حين تشرفتُ بالعمل مستشاراً لرئيس الجمهورية مع السيد الرئيس السابق عدلى منصور.. اقترحتُ البدءَ فى تأسيس «نخبة مصرية جديدة».. واستخدمتُ فى تصريحاتى تعبيراً واضحاً وحاسماً: «النخبة البديلة».
وقد تعرضتُ لهجومٍ واسعٍ على أثر إطلاق هذه المبادرة.. ولكن دعم الرئيس كان كبيراً.. وواصلت المبادرة حتى استقرت كواحدةٍ من حقائق الجمهورية الثالثة.
(1)
هذه سطور من مقالٍ سابق.. نشرتُه قبل شهور بعنوان «Top20.. قمة العشرين فى مصر».
لقد تأسستْ لاحقاً «جمعية خريجى الجامعات العالمية الكبرى» برئاسة الأستاذ محمد كامل مرسى.. وبدورٍ بارز للأستاذ على والى.. وبجهودٍ رائعة من مجموعة «هارفارد».
وكان من بين ما اقترحتُ عليهم وعلى الرأى العام -فى خريف 2015- تمديدَ الفكرة لتكونَ «Top20 - Arab».. وليصبح لدينا «Top20» تونس والجزائر والمغرب، و«Top20» السعودية والإمارات والكويت، و«Top20» فلسطين وسوريا والعراق والأردن.. واليمن والسودان.. بغرضِ تأسيس نخبٍ حداثيّةٍ ضروريةٍ لإعادة ترميم العالم العربى.. ولبناء نخبةٍ إقليميةٍ عروبيةٍ قويةٍ وقادرةٍ.
(2)
طيلة الشهور الفائتة من عام 2016.. اتصل بى أصدقاء فى دول عربية عديدة.. لتحويل «الفكرة» إلى «حركة».. وتمديدِ النخبة الجديدة من «مصر» إلى «العالم العربى».
اتصل خريجون من «هارفارد» و«ستانفورد» و«كامبريدج» و«أكسفورد».. ومن جامعاتٍ فى أوروبا وآسيا.. يرحبون بتأسيس منتدى يضم أفضل العقول العربية.. وتأسيس مشتركاتٍ بينها.. وتنظيم أطرٍ للتعاون ضمنَ فضاءٍ واحدٍ.. لمواجهة تحالف التطرف والاستعمار.. وحماية الإنسان والمكان.
(3)
ولقد وجدتُ من بعد نقاشاتٍ مطولةٍ.. أنّه من الأنسب أن تتسّع مساحة خريجى الجامعات الكبرى لتشمل أفضل (50) جامعة فى العالم.. ذلك أن بعض الدول العربية لن يكون فيها العدد الكافى من خريجى أفضل عشرين جامعة فى العالم. كما أن الخمسين جامعة تشمل جامعات شرقية وغربية على السواء.. مما يتيح مجالاً للثراء والتنوع والتوازن الدولى.. فى النخبة الجديدة.
ولقد وجدتُ أيضاً.. أنه من الأنسب أن تضُّم النخبةُ الكوادر البارزة فى أكبر خمسين شركة على مستوى العالم.. لتصبح «قمة الخمسين» هى ائتلاف متميز من خريجى أفضل خمسين جامعة فى العالم، وأكبر خمسين شركة فى العالم.
(4)
من المناسب كذلك.. أن تنضم إلى مجموعة الخمسين أبرز الكفاءات من خريجى أفضل عشر جامعات فى العالم العربى.. لتنضم «Top10» العالم العربى إلى «Top50» العالم.. فى بناء أساسٍ لتيارٍ عربى.. يعزِّزُ قيمَ الحداثةِ والتقدمِ والإنجازِ.. وصياغة نظريةٍ سياسيةٍ عربيةٍ جديدةٍ.. تتجاوز أخطاءَ الماضى وأخطارَ اللحظة.. إلى أفقٍ يمتلئ بالأمل.
(5)
إننى أعمل مع أصدقاءٍ لهم مكانة وقدْر.. لتأسيس «منتدى خريجى جامعة القاهرة».. ليكتمل نسيج النخبة الجديدة.
(6)
لقد اقترحتُ على الأصدقاء فى «Top20» أن يعملوا على استضافة «قمة الخمسين» الأولى فى القاهرة.. وقد أبلغنى مسئولون فى دولة الإمارات العربية المتحدة -عقب نشر مقالى السابق- بترحيبهم باستضافة «قمة الخمسين الثانية فى أبوظبى».
قبل أيام أبلغنى الأستاذ محمد كامل مرسى أن السادة فى «Top20» قد شرعوا فى وضع تصوراتٍ تفصيليّة لعقد «قمة الخمسين الأولى» فى القاهرة.. وأن المنظميّن جعلوا ضمن الترتيبات.. وضعَ القمة تحت مظلة الجامعة العربية.. كما أنهم يتطلّعون إلى وضعها تحت رعاية السيد رئيس الجمهورية.
(7)
إن تركَ العالم العربى يواجه مصيره.. دون تخطيط وترتيب.. لهو كارثةٌ كبرى.. كما أن تركَ المجتمع العربى فى مهب رياحٍ عاتيّة دون الاستعداد لخوض المعركة.. بما يلزم من العلم والعقل.. لهو تدميرٌ للحاضر وإلغاءٌ للمستقبل.
إذا كان الآخرون يمضون فى المؤامرة.. فإن العلم وحده كفيلٌ.. بتفكيك المؤامرة وصياغة المشروع الحضارى العربى.
حفظ الله الجيش.. حفظ الله مصر