توقيت القاهرة المحلي 13:23:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

اقتصاد إيران يئن جراء تدخلاتها العسكرية!

  مصر اليوم -

اقتصاد إيران يئن جراء تدخلاتها العسكرية

بقلم - هدي الحسيني

مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الإيرانية صدر تقرير عن الوضع الاقتصادي العالمي، ذكر فيه البنك الدولي أن الناتج المحلي الإجمالي لإيران كان أعلى في السنوات الأخيرة بسبب زيادة صادرات النفط. ومع ذلك، هذا العام وفي السنوات المقبلة، سيتبع اتجاهاً هبوطياً.

ووفقاً لهذا التقرير، الذي نُشر في 12 يونيو (حزيران)، نما الناتج المحلي الإجمالي لإيران بنسبة 5% العام الماضي، ولكن من المتوقع أن ينخفض إلى 3.2% هذا العام، و2.7% العام المقبل، و2.4% عام 2026.‏ وتحتاج إيران بشكل عاجل إلى إجراء تحول استراتيجي في تدخلاتها العسكرية في الخارج لإنقاذ اقتصادها. وحاولت تجنب الوقوع في نيران الحرب منذ بداية الصراع، ولكن الضربات الجوية الإسرائيلية لاحقت مستشاريها. لذلك تحتاج إلى الاعتدال في التدخلات العسكرية في الخارج، وتعليق بعضها حتى لو انهارت طموحات السيد حسن نصر الله، لأن حرباً على لبنان ستطول إيران شاءت أم أبت.

ارتفع الصراع بين إسرائيل و«حماس»، الذي أشعله هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي، إلى رأس قائمة الحربين الأكثر أهمية في العالم، يليه الصراع الروسي - الأوكراني. وحاولت إيران تجنب الوقوع في نيران الحرب منذ بداية الصراع، ولكن الضربات الجوية الإسرائيلية على القنصلية الإيرانية في سوريا، والتي قتلت عدداً من كبار الجنرالات في فيلق «الحرس الثوري»، دفعت إلى أول قصف إيراني مباشر للبر الإسرائيلي... ويشير هذا إلى أن المشاركة العسكرية الإيرانية ضد إسرائيل، قد تقدمت من حرب بالوكالة إلى نقطة الحرب المباشرة التي يُحتمل أن تكون خطرة.

كما أن استقرار إيران وأمنها سيتزعزعان إذا استمرت في ممارسة تدخلات عسكرية واسعة النطاق عبر أذرعها على جميع الجبهات الخارجية.

من جهة أخرى يعتمد اقتصاد إيران في المقام الأول على النفط واستغلال الموارد الطبيعية الأخرى. ورغم ذلك يشرح لي مرجع مالي اقتصادي، عمق الضعف المالي والفقر الذي يعيشه المواطن الإيراني. ويقول: «بلغ الناتج المحلي الإجمالي لإيران العام الماضي 403.5 مليار دولار بالقيمة الدولارية الحالية، وهو أقل بكثير من المستوى الذي وصل إليه بين عامي 2008 و2017، إنه أقل بنسبة 12% مما كان عليه في عام 2016 (458 مليار دولار)، وهو العام التالي لتوقيع الاتفاق النووي؛ وأقل بنسبة 17% مما كان عليه في عام 2017 (486.8 مليار دولار)، وهو العام الذي أعلن فيه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، نيته الانسحاب من الصفقة النووية؛ وأقل بنسبة 35% من ذروته في عام 2011 (625.4 مليار دولار)».

يواصل محدثي كلامه أنه علاوة على ذلك، وبالنظر إلى الاختلاف الكبير بين أسعار الصرف الرسمية والسوقية في إيران في عام 2018، يجب أن يكون حجم الناتج المحلي الإجمالي لإيران بالقيمة الدولارية الحالية أقل بشكل كبير. ويقول: «تستند البيانات المتعلقة بالناتج المحلي الإجمالي لإيران منذ عام 2018 إلى سعر الصرف الرسمي البالغ 42000 ريال مقابل الدولار الذي حددته الحكومة الإيرانية في أبريل (نيسان) 2018. ومع ذلك، انخفض سعر السوق للريال إلى أقل من 110 آلاف ريال مقابل الدولار في يوليو (تموز) من ذلك العام، و600 ألف ريال مقابل الدولار في عام 2023. في أبريل من هذا العام، عندما قصفت إيران صاروخياً إسرائيل انتقاماً لهجومها على اجتماع (الحرس الثوري) الإيراني في سوريا، أفيد بأن سعر الريال في السوق قد انخفض إلى أقل من 700 ألف ريال للدولار».

منذ إصلاح توحيد سعر الصرف في مارس (آذار) 1993، عندما تم تحديد سعر الصرف العائم بنحو 1600 ريال للدولار، ارتفع سعر الصرف في السوق إلى 700 ألف ريال مقابل الدولار في أبريل من هذا العام، حيث انخفض سعر صرف سوق الريال الإيراني مقابل الدولار بمقدار 1/438 من قيمته الأصلية في 31 عاماً. إن انخفاض قيمة العملة صادم، مما يدل على أن استقرار الاقتصاد الكلي في إيران قضية خطيرة، وأن سبل عيش الناس صعبة للغاية.

أما بالنسبة إلى النفط، شريان الاقتصاد الإيراني، فقد استمر الاتجاه الهبوطي العام في أسعار النفط الدولية منذ عام 2023، وكان اجتماع «أوبك+» في 2 يونيو قد أسفر عن ثلاثة أو أربعة أيام من تخفيضات متتالية في أسعار النفط، مما أوصلها إلى أدنى مستوى جديد في أربعة أشهر. وسيستمر التطوير العالمي للطاقة الجديدة والمركبات الكهربائية وغيرها من الصناعات في تآكل قاعدة الطلب على النفط على المديين المتوسط والطويل... إذاً كيف سيؤثر هذا في إيران؟

لضمان بقاء النظام الإيراني، ينبغي أن تركز إيران مواردها على تعزيز الاقتصاد المحلي وتحسين سبل عيش الناس. ويجب على الرئيس الإيراني العتيد، أن يكون محباً لازدهار شعبه لا أن يستمر في دعم الأذرع الإيرانية في المنطقة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اقتصاد إيران يئن جراء تدخلاتها العسكرية اقتصاد إيران يئن جراء تدخلاتها العسكرية



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 04:49 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

القسام تعلن قصف مدينة سديروت جنوب إسرائيل برشقة صاروخية
  مصر اليوم - القسام تعلن قصف مدينة سديروت جنوب إسرائيل برشقة صاروخية

GMT 07:54 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F
  مصر اليوم - علاج جيني مبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 11:41 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025
  مصر اليوم - روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025

GMT 07:31 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هارفي ألتر يفوز بجائزة نوبل في علم وظائف الأعضاء لعام 2020

GMT 06:50 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

سيارة"لكزس "LC ترفع شعار التصميم الجريء والسرعة

GMT 01:30 2021 الأربعاء ,24 آذار/ مارس

مرسيدس AMG تستعد لإطلاق الوحش جي تي 73 e

GMT 01:01 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على نور عبد السلام صاحبة صوت "لؤلؤ" الحقيقي

GMT 14:07 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

"التعليم" المصرية ترد على هاشتاج «إلغاء الدراسة»

GMT 05:00 2020 السبت ,05 كانون الأول / ديسمبر

الزمالك يرفض انتقال محمد عواد إلى صفوف سيراميكا

GMT 02:05 2020 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

دعوة شحاتة وأبو ريدة والخطيب و لحضور حفل التكريم

GMT 08:17 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

كلوب يتهم رئيس رابطة الدوري الإنجليزي بالافتقار إلى القيادة

GMT 06:12 2020 السبت ,03 تشرين الأول / أكتوبر

عادات خاطئة تضر العين مع تقدم السن تعرّف عليها

GMT 20:29 2020 الخميس ,01 تشرين الأول / أكتوبر

البورصة المصرية تغلق التعاملات على ارتفاع

GMT 11:27 2020 الإثنين ,06 تموز / يوليو

اقتصاد المغرب سينكمش 13.8% في الربع الثاني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon