توقيت القاهرة المحلي 18:39:26 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«حكاية وطن»

  مصر اليوم -

«حكاية وطن»

بقلم - زياد بهاء الدين

تابعت قدر الإمكان وقائع مؤتمر «حكاية وطن» الذى انعقد على مدى ثلاثة أيام لاستعراض إنجازات السيد رئيس الجمهورية خلال السنوات الثلاث والنصف الماضية وذلك تمهيدا لإعلانه الترشح للانتخابات القادمة.

والحقيقة أننى لم أكن أنوى التعليق على الانتخابات الرئاسية لاعتقادى أن نتيجتها محسومة من البداية وأنها تجرى فى ظل أوضاع وقوانين جعلت الدولة تحكم سيطرتها على النشاط السياسى والإعلامى والأهلى على نحو يجعلها أقرب إلى الاستفتاء أو المبايعة لمدة ثانية.

ومع ذلك فإن ما تم تقديمه من أرقام وإنجازات خلال مؤتمر «حكاية وطن» يستحق المناقشة بجدية، دون تهليل وتطبيل ودون استهزاء واستخفاف، لأنه يمنحنا الفرصة للتفاعل مع رؤية محددة تقدمها الدولة ويقدمها السيد رئيس الجمهورية للفترة الماضية وبالتالى للمرحلة المقبلة على نحو شامل افتقدناه خلال السنوات الماضية. ومن جانبى فسوف أسعى للتفاعل معها واستعراض جوانبها الإيجابية والسلبية فى مقالات تالية.

ولكن إن كانت نتيجة الانتخابات محسومة مسبقا، فماذا كان الداعى إذن لعقد مؤتمر بهذا الحجم وهذه التكلفة ولحشد جميع موارد وإمكانات الدولة وراءها؟ هل السبب هو خشية حقيقية من نتيجة الانتخابات أم أمر آخر؟

فى تقديرى أن الإجابة عن هذا السؤال تكمن فى أن المنافسة الانتخابية الحقيقية التى يخوضها السيد الرئيس هذه المرة ليست ضد أى من المرشحين المحتملين الآخرين والذين يجاهد كل منهم لاستكمال خمسة وعشرين ألف توكيلا من المواطنين بينما السيد الرئيس حصل بالفعل على تأييد ٩٠% من أعضاء البرلمان وثلاثة أرباع مليون توكيل قبل حتى أن يعلن ترشحه.

المعركة الحقيقية التى يجرى الاستعداد لخوضها هى فى الواقع ضد نتيجة الانتخابات الرئاسية السابقة عام ٢٠١٤ والتى بلغت نسبة الحضور فيها 47.5% من المقيدين فى الجداول الانتخابية كما بلغت نسبة المؤيدين للرئيس منهم 97%. هذا هو المنافس الحقيقى الذى يشغل بال أجهزة الدولة وإعلامها ومنظمى مؤتمر «حكاية وطن». والقلق من أن تأتى نتيجة الانتخابات المقبلة معبرة عن حضور أو تأييد أقل من عام 2014 هو الهاجس المسيطر على أذهانهم، ربما اعتقادا بأن مثل هذه النتيجة يمكن أن تعبر عن تراجع فى شعبية السيد الرئيس أو اهتزاز الحماس الجارف الذى تميزت به الانتخابات السابقة أو عدم اصطفاف الشعب بأكمله وراء قيادته السياسية.

ولهذا أيضا فإن الخطاب الرسمى والإعلامى السائد بدأ يروج بالفعل لفكرة أن تحقيق الاستقرار والأمن وتثبيت شرعية الحكم ورفع مكانة مصر فى العالم يرتبطوا جميعا بحجم المشاركة فى الانتخابات، وأن انخفاض هذه المشاركة عن المرة السابقة يمكن أن يضعف كيان الدولة وشرعيتها، وأن من يتقاعس عن واجبه الوطنى فى التصويت يكون فى الواقع مساهما فى تهديد الأمن والاستقرار.

وهذا تعبير مقلق عن النظرة السائدة إلى الانتخابات المقبلة ليس باعتبارها وسيلة لاختيار رئيس الدولة من بين أفضل المنافسين المؤهلين للترشح كما يقضى الدستور، وبغض النظر عن حجم الاهتمام بها أو المشاركة فيها، بل من منظور أن تلك الانتخابات مناسبة لتجديد البيعة وإظهار الإجماع والتأكيد على وقوف الشعب كله وراء قيادته.

الانتخابات سوف تنعقد خلال شهرين، وعلينا احترام كل من اختار أن يرشح نفسه لخوضها أيا كان ما يحصل عليه من توكيلات وأيا كان ما يجنيه من أصوات الناخبين فى حالة اكتمال شروط ترشحه. كذلك فإن علينا احترام من شاء المشاركة ومن اختار الابتعاد لأنها كلها قرارات لا تعبر عن خيانة ولا تقاعس ولا سعى لهدم مؤسسات الدولة، بل اختيارات شخصية واجبة الاحترام دون تخوين ودون فرض وصاية بضرورة الالتزام بخط معين سعيا وراء نتيجة بعينها تسعى الدولة لتحقيقها.

الأهم، كما ذكرت فى مطلع هذا المقال، أن الحياة لن تتوقف بعد الانتخابات، بل وراءنا طريق طويل نقطعه جميعا ــ حكومة ومعارضة ــ فى النهوض بحال البلد. ومع قيام رئيس الجمهورية بتقديم كشف حساب مفصل إلى الشعب فى مؤتمر «حكاية وطن» عن فترة حكمه الأولى، فإن أمامنا فرصة جيدة لمناقشة ما تحقق بالفعل وما ترتب عليه من نتائج إيجابية أو سلبية وما يعنيه بالنسبة للمستقبل، وأن نتفاعل مع مضمون هذا البرنامج الرئاسى فى جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، حتى نرتفع بمستوى الحوار السياسى فى البلد لعله يؤثر على المسار الذى يسلكه الوطن بعد أن تنتهى الانتخابات.

نقلا عن الشروق القاهرية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«حكاية وطن» «حكاية وطن»



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 04:49 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

القسام تعلن قصف مدينة سديروت جنوب إسرائيل برشقة صاروخية
  مصر اليوم - القسام تعلن قصف مدينة سديروت جنوب إسرائيل برشقة صاروخية

GMT 07:54 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F
  مصر اليوم - علاج جيني مبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 11:41 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025
  مصر اليوم - روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025

GMT 07:31 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هارفي ألتر يفوز بجائزة نوبل في علم وظائف الأعضاء لعام 2020

GMT 06:50 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

سيارة"لكزس "LC ترفع شعار التصميم الجريء والسرعة

GMT 01:30 2021 الأربعاء ,24 آذار/ مارس

مرسيدس AMG تستعد لإطلاق الوحش جي تي 73 e

GMT 01:01 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على نور عبد السلام صاحبة صوت "لؤلؤ" الحقيقي

GMT 14:07 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

"التعليم" المصرية ترد على هاشتاج «إلغاء الدراسة»

GMT 05:00 2020 السبت ,05 كانون الأول / ديسمبر

الزمالك يرفض انتقال محمد عواد إلى صفوف سيراميكا

GMT 02:05 2020 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

دعوة شحاتة وأبو ريدة والخطيب و لحضور حفل التكريم

GMT 08:17 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

كلوب يتهم رئيس رابطة الدوري الإنجليزي بالافتقار إلى القيادة

GMT 06:12 2020 السبت ,03 تشرين الأول / أكتوبر

عادات خاطئة تضر العين مع تقدم السن تعرّف عليها

GMT 20:29 2020 الخميس ,01 تشرين الأول / أكتوبر

البورصة المصرية تغلق التعاملات على ارتفاع

GMT 11:27 2020 الإثنين ,06 تموز / يوليو

اقتصاد المغرب سينكمش 13.8% في الربع الثاني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon