توقيت القاهرة المحلي 20:12:13 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حرصًا على الحوار الوطنى المرتقب

  مصر اليوم -

حرصًا على الحوار الوطنى المرتقب

بقلم:زياد بهاء الدين

حينما تلقيت دعوة من النقيب والصديق ضياء رشوان- بصفته المنسق العام للحوار الوطنى- للمشاركة فى الحوار المرتقب، لم أتردد فى قبولها، لأننى من حيث المبدأ أرحب بأى حوار يستهدف صالح الوطن ولا تكون له قيود مسبقة تصادر على الغرض منه. وقد كان تقديرى أن الحوار، الذى دعا إليه السيد رئيس الجمهورية يوم ٢٦ إبريل، يجب أن يكون محل ترحيب ومشاركة، لأنه الفرصة الوحيدة المتاحة حاليًا لتحريك الوضع الراكد والمنغلق فى الساحة السياسية المصرية.
لذلك، ومن خلال متابعتى لما يُنشر عن الاستعدادات الجارية، وحرصًا على نجاح الحوار المرتقب، فأعرض الأفكار الأربع التالية:

الأولى ضرورة التعجيل ببدء الحوار، لأن تأخره الزائد سوف ينتقص من الحماس والمصداقية المطلوبين لنجاحه. ومع تقديرى للشرح الوافى الذى قدمه الصديق العزيز الأستاذ عماد حسين فى مقاله «هل الحوار الوطنى يسير ببطء؟»، («الشروق» الأحد الماضى)، والذى وضح فيه مراحل التحضير للحوار طوال الفترة الماضية، إلا أن الحقيقة تظل أن أكثر من ثلاثة أشهر ونصف مرت منذ الدعوة الأولى للسيد رئيس الجمهورية. وهذه إشارة غير مشجعة، وأتمنى تداركها ببدء جلسات الحوار الفعلى سريعًا كى يقتنع من يتابعونه أو يعلقون آمالًا عليه بجديته وفاعليته.

من جهة ثانية، وارتباطًا بما سبق، فإن الحوار يحتاج تنظيمًا وإدارة.. ولكن أخشى أن المبالغة فى الترتيبات سوف تؤدى إلى تكبيله بالإجراءات والقواعد، وأن يتفرع إلى لجان كثيرة ومتشعبة، وتتعقد أماناته وجلساته ومحاضره، فتغلبه البيروقراطية وتطغى على الغرض الأساسى المستهدف منه، وهو تشجيع حوار مفتوح بين القوى والتيارات السياسية حول مستقبل البلد. لا توجد وسيلة لوأد أى حوار أفضل من إغراقه فى اللجان والاجتماعات والإجراءات.

أما من حيث المضمون، فقد كان تقديرى منذ البداية أن الغرض الأساسى من الحوار الوطنى هو فتح باب التشاور حول الوضع السياسى والقيود المحيطة به والمقترحات التى قد تؤدى لانفراجة فيه.

صحيح أن الدعوة كانت غير محددة أو مقصورة على الملف السياسى وحده.. ولكن الحقيقة أن هناك مساحات ومناسبات ولقاءات عديدة تجرى فيها مناقشة الأوضاع والملفات الاقتصادية والاجتماعية.. وغيرها، بينما الحوار السياسى هو المتوقف تمامًا أو المعطل منذ فترة ليست بالقصيرة، ولذلك فهو الأجدر بأن يكون محلًا لدعوة السيد رئيس الجمهورية، وأن تنعقد عليه الآمال والتطلعات لبداية جديدة.

ومرة أخرى، أحيل لمقال آخر للأستاذ عماد حسين بعنوان: «الحوار الوطنى يكتفى بالسياسة أم يتوسع؟» (الإثنين الماضى)، حيث شرح مبررات فتح باب الحوار للقضايا الاقتصادية والاجتماعية، وذكر أن السبب الرئيسى هو اهتمام أكثر من ثلثى من استجابوا من الجمهور لدعوة إرسال مقترحات مسبقة لأجندة الحوار، كما أن الشأن الاقتصادى هو الأكثر إلحاحًا. وهذا رأى محترم، ولكن مناقشة التحديات الاقتصادية والأزمة العالمية لها فى تقديرى مجالات وساحات مختلفة. ومع ذلك فإن كان الأمر قد استقر على أن يكون الحوار شاملًا للقضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية، فأقترح على الأقل أن تكون الصدارة للملف السياسى، وأن تكون مخرجاته سريعة وفعالة ولا يتعطل بغيره من الملفات ذات الطبيعة الفنية.

وأخيرًا، فإن الحوار الوطنى المرتقب سوف يكتسب مصداقية، ليس فقط مما يُثار خلاله من نقاش مفتوح ومتنوع، وإنما لما سيفضى إليه من نتائج ملموسة. وأظن أن النتيجة الأولى التى يتوقعها الرأى العام الداخلى كما تتابعها الجهات الدولية هى الإفراج عن المحبوسين دون وجه حق. وهنا يلزم التنويه بمن أُفرج عنهم بالفعل منذ الدعوة الأولى للحوار، والأثر الإيجابى الذى صاحب الإعلان عن كل دفعة منهم. وهذه الإفراجات رفعت من مستوى التوقع والترقب للمزيد، والإسراع بتصفية أوضاع كل المحبوسين غير المتورطين فى عنف أو إرهاب أو جرائم أخرى. وأخشى أن تؤدى الوتيرة البطيئة وغير المنتظمة للإفراج عنهم إلى فتور الحماس للحوار بعد ان ارتفعت الآمال وساد التفاؤل بأن تغييرًا حقيقيًا على وشك الحدوث.

أرحب بالحوار الوطنى وبكل ما يستهدف تحقيق صالح الوطن، وما أقترحه هو حرص على نجاح الحوار المرتقب، آملًا ألا ينتهى إلى مجرد لقاءات واجتماعات بل يكون بداية لانفراجة حقيقية يحتاجها الوطن فى المجال السياسى أولًا، ثم فى غيره من المحاور والقضايا المصيرية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حرصًا على الحوار الوطنى المرتقب حرصًا على الحوار الوطنى المرتقب



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 13:32 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أرجو الإطمئنان بأن الآتي أفضل

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

اتفاقية بين مصر وموانئ دبي العالمية لتطوير منطقة حرة عامة

GMT 19:17 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

التشكيل الرسمي لمباراة إنبي والبنك الأهلي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon