توقيت القاهرة المحلي 22:45:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

احذروا قمع بسّام مولوي الذي لا يُحتمل

  مصر اليوم -

احذروا قمع بسّام مولوي الذي لا يُحتمل

حازم صاغية
بقلم - حازم صاغية

«لبنان بلد الحرّيّات». هكذا هو. هكذا ينبغي أن يكون. «حزب الله» هو اليوم ضامن الحرّيّات فيه، وضامن البلد كـ «بلد حرّيّات».
هذا ما قاله بطريقته أمين عام الحزب في آخر خطبة ألقاها (هل خطبَ مذّاك؟).
الكلام يذكّر ببعض ما كان يقوله «الآباء المؤسّسون» عن البلد الذي يؤسّسونه.
هناك على هذا الكلام تحفّظان على الأقلّ، وهما ينبثقان من تجربتين، واحدة ذات حضور عميق ودائم في حياتنا، والأخرى عشناها ذات مرّة وتركت لنا تداعيات وعِبَراً.
فنحن، أكثريّة اللبنانيّين، محرومون من الحرّيّة التي نقرّر بموجبها أيّ بلد نريد. هذا ليس تفصيلاً. قداسة السلاح وقداسة القضيّة قيدان ثقيلان على حرّيّتنا وعلى الحرّيّة من حيث المبدأ. فحتّى يكون لبنان بلد الحرّيّات فعلاً ينبغي تعريض هذين السلاح والمقاومة لامتحان السكّان: إذا فازا بالأكثريّة كان به، وإلاّ فلا.
من ناحية أخرى، نذكر، في بدايات الثورة السوريّة، أنّ متعاطفين سلميّين معها، كانوا يهتفون ويغنّون ويضيئون شموعاً، تعرّضوا للضرب والبلطجة عقاباً على تعاطفهم هذا. كاتب هذه الأسطر كان شاهداً على بعض تلك الأعمال. مَن كانوا يتولّون «تربيتنا» حينذاك هم تحديداً مَن يريدون للبلد اليوم أن يكون «بلد حرّيّات». إنّهم الأحزاب نفسها الموالية لبشّار الأسد والمستظلّة بحسن نصر الله.
والحال أنّ أصفى النوايا الديمقراطيّة لا تكفي، في ظلّ وضع أعرج كهذا، لإنقاذ الحرّيّات نفسها من العرج. بمعنى آخر، لن يكون ممكناً تحرير هذه الحرّيّات من آثار الصراع السياسيّ القائم ومن تحالفاته الإقليميّة التي لا بدّ منها، سيّما وقد وطّد «حزب الله» هذا الربط المحكم بين لبنان وصراعات الخارج ومحاوره. وفي ظلّ غياب الدولة، على ما هي الحال، فإنّ الأقوى سيكون الأقدر على الاستفادة من حرّيّة عرجاء.
لكنْ بالعودة إلى كلام نصر الله، يبقى لافتاً أن يطالب بالحرّيّة من استطاع، خلال 24 ساعة فقط، ما بين منتصف الأربعاء ومنتصف الخميس، أن يفعل التالي (بحسب ما نقلت الصحف والمواقع الإخباريّة):
- «وقع إشكال كبير خارج البوّابة العليا للجامعة اللبنانيّة، بين طلّاب مؤيّدين لـ «حزب الله» ومناصرين لـ «تيّار المستقبل»، على خلفيّة معرض أقامه الحزب لإحياء ذكرى «الشهداء القادة للمقاومة الإسلاميّة»، تخلّله رفع لصور عماد مغنيّة وراغب حرب ومصطفى بدر الدين. وأفادت أوساط طلّاب الجامعة عن سماع طلقات ناريّة خلال الإشكال، من دون أن يتبيّن مصدرها، وهذا قبل أن يتدخّل الجيش...». أغلب الظنّ أنّ «مصدرها» هو محازبو «تيّار المستقبل» من المقيمين في محيط الجامعة!
- «نشر «حزب الله» مقطع فيديو وصفه مراقبون وموالون للحزب بأنّه غير رسميّ، يُظهر وحدة مقاتلين وهي تتدرّب في الثلوج ضمن منطقة غير محدّدة على ارتفاع 1370 متراً، في أحدث فصل من فصول المواجهة البصريّة مع إسرائيل (...) وفي فيديو الحزب يظهر مقاتلون يرفعون علمه بلون أبيض مختلف عن العلم الأصفر التقليديّ وهم يقاتلون ويتزلّجون. وظهر بعضهم متوضّئاً بالثلوج الباردة ويتبارك بالقرآن، ما أثار انتباه وسائل الإعلام العبريّة ومن ضمنها صحيفة «جيروزاليم بوست» التي قالت إنّ وحدة الثلج التابعة للحزب تحاكي جنود الجيش الإسرائيلي بثيابهم البيضاء المستخدمة للتمويه في الثلوج».
- أعلن حسن نصر الله في نفس الخطاب المشار إليه أعلاه عن الحرّيّات، عن قدرة حزبه على تحويل الصواريخ إلى صواريخ دقيقة، وأنّ الكثير منها حُوّل فعلاً بحيث لم يعد الحزب بحاجة إلى نقل هذه الصواريخ من إيران. وتوجّه الأمين العامّ إلى الإسرائيليّين بالقول إنه لا يضع هذه الصواريخ في مكان واحد، مهدّداً بشنّ عمليّة «أنصاريّة 2»، ما يعني أنّه يحضّر لكمين يستهدف أيّة قوّة كوموندوس إسرائيليّة قد تحضر إلى لبنان بحثاً عن هذه الصواريخ أو لاستهداف مخازنها. كذلك ركّز على ما يمتلكه من مُسيّرات «الدرون» التي بدأ حزبه بتصنيعها في لبنان.
كيف نفهم أن يطالب بـ «الحرّيّات» من يملك هذه القدرات الحربيّة الجبّارة، ولا يكفّ عن «إذلال الإسرائيليّين»، اللهمّ إلاّ إذا كان وزير الداخليّة بسّام مولوي أقوى من الدولة العبريّة وجيشها!
أغلب الظنّ أنّ الحزب الذي ينتزع لنفسه حصّة من الحرّيّة تتيح تطوير الصواريخ، يترك لبسّام مولوي حصّة كافية لأداء وظيفتين: حجب الطبيعة الفعليّة للسلطة وتمويهها، ومنح الحزب سبباً للشكوى وإبداء المظلوميّة العزيزة على قلبه. هكذا يصار إلى وضعنا أمام معادلة تقول: إمّا السيّد مولوي أو الحرّيّات. ويغدو من المُلحّ بالتالي أن نطالب الوزير المذكور بأن يرخي قبضته المشدودة على أعناقنا. أوليس تفكيك جبروته شرطاً شارطاً لبقاء لبنان «بلد الحرّيّات»؟
إنّ «اضرب واصرخ» هي حكمة «حزب الله» الاستراتيجيّة. الضرب هو الجدّ. الصراخ مزاح ثقيل.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

احذروا قمع بسّام مولوي الذي لا يُحتمل احذروا قمع بسّام مولوي الذي لا يُحتمل



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 13:32 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أرجو الإطمئنان بأن الآتي أفضل

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

اتفاقية بين مصر وموانئ دبي العالمية لتطوير منطقة حرة عامة

GMT 19:17 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

التشكيل الرسمي لمباراة إنبي والبنك الأهلي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon