توقيت القاهرة المحلي 14:12:43 آخر تحديث
  مصر اليوم -

شاحنة نيس إذْ تدهس الإنسانية

  مصر اليوم -

شاحنة نيس إذْ تدهس الإنسانية

أحمد المسلماني

نجح «مجرم نيس» فى أن يدهس مشاعرنا وقلوبنا قبل أن يدهس الأبرياء على الطريق.

إنه أحد أكثر الأخبار السيئة صدمةً وترويعاً.. ثم إنه أكثرها خطورة.. ذلك أنه أسّس لنظرية «الإرهاب السهل».. كيف يمكن للإرهابى أن يقتل أكبر عدد من الناس دون الحاجة إلى قنابل أو عبوات ناسفة.

إن يوم الرابع عشر من يوليو 2016 يمثل نقلة فنية مروعة فى تاريخ الإرهاب.. ذلك أنَّه تأسيسٌ لميكانيزم جديد وخطير.. ميكانيزم يتجاوز «نظرية الأمن».. ولا يحتاج إلى تجاوز «البوابات الإلكترونية».. أو تفادى أجهزة الكشف عن المفرقعات.. أو السلاح.

إنه أيضاً 40 ميكانيزم يمدِّد «جغرافيا الإرهاب».. حيث يمكن تنفيذ «إرهاب الدَّهْس» فى أى مكانٍ وزمانٍ.

إنَّه لا يحتاج إلى الانتقال عبر الحدود.. لا يحتاج «إرهاب الدَّهْس» إلى مطارات أو موانئ.. أو ممرات أو أنفاق.. يحتاج فقط إلى أن يمسك الإرهابى بعجلة القيادة.

إنَّه أيضاً يوسِّع مساحة الاحتمالات إلى اللاحدود.. إذْ يمكن لأى عدد من المتطرفين أن يمارسوا هذا النوع من الإرهاب.. ومن ثمّ فإن عمل أجهزة الأمن سيكون صعباً للغاية.. إذْ يتوجّب على رجال الشرطة أن يدققوا فى كل الناس تقريباً.. وتوسيع مساحة الاشتباه لتشمل الجميع!

إن «إرهاب الدهس» سيجد فرصةً دائمة ومنتظمة لممارسة جرائمه.. هناك الشوارع والمرافق المزدحمة.. هناك الأسواق والمتاجر والمسارح ودور العرض.. وإشارات المرور كثيفة العدد.. وهناك الأفراح والسرادقات.. والأعياد والمناسبات.

سيكون «إرهاب الدَّهْس» مُلهِماً للكثيرين من غير الإرهابيين.. سيتولّد لدينا نوع جديد من «إرهاب اليائسين».. أولئك المجرمين اليائسين.. أو المجرمين المكتئبين.. أو المجرمين السكارى. قطاعاتٍ أخرى.. كان العنف عندها يمكن أن يشمل شخصاً أو منضدة أو زجاجة ماء.. سيفكرون -فى حقدٍ- لماذا لا يتوسعون فى الغضب؟ ولماذا لا يرحلون؟ ولماذا يرحلون وحدهم؟.. ولماذا لا يرحلون ومعهم آخرون.. ولماذا لا يكون أكبر عددٍ من الآخرين معهم فى مشهد النهاية؟

إن المعلومات الأولية التى نشرتها الصحف الأوروبية حول «مجرم نيس» تشير إلى أنَّه لم يدخل المسجد قطّ.. وأنه كان مريضاً بالاكتئاب.. وأنّه ليس معروفاً لدى المخابرات الفرنسية من جهة الإرهاب.. ولكنه معروفٌ لدى دوائر الشرطة الفرنسية فى دائرة السطو والسرقة.

ثمّة أسئلة عديدة.. هل استجاب حقاً لدعوة داعش والعدنانى.. وقام بأكبر تطبيق لإرهاب الدهس؟ أم أنه كان مجرماً وفاشلاً.. وأراد ألا يرحل وحده؟.. أم أنه أراد أن يكون ختامه.. سياسياً، وعالمياً، وإعلامياً.. عوضاً عن أن يرحل بلا قيمة كما عاش بلا قيمة؟

.. يا لها من مأساة.. أن يقوم شخص أصابه التطرف أو أصابته لوثة عقل أو قلب.. بأن يمضى بأطنان من الأثقال على أجساد الأبرياء.. وأن يدهس الإنسانية.. صادماً الدين والدنيا معاً.. وصادماً كل الذين يؤمنون بأن هذا المجرم ليس منا، ولسنا منه.. وأن الإسلام هو من قبل ومن بعد.. الرسالة الكبرى لمبادئ الأخلاق.

حفظ الله الجيش.. حفظ الله مصر

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شاحنة نيس إذْ تدهس الإنسانية شاحنة نيس إذْ تدهس الإنسانية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 08:35 2024 الأحد ,22 أيلول / سبتمبر

دفاتر النكسة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 23:48 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله
  مصر اليوم - ترامب يناقش إبعاد بعض  وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله

GMT 03:10 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

داليدا خليل تستعد للمشاركة في الدراما المصرية

GMT 21:21 2015 الأربعاء ,15 إبريل / نيسان

أهالي قرية السلاموني يعانون من الغرامات

GMT 02:17 2016 الثلاثاء ,21 حزيران / يونيو

فوائد عصير الكرانبري لعلاج السلس البولي

GMT 01:18 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

سامسونج تكشف عن نسخة باللون الأحمر من جلاكسى S8

GMT 17:27 2022 الثلاثاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

أطعمة تمنع مرض الزهايمر أبرزها الأسماك الدهنية

GMT 15:02 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

ريلمي تعلن موعد إطلاق النسخة الجديدة من هاتف Realme GT Neo2T

GMT 13:46 2021 الثلاثاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

رامي جمال يروج لأغنية "خليكي" بعد عودة انستجرام

GMT 04:47 2021 الأربعاء ,08 أيلول / سبتمبر

{غولدمان ساكس} يخفض توقعات نمو الاقتصاد الأميركي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon