توقيت القاهرة المحلي 11:08:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

امرأة وفقط

  مصر اليوم -

امرأة وفقط

بقلم : هناء حمزة

لم اكتشف حجم العقد التي احملها قبل ان تطلب لين ابنتي مني ان اساعدها في اعداد نص لامتحان التعبير الكتابي يشرح ما يميز الصبي عن الفتاة..لم نتوقف ابنتي وانا ونحن نعد خصال البنت في حين لم ننجح في ذكر ميزة واحدة يمتاز بها الذكر على الانثى...انتهى اعداد الدرس بدرس أيقنته فجاة انا امراة معقدة احمل في قلبي وعقلي وكياني تراكمات الماضي لتجعلني متطرفة لجنس دون الاخر...استعين باصدقاء واقارب فيرون ان السؤال من الاساس يفرق بين الجنسين ويميز بينهما وهذا ما لا يجب ان تعتمده المناهج المدرسية المتطورة...

ولكن ..لا بد ان نميز بين الجنسين فالصبي صبي والبنت بنت .لم يقنعني حديث الاصدقاء على الرغم من انني كنت في عمر المراهقة من المتطرفين لهذه الفكرة الا ان الايام غيرتني فانا اليوم اتميز على الرجل باني امراة افتخر بانوثتي وبعاطفتي وحناني وامومتي وحملي وانجابي ويجب ان يتميز الرجل واذا لم يتميز الرجال الذين مروا في حياتي عني بما يجب ان يميزهم من صفات هذا لا يعني اني صح...اتذكر جدي رجل الحكمة والنضوج والعقل والمسؤولية تميز عن جدتي برجولته وصلابته وتميزت جدتي عليه بانوثتها وعاطفتها .. كم كنت اتمنى للين ان تتعرف على الرجل من خلال جدي كما تعرفت على المرأة من خلال جدتي..امي لم تكن امرأة فقط كانت امراة بهموم رجل .انا لم اكن امراة كنت امراة بعقل رجل وقلب امرأة فعشت عشرين عاما من التناقضات.. لا اريد للين هذه التنقاضات ..هذا القدر من العبء .. من المسؤولية .. من التخبط بين انوثة مطلقة ورجولة مطلقة ... كم كنت احلم بان اكون فقط امراة فقط ام وزوجة ..بيتي قبل عملي وعائلتي قبل مستقبلي المهني ..اعد الطبخ الصحي واشرف على بيتي واتابع شؤون ابنتي المدرسية ونشاطاتها اللاصفية ومراحل طفولتها ومراهقتهنا خطوة خطوة.. واغنج زوجي واهتم به وادعم

ه في نجاحه وعمله ومسؤولياته ..فاكون له خير امراة ويكون لي خير رجل ونكون معا هو وانا خير اب وام لخير طفل وخير عائلة... فشلنا ..واذا بي اتخبط وحدي في الاغتراب وتسقط علي ميزات المراة التي احب ان اكون وميزات الرجل التي يجب ان اتصف بها حتى استمر.. علي ان اكون اما وابا ..رجلا وامرأة .. علي ان اخلق التوازن لابنتي ولحياتي .. علي ان اصلح ماسورة المياه وان اعد الطعام الصحي ..علي ان احن واقسو ..ان اعاقب واسامح ..مزيج من التناقضات تجبرني لان يكون عملي اول سلم اولوياتي ومدخولي اهم الهموم ...علي ان اتكل على نفسي فقط... نفسي وانا هنا بعيدة الاف الاميال عن اقرب الاقرباء ... كرهت الرجال الكسولين .. كرهت الرجال اللامسؤولين .. كرهت الرجال المنظرين.. المدعين.. الممثلين الكذابين الاتكالين .. كل يوم اتعرف على امرأة تعيش كما اعيش ... تتخبط كما اتخبط .. كل يوم اكتشف رجالا رموا باثقالهم على كاهل نسائهم وهربوا ... المراة على حق ..المراة مميزة وتتميز .. الرجل خائن اتكالي غير مسؤول ...لم ار رجلا الا جدي ...اريد من ابنتي ان تتعرف على جدي ..اخبرها عنه .. عن استيقاظه الساعة الرابعة فجرا ليذهب الى بستان الليمون والزيتون ..عن دقته في العمل .. عن زيته الذي لا زيت يقارن به عن زيتونه عن ارضه عن شكله .. عن نضجه وحكمته ولجوء الجميع اليه من اجل نصيحة .. عن رصانته.. . عن صراحته التي لا مرواغة فيها ولا مجاملة عن كلمته الكافية لان تكون عقدا موقعا بين طرفين لشدة التزامه بها.. ...لا يتسع الكلام عن جدي .. نكتشف معا المزايا ..نعدد معا المزايا.. نبتسم معا.. نختلف قليلا فايام جدي غير هذه الايام ولكن يبدو ان الرجل يفقد مع الايام ميزاته .. من يده اقول للين ثم اندم على قولي ..

اذ يحضر ببالي فورا شقيقي , خالي , زوج عمتي , ابن عمي, ازواج بعض الاصدقاء ازواج بعض الاقارب بعض الاصدقاء ..وليد..حسن..جورج ..عبدو..اديب... رجال من طينة جدي .. في زمن اليوم ..رجال تفوقوا على جدي فتشاركوا مع نسائهم وشاركوهم كل شيء ..

قد يكون من يدنا نحن النساء .. درسنا واشتغلنا ونجحنا واثبتنا اننا نستطيع ان ننافس الرجل حتى في عقر داره .... في مهنه وفي وظائفه وفي مسؤولياته ... اجتهدنا وتكاسل . اردنا ان نثبت جدارتنا فقضينا عليه .اثبتنا اننا الاقوى فاصبح هو الاضعف .. فد يكون من يديهم او من يدنا قد نكون نحن السبب او هم السبب ولكن لا بد من القول ان بين النساء من هي ليست بامرأة وبين الرجال من هو ليس برجل ... ابتسم بأسى امراة ارهقتها الرجولة ..ابتسم بامل امراة تشتاق لان تتميز بكونها امراة امرأة ..امراةوفقط وبلا عقد..

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

امرأة وفقط امرأة وفقط



GMT 03:46 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

بائع الفستق

GMT 03:44 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

على هامش سؤال «النظام» و «المجتمع» في سوريّا

GMT 03:42 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

دمشق... مصافحات ومصارحات

GMT 03:39 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

السعودية وسوريا... التاريخ والواقع

GMT 03:37 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

ورقة «الأقليات» في سوريا... ما لها وما عليها

GMT 03:35 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

امتحانات ترمب الصعبة

GMT 03:33 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

تجربة بريطانية مثيرة للجدل في أوساط التعليم

GMT 03:29 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

موسم الكرز

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 14:55 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 07:29 2020 الأربعاء ,17 حزيران / يونيو

ارمينيا بيليفيلد يصعد إلى الدوري الألماني

GMT 13:03 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

"فولكس فاغن" تستعرض تفاصيل سيارتها الجديدة "بولو 6 "

GMT 18:07 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الإيطالي يتأهب لاستغلال الفرصة الأخيرة

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 22:13 2024 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

بسبب خلل كيا تستدعي أكثر من 462 ألف سيارة

GMT 00:02 2023 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات فولكس فاغن تتجاوز نصف مليون سيارة في 2022
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon