توقيت القاهرة المحلي 05:32:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قاسم سليمانى.. كلِّمنى!

  مصر اليوم -

قاسم سليمانى كلِّمنى

بقلم : علي الرز

السيّد رئيس الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب، كَلِّمْنى أنا ولا تُكَلِّمْه. هو مجرّد موظّفٍ برتبةِ رئيس جمهورية. وإذا كان هو نفسه لا يُصَدِّق أنه رئيس جمهوريةٍ كامل الصلاحيات فلماذا تُصَدِّق أنت؟، أين استخباراتك التى ملأتْ الدنيا لتكتب لك أن القرار لا فى يد الرئيس روحانى ولا حتى فى مكتبه ولا فى طهران نفسها ولا عند الحكومة أو الوزراء.. بل ولا فى قيادة الجيش؟. تَحَدَّثْ معى إن أَرَدْتَ أن تسمع إجابات تحرّك فيك غريزةَ المقامرة وتحفز لديك هرمون الربح والخسارة. تَحَدَّثْ معى أنا، حيث الأمر لى والأرض لى والسلطة لى. تعالَ لنتقابل فى أى منطقةٍ سواء داخل إمبراطوريتنا الممتدّة من حدود الصين حتى شواطئ غزة أو خارجها فى البحر الأحمر مثلاً. وضعتُ توقيعى قبل أيام فى باب المندب، هل رأيتَه؟.

ابْعَثْ بمراسيلك السرية لى، فإذا قلتُ كلمتى اعْلَمْ أنها ممهورةٌ بختْم المرشد.

ولولا شىء من الاعتبار لدولٍ أوروبية تحاول مُساعَدَتَنا فى تطويق آثار قراراتكم النزقة فيما يتعلّق بالاتفاق النووى، لكنتَ رأيت توقيعى واضحاً فى شوارع هذه الدول، أو لكنتُ وقّعتُ لك باسمٍ مستعار مثل «داعش» أو «القاعدة»، لكن النصائح تتوالى بأن نساعدهم قليلاً فى الظهور بمظهر متحضّر، راقٍ، مسؤولٍ وظريف.. وظريف هو المسؤول عن هذا الملف حتى الآن، فساعِدْ أنتَ أيضا الدولَ الأوروبية وابقِه مسؤولاً لأن انتقال الملف النووى إلى رجالنا سَيُشْعِل العالم.

هنا، بعض الأمور التى يمكنها أن تُقْنِعَكَ بالتحدّث معى شخصياً. فأنا لا أريد أن أرى مناصرينا فى لبنان يخطفون عشرات الأجانب وبينهم أمريكيون تَضامُناً ضدّ الهجمة الاستعمارية على الجمهورية الإسلامية. تَذَكَّرْ قبل ثلاثة عقود كيف قَبَّلَتْ استخباراتُ العالم كله أيادينا كى يُفرَج عنهم عندما خَطَفَهُم «المجاهدون» فى لبنان، وكيف أن دمشق المعزولة آنذاك باتتْ قبلةَ وسائل الإعلام العالمية والمسؤولين الدوليين الذين أشادوا بحكمة الرئيس الراحل حافظ الأسد وهم يرون المُفْرَج عنهم يُعامَلون أفضل معاملة فى وزارة الخارجية السورية.

أذكّركَ، ويمكن أن تسأل قادة جيشِكَ آنذاك، كيف سهّلْنا لطائراتكم العبور فوق أراضى الجمهورية الإسلامية لضرْب الإرهابيين فى أفغانستان، وكيف سهّلْنا خروجَ قادة «القاعدة» إلى إيران.

وعندما طالبتُم بهم أَطْلَقْنا المعادلة التالية: «إرهابيونا (مجاهدين خلق) مقابل إرهابييكم». ومِن يومها وأنتم تلعبون بعدم تكافؤ على أرض العراق فى حربٍ انتهتْ لمصلحتنا، وربما عليكَ أن تشكرنى لأننى فى أماكن كثيرة أَبْعَدْتُ كأسَ الإبادة عن آلاف الجنود الأمريكيين.

تتكلّمْ مع الروسى والإسرائيلى فى سوريا ولا تتكلّمْ معى. تَكَلَّمْتَ سابقاً مع كل الكرة الأرضية فى العراق، ثم اضطُرِرْتَ إلى التعاون مع ميليشياتى. وأنا آسف للتعبير لكننى قَصَدْتُه، وقد تُضْطَرّ للتعامل مع ميليشياتى فى سوريا، بما فيها النظام نفسه، إن استمرتْ محاولات إقصائى عن المَشهد. تماماً كما اضطُرِرْتُم إلى التكلم مع ميليشياتى فى اليمن، وجماعاتى فى فلسطين. كَلِّمْنى أنا، قاسم سليمانى، عاشِق الحياة والقوة والتمدُّد الإمبراطورى فى خرائط أَقْنَعْتُ أهلَها بعشق الموت كى نحيا. أَقْنَعْتُهُم بأنّ طَلَبَ الآخِرة ممرٌّ إلزامى كى تبقى جمهوريتنا الإسلامية فى الدنيا.

أَقْنَعْتُهُم بحرْق أوطانهم ومجتمعاتهم كى يغطّى دخانُها ورمادُها المتطاير على حدودنا وأسوارنا وأفعالنا ومفاعلاتنا.

لم نَحتلّ عواصم العرب كى نتواجه فى طهران بل هناك، ولم نُخْرِج هؤلاء «الاستشهاديين» و«الانغماسيين» من مختبراتِنا لاستخدامهم عندنا بل.. عندكم.

إذا اقْتَنَعْتَ بالحديث معى فرجال استخباراتك يعرفون العنوان، أما إذا فَضَّلْتَ الاستمرار فى مراسلةِ روحانى فدعْنى أستمرّ فى عملى بين مضيقى هرمز وباب المندب، ولبنان وسوريا والعراق وأفغانستان وباكستان. وفى أى دولةٍ يمكننا فيها أن نَضْرب مَصالحَكم أو نخْطف رجالَكم.

وَفِّرْ على نفسِك واقْتَدِ بِسَلَفِك أوباما.. وكَلِّمْنى.

نقلا عن المصري اليوم 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قاسم سليمانى كلِّمنى قاسم سليمانى كلِّمنى



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon