توقيت القاهرة المحلي 19:12:00 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل من تغيير وزاري.. وما الذى نطمح إليه؟

  مصر اليوم -

هل من تغيير وزاري وما الذى نطمح إليه

بقلم - زياد بهاء الدين

الكل يتحدث عن التغيير الوزارى المرتقب.

طبيعى، أليس هذا ما يحدث فى أعقاب كل انتخابات رئاسية؟

رسميا فإن المادة (١٤٦) من الدستور تنص على أن «يكلف رئيس الجمهورية رئيسًا لمجلس الوزراء، بتشكيل الحكومة وعرض برنامجه على مجلس النواب»، وتضيف المادة (١٤٧) أنه «لرئيس الجمهورية إعفاء الحكومة من أداء عملها بشرط موافقة أغلبية أعضاء مجلس النواب. ولرئيس الجمهورية إجراء تعديل وزارى بعد التشاور مع رئيس الوزراء وموافقة مجلس النواب بالأغلبية المطلقة للحاضرين وبما لا يقل عن ثلث أعضاء المجلس».

معنى ما سبق أن على رئيس الجمهورية، عند تشكيل حكومة جديدة أو إعفائها، أن يعرض الأمر على مجلس النواب للحصول على موافقة أغلبية أعضائه، بينما يلزم عليه عند إجراء تغيير فى بعض الوزراء أن يستشير رئيس مجلس الوزراء ثم يطلب موافقة مجلس النواب أيضا ولكن بأغلبية لا تقل عن ثلث عددهم.

المتوقع إذن هو إعادة تشكيل الحكومة قريبًا وعرضها على البرلمان، علما بأن مفهوم إعادة التشكيل قد يعنى قبول استقالة الحكومة ثم إعادة تكليفها مع تغييرات بسيطة أو حتى بلا أى تغيير على الإطلاق. فالعبرة ليست بمن يشغل المنصب الوزارى بل بمجرد إعادة تشكيل حكومة جديدة ولو بذات الأشخاص.

مع ذلك فإن الناس تتوقع تغيرات ورؤية وجوه ودماء جديدة، خاصة فى ضوء ما تضمنه خطاب السيد رئيس الجمهورية فى مناسبة حلف اليمين مطلع هذا الشهر ثم كلمته يوم إفطار الأسرة المصرية بعدها بأيام، من تأكيد على بدء مرحلة جديدة سوف تشهد انفراجات اقتصادية وسياسية.

شخصيا يهمنى تغيير السياسات أكثر من تغير الأشخاص، ولا أرى مانعا من أن يقبل وزراء «تكنوقراط» (بمعنى خبراء فى مجالاتهم الفنية وغير ذوى ميول سياسية) على تنفيذ توجهات وبرامج مختلفة عما كان مطبقا من قبل وفقا لتوجهات الدولة والتوجيهات الرئاسية. فدعونا إذن نفكر فيما نرجو أن نسمعه من الحكومة الجديدة حينما تقدم برنامجها لمجلس النواب سواء كانت بذات التشكيل أم ببعض الوجوه الجديدة.

وأقتصر هنا على نصيحتين تتعلقان بالخطاب العام دون الدخول فى تفاصيل البرامج والسياسات التى أخذت نصيبها من المناقشة والتعليق:

النصيحة الأولى هى أهمية أن يتجاوز الخطاب الحكومى الحالة الاحتفالية السائدة بنهاية الأزمة الاقتصادية إلى التعبير الصريح والواقعى عن حالتنا الراهنة. الناس على وعى بأن انفراجة كبيرة قد حدثت فى وضعنا المالى والدولى وفى سوق الصرف نتيجة لصفقة رأس الحكمة ولحصولنا على قروض ومعونات دولية جديدة. ولكن هذا لا يعنى أن الأزمة قد خفت ولا أسبابها زالت ولا الغلاء انحسر. وهذا واقع فى متناول الجميع ولا يمكن دحضه بأى قدر من البيانات والأرقام والشهادات الدولية. وأتمنى أن تدرك الحكومة أن الخطاب الاحتفالى محل انتقاد بين الناس وأن الصراحة والواقعية هما ما يتوقعونه وما يرفع من شأن المسؤولين ومن مصداقيتهم.

أما النصيحة الثانية فضرورة أن تتعامل الحكومة مع الرأى العام بقدر أكبر من الشفافية بدلا من الاكتفاء بالعناوين الرئيسية التى لا تتيح مجالًا لفهم حقيقة أو مناقشة ما يجرى. وأكتفى بمثالين فقط: صفقة رأس الحكمة التى رحبنا بها باعتبارها أكبر صفقة استثمار أجنبى مباشر تشهدها مصر وما ستجلبه من نشاط اقتصادى وطلب على المواد والخدمات المحلية وتشغيل وسياحة. مع ذلك ظل الترحيب مشوبا بالحذر لعدم إتاحة معلومات كافية عن مخطط المنطقة، ولا عن شروط البيع، ولا التزامات الطرفين. أما المثال الثانى فهو اقتصاديات المشروعات القومية العملاقة وبخاصة المدن الجديدة، تكاليفها الإجمالية، وكيف يتم تمويلها، وما عوائد التصرف فى وحداتها، وكيف يتم إدارتها، وما مراحلها المقبلة. إتاحة هذه المعلومات وغيرها لا تنتقص من قيمة ومصداقية الحكومة بل ترفع منها ولو جلبت معها أسئلة وهجوما ومعارضة ومناقشة. فهذا حق الناس وحق المجتمع ودافعى الضرائب. والجدل مهما كان متعبًا للمسؤولين إلا أن عائده السياسى والاجتماعى يستحق كل التعب.

تكليف حكومة جديدة ليس أمرا روتينيا حتى لو كان التغيير فيها محدودًا، ولا هو مجرد إجراء دستورى شكلى، بل فرصة لطرح برنامج والإعلان عن سياسات جديدة والعدول عما لم يعد مناسبا وفتح صفحة جديدة.. ولكن المطلوب هو قدر من الواقعية وكثير من الشفافية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل من تغيير وزاري وما الذى نطمح إليه هل من تغيير وزاري وما الذى نطمح إليه



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 00:03 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

حكيمي علي رأس المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 15:09 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة المصرية تمنح أموالاً "كاش" لملايين المواطنين

GMT 17:19 2021 الثلاثاء ,17 آب / أغسطس

حكم صيام الأطفال يوم عاشوراء

GMT 18:05 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

خالد جلال يُعلن قائمة البنك الأهلي لمواجهة انبي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon