيروس كورونا

GMT 07:10 2020 الثلاثاء ,25 شباط / فبراير

رشا مهدي تعلق على انسحاب الزمالك من مباراة القمة

GMT 19:06 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

الجونة يضم حارس الأهلي عمر رضوان رسميًا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon