توقيت القاهرة المحلي 13:23:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الخلافة تتقدم على الانتخابات في إيران!

  مصر اليوم -

الخلافة تتقدم على الانتخابات في إيران

بقلم - هدي الحسيني

عقب الإعلان عن مقتل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ومرافقيه في حادث تحطم مروحيته، خاطب المرشد الأعلى علي خامنئي الإيرانيين قائلاً إن الرئيس مات وهو وصحبه شهداء، وإن الدولة تبقى راسخة قوية وتستمر بمؤسساتها ومناعتها، وكأنه يقول انطوت صفحة لتبدأ أخرى، وأنه هو الباقي مرشداً للجمهورية.

ومن الواضح أن الشارع الإيراني لا يعير أي أهمية لموضوع خلافة إبراهيم رئيسي بأي رئيس للجمهورية، فالموقع في صلاحياته لا يتعدى إدارة شؤون البلاد اليومية، وهو من اليوم الأول مدين للممسكين بالنظام وهياكل السلطة الأخرى التي يعود لها قرار الترشيح وبيدها الحل والربط. لهذا لم يشارك سوى 23% من الإيرانيين في الانتخابات الرئاسية عام 2021؛ لإدراكهم أن رغباتهم وتطلعاتهم لا يمكن التوصل إليها بالانتخابات، ومن المنتظر أن تتدنى نسبة الاقتراع هذه المرة لما دون 20%.

والأمر نفسه يسود لدى المراقبين للشؤون الإيرانية الذين يتابعون عملية انتخاب رئيس للجمهورية فقط لاستشراف ما يمكن أن يوثر هذا في خلافة خامنئي. ويقول أحد المصادر إن عملية الخلافة هي فقط ما تحظى بالاهتمام الدولي، وباقي المتغيرات لا تؤثر في الأحداث، ولن تحتل مساحات كبرى في الإعلام.

وتبقى معضلة إيران في النظام الذي لا يمثل أجيالاً من الشباب الذين يرزحون منذ عشرات السنين تحت خط الفقر، وقد فاق 47% من الشعب، وبطالة بلغت 22.8% بين الشباب وتضخم بلغ 45.2%.

وكان من المتوقع أن يكون رئيسي خليفة للمرشد الأعلى؛ إذ قضى خامنئي سنوات في إعداد رئيسي بعناية، ووفاته أوجدت بعض عدم اليقين بشأن مستقبل إيران. وهناك تكهنات بأن خامنئي كان قد غيّر رأيه في شأن دعم رئيسي، وذلك قبل حادثة سقوط مروحية رئيسي ووفاته مع رفاقه (راجع مقال الأسبوع الماضي).

قد يرغب خامنئي في الترويج لابنه مجتبى بوصفه خليفة محتملاً. ولكن في حين لا يوجد قانون محدد يحظر صراحة الخلافة الوراثية، فإن السياق السياسي والآيديولوجي والتاريخي لإيران يجعل الخطوة مثيرة للجدل للغاية، ومن غير المرجح أن يتم قبولها من دون جدل كبير.

بموجب القانون الإيراني، يتولى النائب الأول للرئيس منصب الرئيس المؤقت، ويجب إجراء انتخابات الرئيس الجديد في غضون 50 يوماً. وفقاً لذلك، تولى النائب الأول للرئيس الإيراني محمد مخبر دور الرئيس المؤقت، بموافقة المرشد خامنئي.

ومن المعروف عن مخبر أنه متشدد ومعروف بموقفه الصارم من الولايات المتحدة وأوروبا، إلى جانب دعمه لـ«حماس» في صراعها مع إسرائيل.

ويتحمل مخبر مسؤوليات كبيرة في العلاقات الخارجية الإيرانية، بما في ذلك إدارة العلاقات مع روسيا؛ إذ سافر إلى موسكو مع كبار مسؤولي الأمن الإيرانيين لتوقيع اتفاقيات بشأن شحنات الأسلحة الجديدة. ولدى مخبر علاقات وثيقة مع المرشد، الذي اختاره شخصياً لرئاسة «ستاد»، وهي إمبراطورية مالية بمليارات الدولارات.

يواجه الرئيس المقبل في إيران العديد من التحديات. الاقتصاد في ضائقة رهيبة، حيث يحلق التضخم. وعلى الصعيد الدولي، لا تحظى إيران بشعبية في الولايات المتحدة أو أوروبا والعديد من دول الشرق الأوسط؛ بسبب دعمها المستمر لميليشياتها وأذرعها المزعزعة للاستقرار في جميع أنحاء المنطقة.

هذا وقت صعب لأي سياسي جديد لتولي السلطة أو السيطرة. ومع ذلك، في إيران، لا تحدد الانتخابات من سيكون الرئيس المقبل أو وزير الخارجية، حيث يتخذ الممسكون بالنظام وهياكل السلطة الأخرى القرارات النهائية. حيث يجب أولاً الموافقة على المرشحين الرئاسيين في إيران من قبل مجلس صيانة الدستور، مما يعني أن المرشحين الذين يحظون بشعبية غالباً ما يتم رفضهم، الأمر الذي يبطل إرادة الشعب الإيراني.

في أثناء مناقشة البدائل المحتملة للرئيس، من المهم ملاحظة أن وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان قُتل ويحتاج إلى استبداله. كان لأمير عبداللهيان علاقات وثيقة بالحرس الثوري، ورثها من علاقته الحميمة بالجنرال قاسم سليماني، ويلام على إنهاء الاتفاق النووي، وكان الشخصَ المكلف من إيران بالتعامل مع زعيم «حماس» إسماعيل هنية.

تم اختيار باقري قاني، نائب أمير عبداللهيان للشؤون السياسية، وزيراً مؤقتاً للخارجية. إنه متشدد آخر مناهض للغرب.

على كلٍّ، نظراً لدور إيران المحوري في الشرق الأوسط وعلاقاتها المتنامية مع روسيا والصين، سيكون للزعيم الجديد تأثير كبير على الشؤون العالمية. ومع ذلك، من المتوقع أن يواصل المرشحون الأكثر احتمالاً للرئاسة ووزارة الخارجية وحتى خليفة المرشد سياسات إيران الحالية. ليس من المتوقع أن يحرر هؤلاء الأفراد المجتمع الإيراني أو يحسّنون العلاقات مع العالم أو مع الولايات المتحدة أو الغرب. إن الوقت لم يحن بعد، ولن يحين إلا بعدما يمر النظام الإيراني بما مر ويمر به النظام السوري.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الخلافة تتقدم على الانتخابات في إيران الخلافة تتقدم على الانتخابات في إيران



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 04:49 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

القسام تعلن قصف مدينة سديروت جنوب إسرائيل برشقة صاروخية
  مصر اليوم - القسام تعلن قصف مدينة سديروت جنوب إسرائيل برشقة صاروخية

GMT 07:54 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F
  مصر اليوم - علاج جيني مبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 11:41 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025
  مصر اليوم - روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025

GMT 07:31 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هارفي ألتر يفوز بجائزة نوبل في علم وظائف الأعضاء لعام 2020

GMT 06:50 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

سيارة"لكزس "LC ترفع شعار التصميم الجريء والسرعة

GMT 01:30 2021 الأربعاء ,24 آذار/ مارس

مرسيدس AMG تستعد لإطلاق الوحش جي تي 73 e

GMT 01:01 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على نور عبد السلام صاحبة صوت "لؤلؤ" الحقيقي

GMT 14:07 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

"التعليم" المصرية ترد على هاشتاج «إلغاء الدراسة»

GMT 05:00 2020 السبت ,05 كانون الأول / ديسمبر

الزمالك يرفض انتقال محمد عواد إلى صفوف سيراميكا

GMT 02:05 2020 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

دعوة شحاتة وأبو ريدة والخطيب و لحضور حفل التكريم

GMT 08:17 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

كلوب يتهم رئيس رابطة الدوري الإنجليزي بالافتقار إلى القيادة

GMT 06:12 2020 السبت ,03 تشرين الأول / أكتوبر

عادات خاطئة تضر العين مع تقدم السن تعرّف عليها

GMT 20:29 2020 الخميس ,01 تشرين الأول / أكتوبر

البورصة المصرية تغلق التعاملات على ارتفاع

GMT 11:27 2020 الإثنين ,06 تموز / يوليو

اقتصاد المغرب سينكمش 13.8% في الربع الثاني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon