توقيت القاهرة المحلي 08:53:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قوارير الفاو

  مصر اليوم -

قوارير الفاو

بقلم - زاهي حواس

تحدثنا في مقالات سابقة عن أهمية وثراء موقع الفاو الأثري بالمملكة العربية السعودية، الذي يقع على بعد 700 كم جنوب غربي مدينة الرياض، وما كشفت عنه أعمال المسح والتنقيب عن أدلة تكشف عن وجود نشاط إنساني مستقر ومزدهر في المكان الذي يحظى بأهمية تاريخية كبيرة، حيث إن قرية الفاو كانت هي عاصمة مملكة كندة الأولى، التي كان لها دور كبير في الجزيرة العربية من منتصف القرن الأول قبل الميلاد وحتى مطلع القرن الرابع الميلادي، وكانت مركزاً تجارياً مهماً وملتقى قوافل تحمل المعادن والحبوب والنسيج.

وتكمن أهمية قرية الفاو من كونها نقطة عبور للقوافل إلى محطة تجارية مهمة على الطريق التجاري الممتد من جنوب الجزيرة العربية والمتجه شمال شرقي إلى الخليج العربي وبلاد الرافدين وشمال غربي الحجاز وبلاد الشام إلى أن أصبحت مركزاً اقتصادياً وسياسياً وثقافياً في وسط الجزيرة العربية، وعاصمة لمملكة كندة لأكثر من خمسة قرون.

ولقد أظهر عدد من قوارير وزجاجات العطور المكتشفة في موقع قرية الفاو الأثرية مدى ما كانت تتمتع به حضارات وسط الجزيرة العربية وفي مقدمتها حضارة الفاو من ثراء ورقي حضاري واقتصادي. وتؤكد الدراسات الأثرية أن الجزيرة العربية لم تكن غائبة على مدى العصور عن التطور الحضاري والتأثير الاقتصادي من خلال ما شهدته من حضارات أسهمت في ازدهار القوافل والحركة التجارية التي تربط الشرق بالغرب.

تؤرخ قوارير العطور المكتشفة بالفاو بنهاية القرن الأول وبداية القرن الثاني بعد الميلاد، وتتميز بدقة صناعتها وجمال أشكالها والمستوى المتقدم من الصناعة اليدوية على أيدي حرفيين متميزين، وصلت مهاراتهم إلى حد ابتكار وصناعة قوارير عطور من زجاج على شكل تمرة جافة وآخر بأشكال رشيقة كروية وأعناق طويلة دقيقة تناسب كونها قوارير لحفظ العطور التي كانت تعتبر من المواد الثمينة التي لا تمتلكها سوى الطبقة الغنية من المجتمع. وإلى جانب قوارير العطور تم الكشف عن عدد من أواني حفظ المراهم العطرية وأدوات التجميل.

انتشرت قوارير عطور الفاو انتشاراً واسعاً في كل أنحاء الشرق الأوسط القديم، وعثر على نماذج منها في بلاد ما بين النهرين وفي منطقة الخليج العربي، البحرين على سبيل المثال.

ومع استمرار أعمال المسح والتنقيب واتساع نطاق الدراسات الأثرية بالفاو فإن الكثير من المعلومات ستكشف لنا عن حقيقة ما كانت تتمتع به حضارات شبه الجزيرة العربية من ازدهار بين حضارات الشرق القديم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قوارير الفاو قوارير الفاو



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 15:58 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي
  مصر اليوم - نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 01:15 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل ألعاب يمكن تحميلها الآن على هاتف الآيفون مجانا

GMT 06:21 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

نوبة قلبية تقتل "الحصان وصاحبته" في آن واحد

GMT 22:33 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد ممدوح يوجه الشكر للجامعة الألمانية عبر "انستغرام"

GMT 16:44 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمن المركزي يحبط هجومًا انتحاريًا على كمين في "العريش"

GMT 03:36 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"طرق التجارة في الجزيرة العربية" يضيف 16 قطعة من الإمارات

GMT 01:03 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل العيش السوري او فاهيتاس بسهولة فى البيت

GMT 08:12 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

ليدي غاغا تُظهر أناقتها خلال العرض الأول لفيلمها

GMT 16:10 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

جماهير روما تهاجم إدارة النادي بعد ضربة ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon