توقيت القاهرة المحلي 19:48:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

التضامن الشعبي مع أهل غزة.. الضرورة والتحديات

  مصر اليوم -

التضامن الشعبي مع أهل غزة الضرورة والتحديات

بقلم - زياد بهاء الدين

لا أتذكر أن الرأى العام المصرى كان متوافقًا على قضية عامة أو كان داعمًا للدولة ومساندًا لموقفها خلال الآونة الأخيرة بقدر ما هو حادث الآن حيال الوضع المأساوى فى غزة.

هذا التوافق العام يدور حول ركائز أربع أساسية: التضامن التام مع أهل غزة فى مواجهة ما يواجهونه من حرب إبادة ومحاولة تهجير، والسعى لفتح قنوات الإغاثة والدعم الغذائى والطبى عبر الحدود المصرية، ثم رفض أى شكلٍ من أشكال التهجير القسرى للفلسطينيين داخل أرض سيناء، وأخيرًا أهمية التوصل لحل دبلوماسى عاجل تجنبًا لاتساع دائرة العنف فى المنطقة.

ولاستمرار هذا التوافق الشعبى أهمية كبيرة فى هذه اللحظة الفارقة؛ لأنه يدعم صمود الشعب الفلسطينى معنويًا وماديًا، ويوحد الصف الداخلى، كما أنه يعيد مصر طرفًا مؤثرًا وفاعلًا فى حسابات المنطقة. هذا الاصطفاف مهم، ولكن قد يكون هناك ما يهدده، وما ينبغى تجنبه، لتجنب أن ينفرط بعد حين.

يهدده إقحام التضامن الشعبى مع المحاصرين فى غزة فى تشابكات سياسية داخلية، كما حدث الأسبوع الماضى. ويهدده كذلك ما يثور فى بعض دوائر الأعمال من أن هناك فرصة سانحة لكى تقايض مصر جانبًا من ديونها الخارجية وأزمتها الاقتصادية بقبول توطين أهل غزة فى سيناء، قياسًا على قولهم بما جرى فى أعقاب حرب تحرير الكويت.. فالحقيقة أن هذا الكلام يجب ألا يُسكت عنه، ولو كان يقال من باب المبالغة أو اللغو غير المدروس؛ لأنه كالسم الذى يمكن أن ينتشر ببطء فى جسد الصف الوطنى.

رسالة الدولة واضحة وصريحة: إنه لا قبول لتهجير الشعب الفلسطينى خارج أرضه، ولا قبول لتصفية قضيته، ولا قبول للتوطين فى سيناء. وعلى الجميع الالتزام بهذا الموقف وتجنب الإساءة إليه بمجرد التفكير فى مقايضة مخجلة.

يهدد الاصطفاف الوطنى أيضًا التوجه المعتاد نحو التضامن البالغ مع الشعب الفلسطينى حينما يكون تحت القصف والحصار، ثم التراجع التدريجى عنه مع مرور الوقت أو تغير الظروف.

صحيح أن العدوان الإسرائيلى الحالى والمرتقب على غزة وأهلها - للأسف الشديد - لا يُنسى أحدًا حجم المأساة الإنسانية الفلسطينية، إلا أنه من الضرورى ألا ينفرط الاصطفاف الشعبى وراء الشعب الفلسطينى وقضيته مهما طالت المواجهة.. والأرجح أن تطول، بل يظل الاهتمام والدعم الإعلامى والسياسى والشعبى وراءها مستمرًا.

وأخيرًا، من الضرورى أن يكون واضحًا أن التضامن مع الشعب الفلسطينى هو فعلًا مع الشعب ومع أهل غزة، ومع أهل الضفة، ومع اللاجئين فى الدول المجاورة، وليس مع تيار سياسى معين أو فصيل داخل الحركة الفلسطينية.. والاعتقاد بأن هذا التضامن الشعبى يعبر أيضا عن مساندة حركة حماس أو الجهاد الإسلامى أو منظمة التحرير أو غيرهم من الفصائل الفلسطينية أو حتى السلطة الفلسطينية الرسمية ذاتها ليس فى محله.

ويفتح خلافات كثيرة ليس الوقت مناسبا لإثارتها.. وأى محاولة لـ«تسييس» الدعم المصرى وراء الشعب الفلسطينى لن تؤدى إلا إلى انفراط عقد الاصطفاف الوطنى والقومى الذى يحيط بأهل غزة الآن، وهذا موقف - لو تعلمون - بالغ القيمة والأهمية ويجب الحفاظ عليه.

العالم، ونحن معه، فى انتظار ما ستسفر عنه الساعات والأيام القادمة، سواء اجتياحًا إسرائيليًا، أو استمرارًا للحصار والقصف والتجويع، أو نجاحًا للدبلوماسية. وفى كل الأحوال، فإن الوقوف بجانب غزة وأهلها ضرورى، ويجب أن يستمر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التضامن الشعبي مع أهل غزة الضرورة والتحديات التضامن الشعبي مع أهل غزة الضرورة والتحديات



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 13:32 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أرجو الإطمئنان بأن الآتي أفضل

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

اتفاقية بين مصر وموانئ دبي العالمية لتطوير منطقة حرة عامة

GMT 19:17 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

التشكيل الرسمي لمباراة إنبي والبنك الأهلي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon