توقيت القاهرة المحلي 07:53:02 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إذا ضرب الإسرائيليّون لبنان

  مصر اليوم -

إذا ضرب الإسرائيليّون لبنان

بقلم - حازم صاغية

 بنيامين نتانياهو يكذب؟ بالتأكيد. «حزب الله» يخبّىء أسلحة؟ بالتأكيد أيضاً.

بين هذين الاحتمالين الكبيرين والخطيرين، يعيش اللبنانيّون ويداورون مخاوفهم: هل تضرب إسرائيل ومتى تضرب وأين؟ والعيش على إيقاع السؤال هذا، والذي يطرحه أيضاً من يقولون إنّ «زمن الهزائم قد ولّى»، أمر مُهين للّبنانيّين فضلاً عن أنّه مُقلق. ما يضاعف إهانته هذا العجز عن التدخّل فيه، دعْ جانباً محاولة تفاديه. كلّ ما يستطيعه اللبنانيّون هو أن يسألوا وينتظروا. غير ذلك ممّا قد يخالف إرادة «حزب الله» هو تآمر وعمالة للعدوّ الصهيونيّ!

بالطبع، ما من عاقل يمكنه الجزم بأنّ الإسرائيليّين سوف يضربون. لكنْ ما من عاقل يستطيع الجزم بأنّهم لن يضربوا. والحال أنّ من يتوقّعون ضربة موجعة لا يُعدَمون الحجج: فهناك اليوم حملة متّصلة أميركيّة – إسرائيليّة على إيران كانت الأمم المتّحدة، قبل أيّام، أحد مسارحها الكثيرة. ثمّ إنّ الدفعة الجديدة من العقوبات الأميركيّة في طريقها، وحيالها يتراوح الأوروبيّون والروس بين العجز والإحراج. فوق هذا، لم تعرف الولايات المتّحدة في تاريخها منذ 1948، إدارة منحازة لإسرائيل كإدارة دونالد ترامب، والتي إذا تدخّلت تدخّلت طلباً لمزيد من التشدّد. وإيران، في حال الهجوم على فصيلها اللبنانيّ المتقدّم، «حزب الله»، أضعف من أن تردّ بما يتجاوز بعض الاستعراض الإرهابيّ هنا أو هناك: لا وضعها الاقتصاديّ المتداعي يسمح بذلك، ولا عزلتها السياسيّة في المنطقة. أمّا روسيا فيُستبعَد أن يمتدّ تورّطها في الشأن السوريّ، حيث لها جنود وقواعد، إلى لبنان. وربّما جاز القول إنّ إضعاف الموقع الإيرانيّ، من خلال «حزب الله»، يسهّل على الروس سيطرتهم على الوضع السوريّ، أو ما يتوهّمونه كذلك. والقرائن باتت كثيرة على أنّ استراتيجيّة جمع النقائض – التركيّة والإيرانيّة والإسرائيليّة – أمر صعب حتّى على روسيا وفلاديمير بوتين.

في داخل إسرائيل، أوضاع نتانياهو وحزبه لا يمكن أن تكون أفضل. إنّه حاليّاً أحد تعابير «النجاح الشعبويّ» في سياسات عالمنا.ثلاثة ملفّات فساد صارت تحتلّ الصفحات الداخليّة للصحف الإسرائيليّة منذ نقل السفارة الأميركيّة إلى القدس. تصدّيه لإيران وضرباته العسكريّة في سوريّة تزيد من شعبيّته. حتّى «هآرتس»، التي مثّلت على الدوام الصوت النقديّ الصارم لتوجّهاته وأعماله، امتدحت خطابه الأخير في الأمم المتّحدة بوصفه «مقنعاً جدّاً». الانتخابات العامّة في العام المقبل يُتوقّع لها أن تكرّس وضعه ووضع ائتلافه هذا. خنقه المنهجيّ للشعب الفلسطينيّ، ولأهل غزّة خصوصاً، لا يترك أيّ أثر محترم على رأي عامّ أصابه الانحطاط.

نحن، في لبنان، كيف نقيّم أوضاعنا في حال الضربة الإسرائيليّة؟ عجز الدولة عن تمييز نفسها عن إرادة الحزب، وصولاً إلى مشاركته السقوط في الهاوية؟ علاقات الطوائف والمذاهب البالغة التردّي؟ العلاقات الدوليّة السيّئة والعلاقات العربيّة الأسوأ؟ الوضع الاقتصاديّ الذي يتيح الصمود؟

الأفضل الصمت والاكتفاء بخطابات الأمين العام

لـ «حزب الله» عن الانتصارات المضمونة والقنابل الدقيقة التي يمتلكها. هنا، في الأقلّ، ننتصر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إذا ضرب الإسرائيليّون لبنان إذا ضرب الإسرائيليّون لبنان



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon