توقيت القاهرة المحلي 08:53:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مساجد الربذة

  مصر اليوم -

مساجد الربذة

بقلم - زاهي حواس

أعتقد أن من أهم ما قام به الدكتور سعد الراشد هي حفائره الخاصة بالكشف عن آثار مدينة الربذة. وسوف يسجل التاريخ الأثري بأحرف من نور هذا العمل العلمي سواء من دراسة ما تم الكشف عنه في هذا الموقع أو من خلال النشر العلمي للحفائر، ولذلك فسوف نوالي كتابة الكثير من المقالات عن هذا الموقع، نظراً لأهميته، وكذلك لأن مدينة الربذة تعود إلى العصر الإسلامي المبكر.

وقد كشفت البعثة السعودية عن مسجدين رئيسيين في المدينة: المسجد الأول هو المسجد الجامع، وعُثر عليه في الجهة الغربية من الربذة، ويعتقد الدكتور الراشد أن هذا المسجد هو مسجد الصحابي الجليل أبي ذر الغفاري الذي خطَّه بنفسه عندما قَدِم للربذة عام 30 هجرية. وقد ذكرت المصادر أن بالربذة مسجدين أحدهما مسجد أبي ذر الغفاري، ويتميز هذا المسجد بتخطيط معماري متطور، يتكون من رواقين أمامهما محراب مجوّف وله ثلاثة أروقة. وقد استطاعت البعثة أن تميز وجود قاعتين من الحجر كانتا تحملان سقف المسجد. وقد تبين في أثناء الكشف الأثري لجدران وأعمدة المسجد وتفاصيله المعمارية أنه كانت أرضيته مفروشة بالحصى وتتجدد الفرشة بين وقت وآخر، كما أن جدرانه كانت تحمل طبقة جصّية، وأن المسجد يظهر أنه بُني بكامله بالحجارة، ومساحته تسع لاستيعاب 600 مصلٍّ.

أما المسجد الآخر فهو مسجد المنطقة السكنية، ويختلف في عظمته عن المسجد الجامع، وله محراب مجوَّف مربع الشكل، ويتميز رغم صغر مساحته بسماكة جدرانه، وله أربع قواعد أعمدة سميكة مربعة الشكل كانت تحمل سقفاً نصف مقبَّب مقوَّس. ويظهر من خلال الكسر الجصّية المتساقطة أن جدران المسجد كانت مغطاة كذلك بطبقة جصّية عليها تلوين زخرفي. ومن النسيج المعماري للمباني المتصلة بالمسجد يتبين أنه كانت له أربعة أبواب صغيرة وتحاذي الباب الغربي كتلة بنائية ربما كانت قاعدة لمئذنة المسجد.

وفي ضوء التخطيط المعماري لهذه المنطقة السكنية من الربذة فإن هذا المسجد لم يكن مخصصاً لغيرها من السكان وعابري السبيل. ويتوقع الدكتور الراشد أن تكون في الربذة مساجد أخرى قد اندثرت وضاعت معالمها مع الزمن وسبب توقعه هي كثافة الوحدات السكنية وتنوعها وترابط النسيج المعماري بعضه ببعض، وبالتالي فإن سكان الربذة والقادمين إليها كانوا بأعداد كثيرة، وقد استطاعت البعثة السعودية أن تسجل هذه المساجد معمارياً وفنياً وبخاصة لأن المسجدين يعودان إلى فترة مهمة جداً من التاريخ الإسلامي، وهي الفترة المبكرة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مساجد الربذة مساجد الربذة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله
  مصر اليوم - إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 15:58 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي
  مصر اليوم - نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 01:15 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل ألعاب يمكن تحميلها الآن على هاتف الآيفون مجانا

GMT 06:21 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

نوبة قلبية تقتل "الحصان وصاحبته" في آن واحد

GMT 22:33 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد ممدوح يوجه الشكر للجامعة الألمانية عبر "انستغرام"

GMT 16:44 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمن المركزي يحبط هجومًا انتحاريًا على كمين في "العريش"

GMT 03:36 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"طرق التجارة في الجزيرة العربية" يضيف 16 قطعة من الإمارات

GMT 01:03 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل العيش السوري او فاهيتاس بسهولة فى البيت

GMT 08:12 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

ليدي غاغا تُظهر أناقتها خلال العرض الأول لفيلمها

GMT 16:10 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

جماهير روما تهاجم إدارة النادي بعد ضربة ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon