توقيت القاهرة المحلي 05:32:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سرداب سرى بين «أبوالهول» و«الهرم»

  مصر اليوم -

سرداب سرى بين «أبوالهول» و«الهرم»

بقلم - زاهي حواس

عنوان مثير يجذب ملايين الناس من حول العالم ويجعلهم يغوصون فى أحلام الأسرار والكنوز الدفينة والمغامرة التى لا مثيل لها! بالفعل هناك من يؤمن بوجود سرداب يربط بين أبو الهول والهرم؟ ومهما حاول الأثريون والعلماء نفى وجود مثل هذا السرداب فلن يتراجع واحد منهم عن الحلم والخيال الجميل.

ويوجد داخل متحف الروزكروشن بمدينة سان هوزيه بأمريكا نموذج لتمثال أبو الهول يخرج منه سرداب يصل إلى هرم الملك خوفو ويبلغ أعضاء هذه الجماعة حوالى خمسة وعشرين مليونا.

وهم منتشرون حول العالم، وكان يوجد لهذه الجمعية فرع فى مصر، كما قال لى رجل الأعمال ميلاد زخارى. وأوضح أن عدد الأعضاء الموجودين بمصر كان حوالى ثلاثمائة شخص. وليس لهذه الجمعية أى أهداف سياسية أو دينية. وقد أغلق فرعها بمصر فى عهد الرئيس جمال عبد الناصر ضمن قرار عام بإغلاق الجمعيات الأهلية. أما عن معنى الروزكروشن فيعنى الوردة المتقاطعة. أما الجمعية المصرية فكان اسمها محفل خوفو وكان مقرها فى شارع عدلى.

‏وتتلخص أهداف الجمعية فى أنهم يبحثون فى أسرار الطبيعة والكون، بالإضافة إلى دراسة ومعرفة القوة الكامنة خلف الشخصيات العظيمة، مثل إخناتون تحتمس الثالث وغيرها من الشخصيات المعروفة فى العالم القديم والمقر الأساسى للجمعية بالولايات المتحدة هو مدينة سان هوزيه. ويوجد لديهم متحف، داخله آلاف القطع، نصفها على الأقل مقلد. وقد شيد مدخل المتحف على طراز مدخل المعابد المصرية لذلك يطلقون على هذا المتحف اسم المعبد المصرى. وقد زار هذا المتحف بعض علماء الآثار المصريين، ومنهم المرحوم الدكتور جمال مختار وكان رئيساً لهيئة الآثار، وكذلك عالم الآثار لبيب حبشى. وكما ذكرت فداخل المتحف ترى أبو الهول بجواره هرم الملك خوفو، وقد قاموا بفتح سرداب بينهما؟ فهم يعتقدون أن تمثال أبو الهول فى الجيزة يحوى أسرارا لم تكتشف بعد، بل ويؤمنون بأن هذا السرداب السرى وما به من أسرار سيتم الكشف عنها فى يوم من الأيام.

تأتى جماعات الروزكروشن من كل دول العالم إلى مصر للتأمل. ويطلق عليهم العاملون فى السياحة خطأ اسم «عبدة الهرم» أو باختصار اسم «العبادة» على الرغم أنهم لا يعبدون الهرم ولا يعبدون خوفو! وكل ما يفعلونه هو طلب قضاء الليل داخل حجرة الدفن الخاصة بالهرم الأكبر، حيث يجلسون القرفصاء على الأرض مستندين بظهورهم إلى حوائط حجرة الدفن الجرانيتية وفى وسط الحجرة يضيئون القليل من الشمع ويجلسون فى صمت مطبق مغمضى الأعين وحتى أول ضوء من الصباح. حينها ينهضون ويخرجون من الهرم وهم فى منتهى الحرص على تنظيف المكان، وبعد خروجهم من حضرة الملك خوفو يذهبون إلى أبو الهول مهللين فرحين، لأنهم قاموا بشحن طاقاتهم الحيوية من جديد وتخلصوا من الطاقات السلبية بعد أن التحموا بالماضى وتجردوا من زيف المدنية.

عملية التأمل فى نظرى مسألة مفيدة تقوى الصلة الروحية والإيمان. وقد زرت متحف الروزكروشن بسان هوزيه ومعى صديقى الكاتب الراحل عزت السعدنى، واحد من أعظم من كتب تحقيقات بالأهرام. وهناك دخلنا قاعة كبيرة داخلها نماذج لتماثيل ضخمة لملوك مصريين، مثل تحتمس الثالث وإخناتون، وكان أعضاء هذه الجماعة يجلسون ساعات طويلة داخل هذه الحجرة مغمضى الأعين، وهم يركزون تفكيرهم وحواسهم، فى محاولة الدخول لعالم الشخصيات التاريخية العظيمة، ومحاولة معرفة فلسفة تحتمس الثالث العسكرية مثلاً، أو فلسفة إخناتون الدينية؟ وكتب عزت السعدنى فى الأهرام سلسلة مقالات عن فكرهم، لكنه لم يكتب عن الخوف الذى سيطر علينا ونحن داخل هذه الحجرة المظلمة. وقام الصحفى المغامر سيد عبد العاطى بعمل خبطة صحفية كبيرة حيث استطاع أن يجرى مع بعض أفراد الجماعة العديد من الأحاديث الصحفية. وقرر أن يخوض التجربة. وبالفعل حصل على التصاريح المطلوبة ومكث ليلة كاملة داخل الهرم. وكتب تحقيقاً صحفياً عن هذه الليلة التى قضاها داخل هرم الملك خوفو. ولم يذكر السيد عبد العاطى أن أشباح الفراعنة تحدثت معه، أو أنه سمع الملك خوفو يحدثه. إن كل ما يحدث هو أن التأمل سواء داخل حجرة الدفن فى الهرم أو فى أى مكان يمنح الشخص نوعاً من الشفافية والسكون والإحساس الجميل بالأمان.

ولجماعة الروزكروشن مجلة شهرية توزع على الأعضاء، وترسل لهم الأبحاث المتصلة بالكون. وتقييم الجماعة محاضرات معظمها تتحدث عن عالم الروح وقوانين الكون، وقوانين الأرض، ومثلهم الأعلى الملك إخناتون لأنه لم يعبد الشمس، لكنه تأمل القوة الكامنة خلف قرص الشمس، والتى تحركها. وتستغرق عملية التركيز أو التأمل ففى البداية وقت كبير، وبعد ذلك تتم بتلقائية بمجرد أن يغمض المتأمل المحترف عينيه! فيقال إنه ينفصل عن كل ما حوله، حتى لو كان طنين النحل؟ ويقولون إن التركيز يبدأ بعد غمض العينين وتوجيه التفكير نحو التركيز على أعضاء الجسم. لذلك يقال إن الإنسان المتأمل يمكنه علاج أى مرض يلم بعضو من أعضاء جسده.

ويقيم أفراد هذه الجماعة حجرات تشبه حجرات الهرم فى منازلهم، وكذلك يحتفظون بتماثيل لأبو الهول لتمكنهم من التأمل، حيث إنهم لا يستطيعون الحضور إلى مصر بصفة دورية للتأمل. وهذا يوضح تأثير الاعتقاد الراسخ لديهم فى وجود السرداب السرى داخل أبو الهول والذى قد يكون فيه أسرار تفيدهم فى حياتهم كما يدعون. ومنذ سنوات طويلة وعملية الدخول إلى الهرم وإلى حرم أبو الهول من قبل هذه الجماعات يتم تنظيمها وفق قواعد تشرف عليها الشرطة والآثار، وهى بلا شك تدر دخلا ثابتا للآثار بل وللسياحة إلى مصر. ومن الجميل أن نستمر فى التصريح لهم بالتأمل، ولكن للأسف هناك من يتهمهم خطأ بأنهم يصلون داخل الهرم وأبو الهول ويقول إنهم عبدة الأهرام!

وأذكر أنه قد حدث قبل احتفالات الألفية الثالثة أن وصلت إلى الجهات الأمنية فى مصر معلومات نشرت على العديد من المواقع بشبكة الإنترنت، تقول بأن هناك جماعة سوف تحضر الى مصر لدخول الهرم ليقوم أفرادها بانتحار جماعى داخل الهرم! جعلنى هذا أن أتذكر ما حدث فى سان ديجو بأمريكا عندما قامت مجموعة كبيرة من أفراد جماعة دينية بالإنتحار داخل مزرعة لأسباب غريبة. وتذكرت أيضا حادث المواطن الألمانى الذى جاء مع عشرين فرد من جماعته وصرح لهم بدخول الهرم، وتوجه هو بمفرده ليلقى بنفسه من أعلى برج الجزيرة وينتحر.

وبالفعل تم اتخاذ القرار بعدم السماح لأى أفواج بدخول الهرم يومى ٣٠ و٣١ ديسمبر عام ٢٠٠٠.

وهناك حكايات كثيرة عن صلة الناس بأبو الهول فقد قام مدير متحف جامعة بنسلفانيا أثناء وجودى لدراسة الدكتوراه بعمل مهرجان مصرى كبير أطلق عليه الاحتفال بعيد ميلاد أبو الهول! لوجود تمثال ضخم للملك مرنبتاح ابن الملك رمسيس الثانى على شكل أبو الهول فى المتحف، كان قد نقله العالم الإنجليزى فلندرز بترى فى القرن الماضى ويعتبر ثانى أضخم تمثال لأبو الهول بعد تمثال الجيزة. وأذكر أنه فى هذا الاحتفال قام عمدة المدينة ورئيس الجامعة بدعوة السفير عبد الرؤوف الريدى سفير مصر فى أمريكا فى ذلك الوقت لحضور الاحتفال. وكانا السفير الريدى يؤمن بأن الآثار المصرية يمكن أن تقرب الأمريكان لمصر، ويؤمن أيضا بالدبلوماسية الشعبية. وقد سافرت مع السفير الريدى إلى العديد من المدن الأمريكية لافتتاح معرض الملك رمسيس الثانى. وكان دائم الحضور للمهرجانات الثقافية والتى يقدمها الطلاب والمهاجرون المصريون.

‏وفى صيف عام ١٩٩٣ كنت أقوم بالتدريس بجامعة لوس أنجلوس. وكان الأمريكيون يفكرون فى بناء كازينو فى مدينة لاس فيجاس على شكل هرم، لأن كل دول العالم كان لها كازينو يمثلها فى مدينة القمار. وهناك مدن لإيطاليا والهند داخل لاس فيجاس، وأطلق على الفندق الأقصر وقد اتصل بى المهندس الذى كان يبنى الفندق الهرمى لكى أعطيه بعض النصائح الخاصة ببناء الهرم. وأشرت عليه بوضع تمثال أبو الهول على المدخل، ويعتبر فندق الأقصر الآن من أهم معالم لاس فيجاس. وقد عقد به مؤتمر الاستا، وذهب رجال السياحة المصرية للاشتراك فى هذا المؤتمر وزاروا فندق الأقصر الذى يعتبر خير دعاية لمصر، فهو يمثل الأهرامات المصرية، رغم أنه فندق وكازينو.

‏ومن الحكايات الغريبة أيضا عن أبو الهول أن اتصل بى الدكتور محمد صالح مدير المتحف المصرى السابق وأخبرنى بأن السيدة شارون إيفرى سوف تتزوج وأملها أن تقف أمام أبو الهول معى، وزوجها فعلا حضرا إلى منطقة الهرم بصحبة الدكتور محمد صالح وابنتيه. وكان موقفاً طريفاً وهما يقفان أمام أبو الهول فى أسعد لحظة فى حياتهما لحظة الرباط المقدس وأعتقد أن شارون لن تنسى هذه اللحظة وسوف تظل محفورة فى ذكريات حياتها لحظة أن وقفت أمام أبو الهول.

‏وعندما جاء توم براونى أشهر عمدة لمدينة لوس أنجلوس لزيارة مصر وكان هناك تآخٍ بين لوس أنجلوس والجيزة وقمنا بدعوته لزيارة منطقة الهرم، وعندما وصل معى العمدة لأبو الهول كانت هناك عمليات ترميم والعديد من السقالات حول صدر التمثال، وطلب منى توم براونى أن يصعد على السقالة، وقلت له ممازحاً: لابد أن تعرف أن أبو الهول لديه لعنة ولو اقتربت منه فسوف تترك منصبك الشهر القادم، وكان موعد انتخابات التجديد، لكنه ضحك وقال لى لا أصدق فى وجود لعنة لأبو الهول، وقام بالصعود على السقالة وسافر إلى لوس أنجلوس وبعد شهر تقريبا من سفره، ترك منصب العمودية. وبعد أن ترك المنصب اتصل على صديقه الدكتور الهادى سالم وكان عمدة المصريين بلوس أنجلوس وهو الذى قام بعملية التآخى بين المدينتين، وطلب منه تليفونى الخاص، لأنه يود مقابلتى عند حضورى إلى لوس أنجلوس. وبالفعل قام توم براونى بدعوتى على الغداء فى أحد النوادى الخاصة بالمدينة فى قلب لوس أنجلوس وطوال الغداء لم نتوقف عن الضحك على موضوع لعنة أبو الهول التى تحققت وترك منصبه بعد أن صعد على سقالة أبو الهول.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سرداب سرى بين «أبوالهول» و«الهرم» سرداب سرى بين «أبوالهول» و«الهرم»



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon