توقيت القاهرة المحلي 18:39:26 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كيف نناصر الفلسطينيين في محنتهم؟

  مصر اليوم -

كيف نناصر الفلسطينيين في محنتهم

بقلم - زياد بهاء الدين

الكتابة عن غزة وسكانها ليست سهلة.

فما الذى يمكن أن تضيفه الكتابة والمقالات إلى الواقع الذى يعيشه المليونان وربع المليون فلسطينى المحاصرون منذ أسبوع كامل، والذين يتعرضون لقصف يومى، ومهددون فى أى لحظة باجتياح إسرائيلى وبمحاولة جديدة لطردهم من أرضهم؟

ولكن السكوت أيضًا غير ممكن. وإن كان لأصواتنا- من مصر والوطن العربى ومن كل أنحاء العالم- أن تصل للغزاويين وللشعب الفلسطينى فلعلها تدعمهم معنويًا فى عزلتهم، وعلى أرضهم التى صارت سجنًا اختاروا ألا يبرحوه أو يتنازلوا عنه مهما كان المقابل، ومهما كان الثمن.

ولكن هل بيدنا أن نفعل أكثر من الكلام والكتابة لمناصرة أهل غزة والشعب الفلسطينى فى هذه المحنة الكبرى؟ السؤال يتردد بين الناس، حتى من كان منهم حتى وقت قريب فى حيرة من أمره أو غير واثق من موقفه بسبب تعقد المشهد. ولكن رد الفعل الإسرائيلى الانتقامى بدد الحيرة ولم يترك مكانًا للتردد أو المفاضلة بين الآراء، ووحد الصف العربى وجانبًا لا يُستهان به من الرأى العام العالمى وراء إنقاذ أهل غزة من واحدة من أكبر عمليات الانتقام الجماعى والإبادة المنظمة والتهجير القسرى فى العصر الراهن.

نعود لسؤال: هل يمكننا عمل أكثر من التأييد والمناصرة بالكلام والكتابة؟.. نعم هناك الكثير والضرورى.

ضرورى استمرار تصاعد الصوت الجماهيرى العربى دعمًا لأهل غزة المحاصرين ولحقوق الشعب الفلسطينى، فهذا ليس موقفًا معنويًا فقط، بل يشحذ الرأى العام وراء الحكومات العربية لاتخاذ مواقف مساندة للجانب الفلسطينى. والمظاهرات القليلة التى انطلقت فى المدن العربية وفى عواصم الدول الأجنبية لم توقف العدوان الإسرائيلى ولا خففت من وطأة الحصار، ولكنها أكدت أن شعوب المنطقة لا تقبل هذا العدوان الوحشى على غزة وأهلها، وستقف وراء الدول العربية المتخذة مواقف وطنية واضحة.

علينا أيضًا أن نعمل على بناء واستمرار موقف عربى جماهيرى متحد حيال القضية الفلسطينية والشعب الفلسطينى. فما نشهده اليوم من انفجار للغضب الفلسطينى ومن انتقام إسرائيلى مروع هو بالأساس نتيجة السياسات الإسرائيلية الاستيطانية وإمعان اليمين الإسرائيلى المتطرف فى إهدار أبسط الحقوق الفلسطينية وأقلها طموحًا. ولكنه أيضًا نتاج تجاهل القضية الفلسطينية وتحولها إلى موضوع هامشى على جدول الأعمال العربى والدولى.

نحتاج إذن للرجوع إلى أصل الموضوع، وهو نصرة الشعب الفلسطينى الواقع تحت الاحتلال بكل الوسائل المتاحة وبعيدًا عن الصراعات الدائرة بين قياداته وطوائفه وفرقه المختلفة. هذا الموقف العربى المتحد يجب أن يكون قويًا ومعاصرًا، يعترف بواقع اليوم، ويتبنى موقفًا منحازًا بلا تردد للجانب الفلسطينى لأنه المعتدى عليه والمحتل والمنزوعة حقوقه، ولكن ينبذ العنصرية والطائفية ويحترم قواعد القانون الدولى بمعيار واحد لا بمكيالين.

أما فى المجال العملى فعلينا شحذ الجهود الأهلية وراء مساندة أهل غزة حينما تُفتح المعابر ويُسمح بدخول المساعدات الطبية والغذائية ومتطلبات البنية التحتية داخل القطاع. هذا جهد لا ينبغى أن يقتصر على المساعدات الحكومية فقط، بل يجب أن يساهم فيه المجتمع المدنى والمنظمات الأهلية والمهتمون من الأشخاص بما يضاعف من زخمه وموارده من جهة، ويؤكد مرة أخرى أن الشعوب العربية لم تنسَ ولن تنسى الشعب الفلسطينى فى محنته.

قد يكون كل هذا قليلًا وبلا أهمية مباشرة فى التأثير على الأحداث الجارية على أرض غزة، ولكنه بيدنا فدعونا نبادر به.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف نناصر الفلسطينيين في محنتهم كيف نناصر الفلسطينيين في محنتهم



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 04:49 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

القسام تعلن قصف مدينة سديروت جنوب إسرائيل برشقة صاروخية
  مصر اليوم - القسام تعلن قصف مدينة سديروت جنوب إسرائيل برشقة صاروخية

GMT 07:54 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F
  مصر اليوم - علاج جيني مبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 11:41 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025
  مصر اليوم - روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025

GMT 07:31 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هارفي ألتر يفوز بجائزة نوبل في علم وظائف الأعضاء لعام 2020

GMT 06:50 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

سيارة"لكزس "LC ترفع شعار التصميم الجريء والسرعة

GMT 01:30 2021 الأربعاء ,24 آذار/ مارس

مرسيدس AMG تستعد لإطلاق الوحش جي تي 73 e

GMT 01:01 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على نور عبد السلام صاحبة صوت "لؤلؤ" الحقيقي

GMT 14:07 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

"التعليم" المصرية ترد على هاشتاج «إلغاء الدراسة»

GMT 05:00 2020 السبت ,05 كانون الأول / ديسمبر

الزمالك يرفض انتقال محمد عواد إلى صفوف سيراميكا

GMT 02:05 2020 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

دعوة شحاتة وأبو ريدة والخطيب و لحضور حفل التكريم

GMT 08:17 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

كلوب يتهم رئيس رابطة الدوري الإنجليزي بالافتقار إلى القيادة

GMT 06:12 2020 السبت ,03 تشرين الأول / أكتوبر

عادات خاطئة تضر العين مع تقدم السن تعرّف عليها

GMT 20:29 2020 الخميس ,01 تشرين الأول / أكتوبر

البورصة المصرية تغلق التعاملات على ارتفاع

GMT 11:27 2020 الإثنين ,06 تموز / يوليو

اقتصاد المغرب سينكمش 13.8% في الربع الثاني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon