توقيت القاهرة المحلي 20:37:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -

التعاون المطلوب بين منظمات المجتمع المدني

  مصر اليوم -

التعاون المطلوب بين منظمات المجتمع المدني

بقلم : زياد الدين بهاء

علقت الأسبوع الماضى على مرور عام كامل على صدور قانون جديد للجمعيات الأهلية دون أن تصدر لائحته التنفيذية، رغم أن هذا القانون النافذ منذ أغسطس الماضى كان يلزم السيد رئيس مجلس الوزراء بإصدار لائحته خلال ستة أشهر، ورغم ما تسبب فيه هذا التأخير غير المفهوم من تعطيل لنشاط الجمعيات والمؤسسات الأهلية وعرقلة أعمالها التنموية والخيرية التى يحتاجها المجتمع أشد الاحتياج فى ظل ظروفنا الاقتصادية والاجتماعية الراهنة.

وقد أسعدنى أن تتفاعل مجموعة متميزة من الجمعيات الأهلية المصرية مع «ذكرى» صدور القانون بحماس وإيجابية- مقابل الصمت الحكومى الرهيب- وذلك بالاتفاق على توجيه مذكرة جماعية إلى السيدة وزيرة التضامن، لحثها على الانتهاء من مراجعة اللائحة وتقديمها لمجلس الوزراء، كما اتصل بى العديد من الجمعيات العاملة فى مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والصحية، وكلها تدعم المطالبة بصدور اللائحة وتفعيل القانون الجديد بشكل كامل.

هذا التفاعل والتحرك الإيجابى من جانب مؤسسات المجتمع المدنى مطلوب الآن وبشدة، وعلى الجمعيات والمؤسسات الأهلية أن تتعاون وتضم الأصوات والصفوف كى يعلو صوت المطالبة بتفعيل القانون الجديد وبإعطاء هذا الموضوع الأولوية التى يستحقها. ودون هذا التحالف والتعاون بين منظمات المجتمع المدنى المصرية فقد يطول الأمر ويتراخى، ويظل النشاط الأهلى مضطرًا للعمل فى مناخ يحيط به الغموض والترقب على نحو ما جرى طوال العام الماضى.

على أن التعاون بين المنظمات الأهلية المصرية ينبغى ألا يقتصر على مجرد الدعوة لصدور اللائحة التنفيذية، بل يجب أن يتجاوز ذلك إلى المطالبة بالاطلاع على مسودتها وإبداء الرأى بشأنها والتحقق من أنها لم تنتقص من المكاسب النسبية من القانون الجديد. فالمهم ليس صدور اللائحة فحسب واعتبار أن الشكل القانونى قد اكتمل، بل تضمين هذه اللائحة ما يؤكد المكاسب القانونية ويحميها ويضعها موضع التطبيق الفعلى.

هذا الموقف المشترك، الذى أدعو الجمعيات والمؤسسات الأهلية للتوحد وراءه لكى يكون مؤثرًا ودافعًا لبناء جسور الثقة مع الرأى العام ومع الدولة، يجب أن يؤكد عدة حقائق جوهرية تضيع أحيانا فى ظل التوجس السائد من جانب أجهزة الدولة تجاه النشاط الأهلى:

الحقيقة الأولى أن المجتمع المدنى المصرى ليس مجموعة محدودة من المنظمات الحقوقية (مع احترامى لها وتقديرى الكامل لعملها)، بل عشرات الآلاف من الجمعيات والمؤسسات المنتشرة فى كل أنحاء البلد والعاملة فى مختلف مجالات التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

والحقيقة الثانية أن المنظمات الأهلية، بما لها من وجود على الأرض واتصال قريب بالناس، كثيرا ما تكون قادرة على الوصول إليهم والاستجابة لاحتياجاتهم اليومية أفضل من الأجهزة الرسمية المثقلة بالقواعد والبيروقراطية، وللأسف بالفساد أحيانا.

أما الحقيقة الثالثة فهى أن الظروف الاقتصادية الراهنة وتداعيات وباء «كورونا» بالذات تحتاج لتضافر كل الجهود، وإطلاق طاقات العمل الأهلى والخيرى فى مصر لا تقييده واعتباره منافسًا أو مزاحمًا للنشاط الحكومى.

أما الحقيقة الرابعة والأخيرة فهى أن المطالبة بتفعيل القانون الجديد وإصدار لائحته وحماية مكتسباته ليست مطلبًا أجنبيًا، ولا يهم على الإطلاق إن كانت المنظمات الدولية تتابعه وتدعمه، بل هو مطلب وطنى محلى يساعد على توفير المزيد من الحماية الاجتماعية والدعم الاقتصادى والخدمات العاجلة والتوعية بالحقوق القانونية للمحتاجين والضعفاء من أهلنا.

هذه دعوة للتعاون بين منظمات المجتمع المدنى والمهتمين بالنشاط التنموى والأهلى كى يطالبوا بصدور اللائحة وتفعيل القانون وإطلاق طاقات العمل التطوعى حتى لا يضيع المزيد من الوقت، وتضيع معه الفرص والإمكانات والموارد فى انتظار لائحة لم تصدر بعد.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التعاون المطلوب بين منظمات المجتمع المدني التعاون المطلوب بين منظمات المجتمع المدني



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 04:49 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

القسام تعلن قصف مدينة سديروت جنوب إسرائيل برشقة صاروخية
  مصر اليوم - القسام تعلن قصف مدينة سديروت جنوب إسرائيل برشقة صاروخية

GMT 07:54 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F
  مصر اليوم - علاج جيني مبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 11:41 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025
  مصر اليوم - روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 12:07 2018 الجمعة ,05 تشرين الأول / أكتوبر

الجبلاية تستقر على خصم 6 نقاط من الزمالك

GMT 17:00 2017 الجمعة ,01 كانون الأول / ديسمبر

موعد إجراء قرعة كأس العالم 2018 والقنوات الناقلة

GMT 02:32 2020 الثلاثاء ,21 تموز / يوليو

سلطنة عُمان تسجل 1739 إصابة جديدة بفيروس كورونا

GMT 07:10 2020 الثلاثاء ,25 شباط / فبراير

رشا مهدي تعلق على انسحاب الزمالك من مباراة القمة

GMT 19:06 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

الجونة يضم حارس الأهلي عمر رضوان رسميًا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon