توقيت القاهرة المحلي 18:28:59 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل من تغيير وزاري.. وما الذى نطمح إليه؟

  مصر اليوم -

هل من تغيير وزاري وما الذى نطمح إليه

بقلم - زياد بهاء الدين

الكل يتحدث عن التغيير الوزارى المرتقب.

طبيعى، أليس هذا ما يحدث فى أعقاب كل انتخابات رئاسية؟

رسميا فإن المادة (١٤٦) من الدستور تنص على أن «يكلف رئيس الجمهورية رئيسًا لمجلس الوزراء، بتشكيل الحكومة وعرض برنامجه على مجلس النواب»، وتضيف المادة (١٤٧) أنه «لرئيس الجمهورية إعفاء الحكومة من أداء عملها بشرط موافقة أغلبية أعضاء مجلس النواب. ولرئيس الجمهورية إجراء تعديل وزارى بعد التشاور مع رئيس الوزراء وموافقة مجلس النواب بالأغلبية المطلقة للحاضرين وبما لا يقل عن ثلث أعضاء المجلس».

معنى ما سبق أن على رئيس الجمهورية، عند تشكيل حكومة جديدة أو إعفائها، أن يعرض الأمر على مجلس النواب للحصول على موافقة أغلبية أعضائه، بينما يلزم عليه عند إجراء تغيير فى بعض الوزراء أن يستشير رئيس مجلس الوزراء ثم يطلب موافقة مجلس النواب أيضا ولكن بأغلبية لا تقل عن ثلث عددهم.

المتوقع إذن هو إعادة تشكيل الحكومة قريبًا وعرضها على البرلمان، علما بأن مفهوم إعادة التشكيل قد يعنى قبول استقالة الحكومة ثم إعادة تكليفها مع تغييرات بسيطة أو حتى بلا أى تغيير على الإطلاق. فالعبرة ليست بمن يشغل المنصب الوزارى بل بمجرد إعادة تشكيل حكومة جديدة ولو بذات الأشخاص.

مع ذلك فإن الناس تتوقع تغيرات ورؤية وجوه ودماء جديدة، خاصة فى ضوء ما تضمنه خطاب السيد رئيس الجمهورية فى مناسبة حلف اليمين مطلع هذا الشهر ثم كلمته يوم إفطار الأسرة المصرية بعدها بأيام، من تأكيد على بدء مرحلة جديدة سوف تشهد انفراجات اقتصادية وسياسية.

شخصيا يهمنى تغيير السياسات أكثر من تغير الأشخاص، ولا أرى مانعا من أن يقبل وزراء «تكنوقراط» (بمعنى خبراء فى مجالاتهم الفنية وغير ذوى ميول سياسية) على تنفيذ توجهات وبرامج مختلفة عما كان مطبقا من قبل وفقا لتوجهات الدولة والتوجيهات الرئاسية. فدعونا إذن نفكر فيما نرجو أن نسمعه من الحكومة الجديدة حينما تقدم برنامجها لمجلس النواب سواء كانت بذات التشكيل أم ببعض الوجوه الجديدة.

وأقتصر هنا على نصيحتين تتعلقان بالخطاب العام دون الدخول فى تفاصيل البرامج والسياسات التى أخذت نصيبها من المناقشة والتعليق:

النصيحة الأولى هى أهمية أن يتجاوز الخطاب الحكومى الحالة الاحتفالية السائدة بنهاية الأزمة الاقتصادية إلى التعبير الصريح والواقعى عن حالتنا الراهنة. الناس على وعى بأن انفراجة كبيرة قد حدثت فى وضعنا المالى والدولى وفى سوق الصرف نتيجة لصفقة رأس الحكمة ولحصولنا على قروض ومعونات دولية جديدة. ولكن هذا لا يعنى أن الأزمة قد خفت ولا أسبابها زالت ولا الغلاء انحسر. وهذا واقع فى متناول الجميع ولا يمكن دحضه بأى قدر من البيانات والأرقام والشهادات الدولية. وأتمنى أن تدرك الحكومة أن الخطاب الاحتفالى محل انتقاد بين الناس وأن الصراحة والواقعية هما ما يتوقعونه وما يرفع من شأن المسؤولين ومن مصداقيتهم.

أما النصيحة الثانية فضرورة أن تتعامل الحكومة مع الرأى العام بقدر أكبر من الشفافية بدلا من الاكتفاء بالعناوين الرئيسية التى لا تتيح مجالًا لفهم حقيقة أو مناقشة ما يجرى. وأكتفى بمثالين فقط: صفقة رأس الحكمة التى رحبنا بها باعتبارها أكبر صفقة استثمار أجنبى مباشر تشهدها مصر وما ستجلبه من نشاط اقتصادى وطلب على المواد والخدمات المحلية وتشغيل وسياحة. مع ذلك ظل الترحيب مشوبا بالحذر لعدم إتاحة معلومات كافية عن مخطط المنطقة، ولا عن شروط البيع، ولا التزامات الطرفين. أما المثال الثانى فهو اقتصاديات المشروعات القومية العملاقة وبخاصة المدن الجديدة، تكاليفها الإجمالية، وكيف يتم تمويلها، وما عوائد التصرف فى وحداتها، وكيف يتم إدارتها، وما مراحلها المقبلة. إتاحة هذه المعلومات وغيرها لا تنتقص من قيمة ومصداقية الحكومة بل ترفع منها ولو جلبت معها أسئلة وهجوما ومعارضة ومناقشة. فهذا حق الناس وحق المجتمع ودافعى الضرائب. والجدل مهما كان متعبًا للمسؤولين إلا أن عائده السياسى والاجتماعى يستحق كل التعب.

تكليف حكومة جديدة ليس أمرا روتينيا حتى لو كان التغيير فيها محدودًا، ولا هو مجرد إجراء دستورى شكلى، بل فرصة لطرح برنامج والإعلان عن سياسات جديدة والعدول عما لم يعد مناسبا وفتح صفحة جديدة.. ولكن المطلوب هو قدر من الواقعية وكثير من الشفافية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل من تغيير وزاري وما الذى نطمح إليه هل من تغيير وزاري وما الذى نطمح إليه



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 04:49 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

القسام تعلن قصف مدينة سديروت جنوب إسرائيل برشقة صاروخية
  مصر اليوم - القسام تعلن قصف مدينة سديروت جنوب إسرائيل برشقة صاروخية

GMT 07:54 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F
  مصر اليوم - علاج جيني مبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 11:41 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025
  مصر اليوم - روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025

GMT 07:31 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هارفي ألتر يفوز بجائزة نوبل في علم وظائف الأعضاء لعام 2020

GMT 06:50 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

سيارة"لكزس "LC ترفع شعار التصميم الجريء والسرعة

GMT 01:30 2021 الأربعاء ,24 آذار/ مارس

مرسيدس AMG تستعد لإطلاق الوحش جي تي 73 e

GMT 01:01 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على نور عبد السلام صاحبة صوت "لؤلؤ" الحقيقي

GMT 14:07 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

"التعليم" المصرية ترد على هاشتاج «إلغاء الدراسة»

GMT 05:00 2020 السبت ,05 كانون الأول / ديسمبر

الزمالك يرفض انتقال محمد عواد إلى صفوف سيراميكا

GMT 02:05 2020 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

دعوة شحاتة وأبو ريدة والخطيب و لحضور حفل التكريم

GMT 08:17 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

كلوب يتهم رئيس رابطة الدوري الإنجليزي بالافتقار إلى القيادة

GMT 06:12 2020 السبت ,03 تشرين الأول / أكتوبر

عادات خاطئة تضر العين مع تقدم السن تعرّف عليها

GMT 20:29 2020 الخميس ,01 تشرين الأول / أكتوبر

البورصة المصرية تغلق التعاملات على ارتفاع

GMT 11:27 2020 الإثنين ,06 تموز / يوليو

اقتصاد المغرب سينكمش 13.8% في الربع الثاني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon