توقيت القاهرة المحلي 19:48:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أخيرًا.. انتهت الانتخابات الأمريكية

  مصر اليوم -

أخيرًا انتهت الانتخابات الأمريكية

بقلم: زياد بهاء الدين

الانتخابات الأمريكية مهمة بالتأكيد، ونتائجها مؤثرة على كل العالم، على الاقتصاد العالمى وعلى المؤسسات الدولية وعلى الحرب الأوكرانية وعلى أسعار النفط والمواد الأساسية وطبعا على الشرق الأوسط.

طبيعى إذًا أن نتابع جميعا مسارها وتقلباتها. ولكن الحقيقة أن هذه المرة كانت المتابعة فى كل أنحاء العالم مذهلة، حتى أدق تفاصيل التصويت فى ولايات ميتشيجان وويسكونسن وبنسلفانيا، كأنها محافظات محلية نعرفها ونفهم أدق خباياها ومشاعر مواطنيها.

هل لأن الإعلام صار أكثر قوة وانتشارا وتأثيرا مما كان من قبل؟، هل لأن حدة هجوم «ترامب» بالذات على منافسته ولغته المرسلة والخارجة عن المألوف السياسى كانت باعثة على الفضول والمتابعة؟، هل لأن الإعلام والتواصل الاجتماعى استدرجانا إلى هذه المصيدة؟، أم لأن هذه الانتخابات بالذات أهم بالفعل من غيرها على مصائرنا جميعا؟. أظن أن الرد السليم- كما هو الحال دائما- خليط مما سبق.

المهم أننى أكتب قبل إعلان النتائج النهائية وإن كان الواضح أن الفائز سيكون «ترامب» وأن خسارة «هاريس» ستكون أكبر من كل التوقعات. والمحللون بدأوا بالفعل فى تحليل أسباب هذا الفوز الكبير. والخلاصة أن هناك ثلاثة أسباب رئيسية (1) الاقتناع بأن سياسات «ترامب» الاقتصادية سوف تكون أفضل وسوف تحد من التضخم وتوفر فرص عمل، (2) الاقتناع بأن الهجرة لأمريكا خاصة عبر الحدود مع المكسيك تمثل أزمة خطيرة ولا يمكن معالجتها إلا بتدخل قوى وحاسم، (3) الاقتناع أن «هاريس» ليست مؤهلة بالقدر الكافى للقيادة.

هذه هى الأسباب الظاهرة. ولكن بعض التحليلات الأكثر تعمقا تضيف جانبا آخر وهو يتعلق بطبيعة الناخبين. الذين توقعوا فوز «هاريس» (وقد كنت منهم حتى وقت قريب) أسسوا حساباتهم على أنها سوف تجتذب بالضرورة أصوات الملونين، والشباب، والمثقفين، والأكاديميين، والإعلاميين، والمناصرين لحقوق المرأة، والمدافعين عن البيئة، والديمقراطيين غير المحافظين، وغيرهم، وكل مجموعة من هؤلاء تمثل قوة لا يستهان بها. ولكن الواضح أن من لم تكسبهم «هاريس» هم من يمكن وصفهم بـ «المواطن العادى»، وفى الانتخابات لا شىء يفوق أهمية الرجال والنساء الذين يمثلون الطبقة الوسطى الباحثة عن حلول واضحة ومباشرة للمشاكل البديهية والظاهرة. وكل من يتجاهل هذه الكتلة الوسطى لا بد أن يدفع الثمن.

يستوقفنى أيضًا أن هذه النتيجة تؤكد حقيقة أن الانتخابات فى أى مكان فى العالم لا تحسمها شعبية المرشحين بل تتوقف فى نهاية الأمر على قدرة كل منهم على حشد أنصاره يوم التصويت وإقناعهم بضرورة الخروج من منازلهم والوقوف فى الطابور وانتظار الدور. والخلط بين الشعبية وبين القدرة على التنظيم والحشد خطأ يقع فيه كل السياسيين خاصة حينما يصور الإعلام لهم أن شعبيتهم صارت جارفة. باختصار التنظيم أهم من الشعبية.

تابعت طبعا بعض التحليلات التى تنبأت بأن الأصوات الأمريكية ذات الأصول العربية سوف «تعاقب» إدارة بايدن/ هاريس على موقفها المخزى من العدوان الاسرائيلى على غزة ثم لبنان، وأن هذه الأصوات سوف تتجه إلى «ترامب» أو سوف تقاطع الانتخابات. طبعا الواضح أن الأصوات ذات الأصول العربية لم تكن بهذه القدرة على التأثير، وعلى أى حال فربما نالت الإدارة الحالية عقابها، ولكن ما رأيكم فى أن المرشح الفائز هو الذى نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وتبنى مشروع «كوشنير» للمنطقة، ودفع بالسلام الإبراهيمى؟، ومتى ندرك أن هناك ثوابت فى سياسة أمريكا تجاه الشرق الأوسط لن تتغير كثيرا بتغيير الرئاسات، وأن التغيير الوحيد الحقيقى والمؤثر يجب أن يبدأ من داخل الوطن العربى؟.

عموما انتهت الانتخابات وظهرت نتائج ومؤشرات المجمع الانتخابى، وصار بمقدرونا أن نعود لمشاكلنا الأخرى البسيطة.. وأظنكم تعرفونها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أخيرًا انتهت الانتخابات الأمريكية أخيرًا انتهت الانتخابات الأمريكية



GMT 06:02 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 05:58 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 05:54 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 05:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 05:47 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 05:39 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 05:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 13:32 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أرجو الإطمئنان بأن الآتي أفضل

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

اتفاقية بين مصر وموانئ دبي العالمية لتطوير منطقة حرة عامة

GMT 19:17 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

التشكيل الرسمي لمباراة إنبي والبنك الأهلي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon