توقيت القاهرة المحلي 18:34:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

التضامن الشعبي مع أهل غزة.. الضرورة والتحديات

  مصر اليوم -

التضامن الشعبي مع أهل غزة الضرورة والتحديات

بقلم - زياد بهاء الدين

لا أتذكر أن الرأى العام المصرى كان متوافقًا على قضية عامة أو كان داعمًا للدولة ومساندًا لموقفها خلال الآونة الأخيرة بقدر ما هو حادث الآن حيال الوضع المأساوى فى غزة.

هذا التوافق العام يدور حول ركائز أربع أساسية: التضامن التام مع أهل غزة فى مواجهة ما يواجهونه من حرب إبادة ومحاولة تهجير، والسعى لفتح قنوات الإغاثة والدعم الغذائى والطبى عبر الحدود المصرية، ثم رفض أى شكلٍ من أشكال التهجير القسرى للفلسطينيين داخل أرض سيناء، وأخيرًا أهمية التوصل لحل دبلوماسى عاجل تجنبًا لاتساع دائرة العنف فى المنطقة.

ولاستمرار هذا التوافق الشعبى أهمية كبيرة فى هذه اللحظة الفارقة؛ لأنه يدعم صمود الشعب الفلسطينى معنويًا وماديًا، ويوحد الصف الداخلى، كما أنه يعيد مصر طرفًا مؤثرًا وفاعلًا فى حسابات المنطقة. هذا الاصطفاف مهم، ولكن قد يكون هناك ما يهدده، وما ينبغى تجنبه، لتجنب أن ينفرط بعد حين.

يهدده إقحام التضامن الشعبى مع المحاصرين فى غزة فى تشابكات سياسية داخلية، كما حدث الأسبوع الماضى. ويهدده كذلك ما يثور فى بعض دوائر الأعمال من أن هناك فرصة سانحة لكى تقايض مصر جانبًا من ديونها الخارجية وأزمتها الاقتصادية بقبول توطين أهل غزة فى سيناء، قياسًا على قولهم بما جرى فى أعقاب حرب تحرير الكويت.. فالحقيقة أن هذا الكلام يجب ألا يُسكت عنه، ولو كان يقال من باب المبالغة أو اللغو غير المدروس؛ لأنه كالسم الذى يمكن أن ينتشر ببطء فى جسد الصف الوطنى.

رسالة الدولة واضحة وصريحة: إنه لا قبول لتهجير الشعب الفلسطينى خارج أرضه، ولا قبول لتصفية قضيته، ولا قبول للتوطين فى سيناء. وعلى الجميع الالتزام بهذا الموقف وتجنب الإساءة إليه بمجرد التفكير فى مقايضة مخجلة.

يهدد الاصطفاف الوطنى أيضًا التوجه المعتاد نحو التضامن البالغ مع الشعب الفلسطينى حينما يكون تحت القصف والحصار، ثم التراجع التدريجى عنه مع مرور الوقت أو تغير الظروف.

صحيح أن العدوان الإسرائيلى الحالى والمرتقب على غزة وأهلها - للأسف الشديد - لا يُنسى أحدًا حجم المأساة الإنسانية الفلسطينية، إلا أنه من الضرورى ألا ينفرط الاصطفاف الشعبى وراء الشعب الفلسطينى وقضيته مهما طالت المواجهة.. والأرجح أن تطول، بل يظل الاهتمام والدعم الإعلامى والسياسى والشعبى وراءها مستمرًا.

وأخيرًا، من الضرورى أن يكون واضحًا أن التضامن مع الشعب الفلسطينى هو فعلًا مع الشعب ومع أهل غزة، ومع أهل الضفة، ومع اللاجئين فى الدول المجاورة، وليس مع تيار سياسى معين أو فصيل داخل الحركة الفلسطينية.. والاعتقاد بأن هذا التضامن الشعبى يعبر أيضا عن مساندة حركة حماس أو الجهاد الإسلامى أو منظمة التحرير أو غيرهم من الفصائل الفلسطينية أو حتى السلطة الفلسطينية الرسمية ذاتها ليس فى محله.

ويفتح خلافات كثيرة ليس الوقت مناسبا لإثارتها.. وأى محاولة لـ«تسييس» الدعم المصرى وراء الشعب الفلسطينى لن تؤدى إلا إلى انفراط عقد الاصطفاف الوطنى والقومى الذى يحيط بأهل غزة الآن، وهذا موقف - لو تعلمون - بالغ القيمة والأهمية ويجب الحفاظ عليه.

العالم، ونحن معه، فى انتظار ما ستسفر عنه الساعات والأيام القادمة، سواء اجتياحًا إسرائيليًا، أو استمرارًا للحصار والقصف والتجويع، أو نجاحًا للدبلوماسية. وفى كل الأحوال، فإن الوقوف بجانب غزة وأهلها ضرورى، ويجب أن يستمر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التضامن الشعبي مع أهل غزة الضرورة والتحديات التضامن الشعبي مع أهل غزة الضرورة والتحديات



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 04:49 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

القسام تعلن قصف مدينة سديروت جنوب إسرائيل برشقة صاروخية
  مصر اليوم - القسام تعلن قصف مدينة سديروت جنوب إسرائيل برشقة صاروخية

GMT 07:54 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F
  مصر اليوم - علاج جيني مبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 11:41 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025
  مصر اليوم - روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025

GMT 07:31 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هارفي ألتر يفوز بجائزة نوبل في علم وظائف الأعضاء لعام 2020

GMT 06:50 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

سيارة"لكزس "LC ترفع شعار التصميم الجريء والسرعة

GMT 01:30 2021 الأربعاء ,24 آذار/ مارس

مرسيدس AMG تستعد لإطلاق الوحش جي تي 73 e

GMT 01:01 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على نور عبد السلام صاحبة صوت "لؤلؤ" الحقيقي

GMT 14:07 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

"التعليم" المصرية ترد على هاشتاج «إلغاء الدراسة»

GMT 05:00 2020 السبت ,05 كانون الأول / ديسمبر

الزمالك يرفض انتقال محمد عواد إلى صفوف سيراميكا

GMT 02:05 2020 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

دعوة شحاتة وأبو ريدة والخطيب و لحضور حفل التكريم

GMT 08:17 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

كلوب يتهم رئيس رابطة الدوري الإنجليزي بالافتقار إلى القيادة

GMT 06:12 2020 السبت ,03 تشرين الأول / أكتوبر

عادات خاطئة تضر العين مع تقدم السن تعرّف عليها

GMT 20:29 2020 الخميس ,01 تشرين الأول / أكتوبر

البورصة المصرية تغلق التعاملات على ارتفاع

GMT 11:27 2020 الإثنين ,06 تموز / يوليو

اقتصاد المغرب سينكمش 13.8% في الربع الثاني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon