توقيت القاهرة المحلي 15:32:32 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أخيرًا.. انتهت الانتخابات الأمريكية

  مصر اليوم -

أخيرًا انتهت الانتخابات الأمريكية

بقلم: زياد بهاء الدين

الانتخابات الأمريكية مهمة بالتأكيد، ونتائجها مؤثرة على كل العالم، على الاقتصاد العالمى وعلى المؤسسات الدولية وعلى الحرب الأوكرانية وعلى أسعار النفط والمواد الأساسية وطبعا على الشرق الأوسط.

طبيعى إذًا أن نتابع جميعا مسارها وتقلباتها. ولكن الحقيقة أن هذه المرة كانت المتابعة فى كل أنحاء العالم مذهلة، حتى أدق تفاصيل التصويت فى ولايات ميتشيجان وويسكونسن وبنسلفانيا، كأنها محافظات محلية نعرفها ونفهم أدق خباياها ومشاعر مواطنيها.

هل لأن الإعلام صار أكثر قوة وانتشارا وتأثيرا مما كان من قبل؟، هل لأن حدة هجوم «ترامب» بالذات على منافسته ولغته المرسلة والخارجة عن المألوف السياسى كانت باعثة على الفضول والمتابعة؟، هل لأن الإعلام والتواصل الاجتماعى استدرجانا إلى هذه المصيدة؟، أم لأن هذه الانتخابات بالذات أهم بالفعل من غيرها على مصائرنا جميعا؟. أظن أن الرد السليم- كما هو الحال دائما- خليط مما سبق.

المهم أننى أكتب قبل إعلان النتائج النهائية وإن كان الواضح أن الفائز سيكون «ترامب» وأن خسارة «هاريس» ستكون أكبر من كل التوقعات. والمحللون بدأوا بالفعل فى تحليل أسباب هذا الفوز الكبير. والخلاصة أن هناك ثلاثة أسباب رئيسية (1) الاقتناع بأن سياسات «ترامب» الاقتصادية سوف تكون أفضل وسوف تحد من التضخم وتوفر فرص عمل، (2) الاقتناع بأن الهجرة لأمريكا خاصة عبر الحدود مع المكسيك تمثل أزمة خطيرة ولا يمكن معالجتها إلا بتدخل قوى وحاسم، (3) الاقتناع أن «هاريس» ليست مؤهلة بالقدر الكافى للقيادة.

هذه هى الأسباب الظاهرة. ولكن بعض التحليلات الأكثر تعمقا تضيف جانبا آخر وهو يتعلق بطبيعة الناخبين. الذين توقعوا فوز «هاريس» (وقد كنت منهم حتى وقت قريب) أسسوا حساباتهم على أنها سوف تجتذب بالضرورة أصوات الملونين، والشباب، والمثقفين، والأكاديميين، والإعلاميين، والمناصرين لحقوق المرأة، والمدافعين عن البيئة، والديمقراطيين غير المحافظين، وغيرهم، وكل مجموعة من هؤلاء تمثل قوة لا يستهان بها. ولكن الواضح أن من لم تكسبهم «هاريس» هم من يمكن وصفهم بـ «المواطن العادى»، وفى الانتخابات لا شىء يفوق أهمية الرجال والنساء الذين يمثلون الطبقة الوسطى الباحثة عن حلول واضحة ومباشرة للمشاكل البديهية والظاهرة. وكل من يتجاهل هذه الكتلة الوسطى لا بد أن يدفع الثمن.

يستوقفنى أيضًا أن هذه النتيجة تؤكد حقيقة أن الانتخابات فى أى مكان فى العالم لا تحسمها شعبية المرشحين بل تتوقف فى نهاية الأمر على قدرة كل منهم على حشد أنصاره يوم التصويت وإقناعهم بضرورة الخروج من منازلهم والوقوف فى الطابور وانتظار الدور. والخلط بين الشعبية وبين القدرة على التنظيم والحشد خطأ يقع فيه كل السياسيين خاصة حينما يصور الإعلام لهم أن شعبيتهم صارت جارفة. باختصار التنظيم أهم من الشعبية.

تابعت طبعا بعض التحليلات التى تنبأت بأن الأصوات الأمريكية ذات الأصول العربية سوف «تعاقب» إدارة بايدن/ هاريس على موقفها المخزى من العدوان الاسرائيلى على غزة ثم لبنان، وأن هذه الأصوات سوف تتجه إلى «ترامب» أو سوف تقاطع الانتخابات. طبعا الواضح أن الأصوات ذات الأصول العربية لم تكن بهذه القدرة على التأثير، وعلى أى حال فربما نالت الإدارة الحالية عقابها، ولكن ما رأيكم فى أن المرشح الفائز هو الذى نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وتبنى مشروع «كوشنير» للمنطقة، ودفع بالسلام الإبراهيمى؟، ومتى ندرك أن هناك ثوابت فى سياسة أمريكا تجاه الشرق الأوسط لن تتغير كثيرا بتغيير الرئاسات، وأن التغيير الوحيد الحقيقى والمؤثر يجب أن يبدأ من داخل الوطن العربى؟.

عموما انتهت الانتخابات وظهرت نتائج ومؤشرات المجمع الانتخابى، وصار بمقدرونا أن نعود لمشاكلنا الأخرى البسيطة.. وأظنكم تعرفونها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أخيرًا انتهت الانتخابات الأمريكية أخيرًا انتهت الانتخابات الأمريكية



GMT 04:17 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

قرن البولندي العظيم (الجزء 1)

GMT 04:14 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الوفاء غائب ولغة التخوين والحقد حاضرة

GMT 04:09 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

حين ينهار كلّ شيء في عالم الميليشيا

GMT 04:07 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

العُلا... لقطة من القرن الثامن

GMT 04:05 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الرفاق حائرون... خصوم ترمب العرب

GMT 03:58 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

التوسع والتعربد

GMT 03:54 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

أميركا دونالد ترمب

GMT 03:51 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إذا طاح الليل...

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 04:49 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

القسام تعلن قصف مدينة سديروت جنوب إسرائيل برشقة صاروخية
  مصر اليوم - القسام تعلن قصف مدينة سديروت جنوب إسرائيل برشقة صاروخية

GMT 07:54 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F
  مصر اليوم - علاج جيني مبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 11:41 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025
  مصر اليوم - روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025

GMT 07:31 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هارفي ألتر يفوز بجائزة نوبل في علم وظائف الأعضاء لعام 2020

GMT 06:50 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

سيارة"لكزس "LC ترفع شعار التصميم الجريء والسرعة

GMT 01:30 2021 الأربعاء ,24 آذار/ مارس

مرسيدس AMG تستعد لإطلاق الوحش جي تي 73 e

GMT 01:01 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على نور عبد السلام صاحبة صوت "لؤلؤ" الحقيقي

GMT 14:07 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

"التعليم" المصرية ترد على هاشتاج «إلغاء الدراسة»

GMT 05:00 2020 السبت ,05 كانون الأول / ديسمبر

الزمالك يرفض انتقال محمد عواد إلى صفوف سيراميكا

GMT 02:05 2020 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

دعوة شحاتة وأبو ريدة والخطيب و لحضور حفل التكريم

GMT 08:17 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

كلوب يتهم رئيس رابطة الدوري الإنجليزي بالافتقار إلى القيادة

GMT 06:12 2020 السبت ,03 تشرين الأول / أكتوبر

عادات خاطئة تضر العين مع تقدم السن تعرّف عليها

GMT 20:29 2020 الخميس ,01 تشرين الأول / أكتوبر

البورصة المصرية تغلق التعاملات على ارتفاع

GMT 11:27 2020 الإثنين ,06 تموز / يوليو

اقتصاد المغرب سينكمش 13.8% في الربع الثاني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon