توقيت القاهرة المحلي 17:21:06 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كيف نناصر الفلسطينيين في محنتهم؟

  مصر اليوم -

كيف نناصر الفلسطينيين في محنتهم

بقلم - زياد بهاء الدين

الكتابة عن غزة وسكانها ليست سهلة.

فما الذى يمكن أن تضيفه الكتابة والمقالات إلى الواقع الذى يعيشه المليونان وربع المليون فلسطينى المحاصرون منذ أسبوع كامل، والذين يتعرضون لقصف يومى، ومهددون فى أى لحظة باجتياح إسرائيلى وبمحاولة جديدة لطردهم من أرضهم؟

ولكن السكوت أيضًا غير ممكن. وإن كان لأصواتنا- من مصر والوطن العربى ومن كل أنحاء العالم- أن تصل للغزاويين وللشعب الفلسطينى فلعلها تدعمهم معنويًا فى عزلتهم، وعلى أرضهم التى صارت سجنًا اختاروا ألا يبرحوه أو يتنازلوا عنه مهما كان المقابل، ومهما كان الثمن.

ولكن هل بيدنا أن نفعل أكثر من الكلام والكتابة لمناصرة أهل غزة والشعب الفلسطينى فى هذه المحنة الكبرى؟ السؤال يتردد بين الناس، حتى من كان منهم حتى وقت قريب فى حيرة من أمره أو غير واثق من موقفه بسبب تعقد المشهد. ولكن رد الفعل الإسرائيلى الانتقامى بدد الحيرة ولم يترك مكانًا للتردد أو المفاضلة بين الآراء، ووحد الصف العربى وجانبًا لا يُستهان به من الرأى العام العالمى وراء إنقاذ أهل غزة من واحدة من أكبر عمليات الانتقام الجماعى والإبادة المنظمة والتهجير القسرى فى العصر الراهن.

نعود لسؤال: هل يمكننا عمل أكثر من التأييد والمناصرة بالكلام والكتابة؟.. نعم هناك الكثير والضرورى.

ضرورى استمرار تصاعد الصوت الجماهيرى العربى دعمًا لأهل غزة المحاصرين ولحقوق الشعب الفلسطينى، فهذا ليس موقفًا معنويًا فقط، بل يشحذ الرأى العام وراء الحكومات العربية لاتخاذ مواقف مساندة للجانب الفلسطينى. والمظاهرات القليلة التى انطلقت فى المدن العربية وفى عواصم الدول الأجنبية لم توقف العدوان الإسرائيلى ولا خففت من وطأة الحصار، ولكنها أكدت أن شعوب المنطقة لا تقبل هذا العدوان الوحشى على غزة وأهلها، وستقف وراء الدول العربية المتخذة مواقف وطنية واضحة.

علينا أيضًا أن نعمل على بناء واستمرار موقف عربى جماهيرى متحد حيال القضية الفلسطينية والشعب الفلسطينى. فما نشهده اليوم من انفجار للغضب الفلسطينى ومن انتقام إسرائيلى مروع هو بالأساس نتيجة السياسات الإسرائيلية الاستيطانية وإمعان اليمين الإسرائيلى المتطرف فى إهدار أبسط الحقوق الفلسطينية وأقلها طموحًا. ولكنه أيضًا نتاج تجاهل القضية الفلسطينية وتحولها إلى موضوع هامشى على جدول الأعمال العربى والدولى.

نحتاج إذن للرجوع إلى أصل الموضوع، وهو نصرة الشعب الفلسطينى الواقع تحت الاحتلال بكل الوسائل المتاحة وبعيدًا عن الصراعات الدائرة بين قياداته وطوائفه وفرقه المختلفة. هذا الموقف العربى المتحد يجب أن يكون قويًا ومعاصرًا، يعترف بواقع اليوم، ويتبنى موقفًا منحازًا بلا تردد للجانب الفلسطينى لأنه المعتدى عليه والمحتل والمنزوعة حقوقه، ولكن ينبذ العنصرية والطائفية ويحترم قواعد القانون الدولى بمعيار واحد لا بمكيالين.

أما فى المجال العملى فعلينا شحذ الجهود الأهلية وراء مساندة أهل غزة حينما تُفتح المعابر ويُسمح بدخول المساعدات الطبية والغذائية ومتطلبات البنية التحتية داخل القطاع. هذا جهد لا ينبغى أن يقتصر على المساعدات الحكومية فقط، بل يجب أن يساهم فيه المجتمع المدنى والمنظمات الأهلية والمهتمون من الأشخاص بما يضاعف من زخمه وموارده من جهة، ويؤكد مرة أخرى أن الشعوب العربية لم تنسَ ولن تنسى الشعب الفلسطينى فى محنته.

قد يكون كل هذا قليلًا وبلا أهمية مباشرة فى التأثير على الأحداث الجارية على أرض غزة، ولكنه بيدنا فدعونا نبادر به.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف نناصر الفلسطينيين في محنتهم كيف نناصر الفلسطينيين في محنتهم



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:13 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة
  مصر اليوم - زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 00:24 2023 الجمعة ,08 كانون الأول / ديسمبر

الأهلي يهدد بتصعيد أزمة الشحات والشيبي للفيفا

GMT 06:06 2018 السبت ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

شاومي تعلن عن حدث في نيويورك بداية الشهر القادم

GMT 23:00 2018 الخميس ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

الشاعِرة سندس القيسي تُصدِر كتابها الشعري الثاني

GMT 03:05 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع أسعار الخضراوات في الأسواق المصرية الجمعة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon