توقيت القاهرة المحلي 15:38:26 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«ترامب» أم «بايدن».. وهل يهم؟

  مصر اليوم -

«ترامب» أم «بايدن» وهل يهم

بقلم : زياد بهاء الدين

أخيرًا انتهت الانتخابات الأمريكية، التى شغلت العالم كله لشهور طويلة، ودخلت بيوت الناس، وبات لكل منا رأى وموقف بشأنها كما لو كنا من الناخبين. ومع أن النتيجة لم تظهر بعد حتى كتابة هذه السطور، إلا أن الأكيد أنها سوف تعبر عن انقسام مستمر فى المجتمع الأمريكى، وتوتر باقٍ أيًا كان الفائز، وحالة من عدم الاستقرار كان يمكن أن يحسمها فوز كبير لأحد الطرفين. وقد لا يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل قد يدخل البلد فى صراع دستورى وقانونى يزيد من عدم الاستقرار السياسى فى الأصل والاقتصادى بالتبعية.

السبب الأول أننى لم أقتنع أبدًا بالرأى السائد عندنا بأن استمرار «ترامب» فى الحكم أفضل لمصر، ولا أن «بايدن» سيعيد الإخوان المسلمين إلى المشهد السياسى، فالعالم تغير فى السنوات الأخيرة وأولوياته اختلفت، والسياسة الأمريكية لدعم الإسلام السياسى فى منطقتنا صارت فى تقديرى موضوعًا نظريًا لا يشغل إلا المحللين والباحثين وليس صناع السياسة. من جهة أخرى فإن فوز «ترامب» فى الانتخابات سوف يعنى استمرار سياسته الخارجية بنفس العشوائية التى أظهرها فى ولايته الأولى، حيث لم يكن من الثوابت إلا الدعم المطلق لإسرائيل والحرص على المصالح الاقتصادية الأمريكية الضيقة فى المنطقة.

أما السبب الثانى فهو اعتقادى أن فوز «ترامب» فى الانتخابات سوف يؤدى إلى استمرار عرقلة التجارة والاستثمار الدوليين ودفع العالم نحو المزيد من التوتر والانقسام، فى وقت يحتاج فيه تعاونًا عاجلًا فى قضايا مصيرية بما فيها مكافحة الأوبئة وتنظيم الهجرة والتعامل مع الانكماش الاقتصادى والحفاظ على البيئة. الانتخابات الأمريكية بطبيعتها لها هذه الصبغة الدولية لأن نتيجتها تؤثر على العالم كله، ولكن لها أهمية متزايدة فى ظل الظروف الحالية والتحديات الاقتصادية والصحية والسكانية الراهنة لأنها كلها تحتاج تعاونًا دوليًا استثنائيًا، وهو ما لا أظن أن إدارة «ترامب» ستكون مستعدة له أو حتى مُرحِّبة به.

يُقلقنى كذلك أن فوز «ترامب» سوف يعبر عن استمرار التراجع الملحوظ فى منظومة القيم التى تحكم أكبر دولة فى العالم اقتصاديًا وعسكريًا وثقافيًا، وأقصد بذلك قيم العدالة واحترام القانون وحقوق المواطنين، وهذا أمر ينبغى أن يشغلنا من ناحية تأثيره على العالم عمومًا ونحن منه. ولكن أختلف كثيرًا فى هذا الموضوع مع مَن يبنون توقعاتهم ورهاناتهم على فوز «بايدن» من أجل تحقيق تقدم سياسى وانفراج فى الحقوق حول العالم بما فى ذلك وطننا العربى، فلا أظن أن رئيسًا أمريكيًا- أيًا كان حزبه ومضمون خطابه المعلن- صار يشغله كثيرًا هذا الموضوع بأكثر من تسجيل الموقف وتسديد خانة لصالح جمهوره الداخلى. الحقيقة أنه لا تقدم أو انفراج سياسى سيتحقق فى وطننا العربى إلا بقدر رغبة الشعوب فى تحقيقه واستعدادها للمطالبة به والتضحية من أجله. وفى كل الأحوال فإنه شأن داخلى، ومن الخطأ الاعتماد على أطراف خارجية لتغييره أو حتى التدخل فيه لأن قبول التدخل فى موضوع يعنى قبوله فى كل الموضوعات، وليس هذا ما ينبغى أن نتمناه أو نقبله.

فى كل الأحوال، فإن الانتخابات الأمريكية قد انتهت، وسوف تعلن نتيجتها قريبًا، ونتيجتها لن تحسم الخلاف والانقسام الداخليين فى الولايات المتحدة، بل قد تزيدهما، وهذا أمر مؤسف ومقلق، فى ظل ظروف دولية تحتاج تعاونًا واستقرارًا وتجارة واستثمارًا واستعادة لقيم العدالة والمواطنة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«ترامب» أم «بايدن» وهل يهم «ترامب» أم «بايدن» وهل يهم



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 13:18 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

تامر حسني يكشف حقيقة عودته لبسمة بوسيل ويصدم الجمهور
  مصر اليوم - تامر حسني يكشف حقيقة عودته لبسمة بوسيل ويصدم الجمهور

GMT 14:55 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 07:29 2020 الأربعاء ,17 حزيران / يونيو

ارمينيا بيليفيلد يصعد إلى الدوري الألماني

GMT 13:03 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

"فولكس فاغن" تستعرض تفاصيل سيارتها الجديدة "بولو 6 "

GMT 18:07 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الإيطالي يتأهب لاستغلال الفرصة الأخيرة

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 22:13 2024 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

بسبب خلل كيا تستدعي أكثر من 462 ألف سيارة

GMT 00:02 2023 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات فولكس فاغن تتجاوز نصف مليون سيارة في 2022

GMT 08:36 2021 الخميس ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أيتن عامر تحذر من المسلسل الكوري «squid games»

GMT 20:44 2021 الأربعاء ,15 أيلول / سبتمبر

شيرين رضا تتعرض للخيانة الزوجية من صديقتها المقربة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon