توقيت القاهرة المحلي 13:59:10 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بعد فشله في غزة نتنياهو «يتمرجل» على لبنان!

  مصر اليوم -

بعد فشله في غزة نتنياهو «يتمرجل» على لبنان

بقلم - هدي الحسيني

يقول زعيم لبناني مخضرم إن ما يمر به لبنان في خضم الأوضاع الإقليمية الراهنة هو الأخطر منذ نشأ الكيان قبل مائة عام. ويكمل أنه حتى في الحرب الأهلية كانت هناك قوى ضابطة للصراع، وفي أشد الاعتداءات الإسرائيلية، ومنها احتلال بيروت عام 1982 وحرب 2006، كانت هناك قوى كبرى دولية وإقليمية، تضغط على المعتدي لكي يكف ولا يتجاوز خطوطاً معينة ويجبره على الانسحاب، ومن ثم يساهم بالتعويض وإعادة إعمار البلد الصغير. أما اليوم، يقول الزعيم، إن دولة «حزب الله» اللبنانية الفاشلة المفلسة ستواجه العدوان الإسرائيلي إذا ما حدث بمفردها، ولن تجد حليفاً أو سنداً يدافع عن البلد ويعين أهله، ما خلا بروباغاندا الممانعة التي تتغنى بوهم الدعم الإيراني.

وفي هذا السياق شهد لبنان في الآونة الأخيرة تحركات دولية مكثفة ابتداء من زيارة المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين الشهر الماضي إلى اجتماعات المسؤولين الفرنسيين ومنهم برنار أيمييه مدير الاستخبارات العامة الفرنسية، ثم جاءت زيارة وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا عدا عن التحركات المستمرة للدول الخماسية.

وقد نقلت أوساط فرنسية مطلعة أن اجتماع برنار أيمييه مع الرئيس نبيه بري كان بلا قفازات بروتوكولية وفجاً، أبلغ فيه المسؤول الفرنسي عن معلومات لديه عن خطر داهم على لبنان لا محال من جراء ما يحدث في غزة. وقال أيمييه للرئيس بري إن إسرائيل تمر بأزمة وجودية حقيقية وبنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي فقد توازنه بسبب عجزه عن تحقيق ما وعد شعبه به من القضاء على «حماس» وتحرير الرهائن، وهو يحتاج إلى تحقيق إنجاز نوعي يعود بعده إلى الإسرائيليين لإعادة الثقة ورفع المعنويات، وبحسب أيمييه سيكون هذا الإنجاز في لبنان. فالمعلومات الفرنسية تقول إن إسرائيل ستتوصل في نهاية المطاف إلى وقف إطلاق نار شبه مستدام مع «حماس» وتحرير المزيد من الرهائن، وسيتجه بعدها نتنياهو إلى الضغط تفاوضياً وإذا لم ينجح فعسكرياً، لإبعاد «حزب الله» عن حدوده الشمالية مسافة 50 كيلومتراً. وبحسب أوساط أيمييه فإن نتنياهو سيغلق نافذة التفاوض سريعاً ليقوم بمغامرة عسكرية على لبنان جرى التخطيط لها منذ زمن وأطلق عليها اسم «الشبح»، وهي حرب خاطفة شديدة التدمير والقتل. لذلك أخبر أيمييه المسؤولين اللبنانيين بأن عليهم استباق الأحداث المقبلة، وسحب البساط من تحت قدمي نتنياهو بالانسحاب الطوعي الفوري لجميع المسلحين ما عدا الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل، وذلك شمالاً حتى جسر الأولي على مدخل مدينة صيدا، وعندها فقط بالإمكان أن تحشد فرنسا معارضة دولية لأي عدوان إسرائيلي مرتقب. ورغم عدم صدور أي تعليق أو بيان للرئيس بري عن اجتماعه بأيمييه فإن مصادر مقربة منه قالت إنه ألغى جميع مواعيده لذلك النهار.

وراء الكواليس هناك مسعى خماسي تقوده قطر يدعو إلى جعل جنوب لبنان وضمناً مزارع شبعا وتلال كفرشوبا منطقة منزوعة السلاح تكون السلطة فيها للجيش اللبناني واليونيفيل معززة بفرقة من الجيش الفرنسي وأخرى من الجيش الأميركي، على أن يتم البت فيما بعد بملكية مزارع شبعا والمتنازع عليها بين لبنان وسوريا. ويبقى أن نجاح هذا المسعى هو بيد إيران التي هي الآمر الناهي فيما يقدم عليه «حزب الله»، ومرة أخرى تثبت إيران تفوقها بلعبة الشطرنج، وما أدراك ما هي لعبة الشطرنج التي تمارسها إيران على الساحة اللبنانية وتنطلق لتغطي مناطق متفرقة في العالم بانتظار أن تصل إلى الشواطئ الأميركية، حيث ثبت أن صناعة المخدرات وإنتاج الكابتاغون مهمان لإيران، لأن بيع هذه «الحبوب» يقلل من العبء المالي على الخزانة الإيرانية لتمويل وكلائها.

الإيرانيون سعداء جداً للسوريين لإنتاج المخدرات وبيعها لأنه كلما زادت قدرتهم (النظام) على كسب المال، زاد المال الذي يمكن أن يجنيه وكلاء إيران، وقلت واجبات إيران على مساعدتهم مالياً. وهذه قضية مهمة جداً بالنسبة إلى إيران في الوقت الحالي لأنها تخضع لعقوبات هائلة من الولايات المتحدة وبلدان أخرى.

الكابتاغون صنع في الأصل في ألمانيا الغربية في الستينات وصارت الحبوب المنتجة اليوم، ملقبة بـ«كوكايين الرجل الفقير».

لكن المحللين يقولون إن عمليات التصدير من الأراضي السورية لن تكون ممكنة من دون المشاركة الصريحة للميليشيات التي ترعاها إيران؛ الميليشيات نفسها التي هاجمت القوات الأميركية والقوات المتحالفة المتمركزة في شمال العراق وسوريا منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل و«حماس». تقود الميليشيات الحدود السورية وتسيطر عليها وتحافظ على حكم دمشق واقفاً في مواجهة العقوبات والعزلة الدولية. صار معروفاً أن هذه الميليشيات تلعب دوراً في فرض الضرائب وتوفير حماية محدودة على جهود الاتجار بالكابتاغون، فضلاً عن توفير الحماية لعمليات الإنتاج الصغيرة النطاق في جنوب سوريا.

قد يكون من المفيد أيضاً شن اشتباكات عنيفة ضد بلدان العبور والمقصد المجاورة وإرسال رسالة تخويف إلى الأصحاب مثل الحكومة الأردنية كما حصل يوم الاثنين الماضي.

ويقدر الخبراء أن مشروع كابتاغون المثمر يساوي ثلاثة أضعاف التجارة المشتركة لكارتلات المخدرات المكسيكية، التي تجلب حوالي ستة إلى ثمانية مليارات دولار سنوياً، ويذهب جزء بارز منها إلى الأجنحة المسلحة المدعومة من إيران لتعزيز سيطرتها الإقليمية وترسانات الأسلحة.

ويؤكد العديد من الخبراء أن إعادة انخراط بعض الدول مؤخراً مع الأنظمة المنبوذة تستند في المقام الأول إلى الطوارئ المتمثلة في أن هذه الدول، في المقابل، ستعلق إنتاج الكابتاغون الذي يغمر دولها حالياً.

وتم تحديد أن «حزب الله» له علاقة قوية بتجارة الكابتاغون، وإجراء عمليات إنتاج صغيرة النطاق في سلسلة جبال القلمون وتسهيل عمليات الاتجار الواسعة النطاق من سوريا عبر الموانئ اللبنانية مثل بيروت وطرابلس.

وتشير سجلات مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) إلى أن السلطات الروحية العليا في «حزب الله» تبرر التعامل مع المخدرات على أنه «مقبول أخلاقياً إذا تم بيع المخدرات إلى الكفار الغربيين».

ضمن هذا الإطار، ما هو التهديد الذي يشكله هذا على الولايات المتحدة، وماذا تفعل واشنطن حيال ذلك؟

ويطالب المراقبون مع توسع التجارة وتطورها، سيكون من المهم أن تواصل الولايات المتحدة بناء جهود المساءلة، وتسليط الضوء على ما يتورط فيه الأفراد، وفرض عقوبات وتدابير عقابية عند الضرورة.

في حين أن المتاجرين بالكابتاغون قد أجروا مضبوطات واسعة النطاق ومتطورة وصلت إلى بلدان مثل ألمانيا وماليزيا، إلا أنهم لم يبنوا بعد الشبكة الإجرامية العابرة للحدود الوطنية المطلوبة لإجراء شحنات منتظمة يمكن أن تحفز الطلب في أماكن مثل الولايات المتحدة. والاعتقاد أننا قد نرى الوجود المتزايد للحبوب في أوروبا قبل أن نراه في الولايات المتحدة.

وسط هذه الشبكات نرى لبنان سجيناً مع أمل أن يرى المنفذ، قبل أن يطبق عليه الأسوأ.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بعد فشله في غزة نتنياهو «يتمرجل» على لبنان بعد فشله في غزة نتنياهو «يتمرجل» على لبنان



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 13:13 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

نظام غذائي مستلهم من الصيام لتحسين صحة الكلى
  مصر اليوم - نظام غذائي مستلهم من الصيام لتحسين صحة الكلى

GMT 11:17 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

رامي صبري يُعلق على حفلته في كندا
  مصر اليوم - رامي صبري يُعلق على حفلته في كندا

GMT 23:37 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

هاريس تتعهد بالعمل على إنهاء الحرب في الشرق الأوسط
  مصر اليوم - هاريس تتعهد بالعمل على إنهاء الحرب في الشرق الأوسط

GMT 08:11 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

هيفاء وهبي بإطلالات متنوعة ومبدعة تخطف الأنظار

GMT 21:04 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

فيسبوك يوسع نطاق خدمة الأخبار المحلية

GMT 03:12 2018 الخميس ,22 آذار/ مارس

عمرو عمارة يعلن عن أسباب تسوس الأسنان

GMT 11:40 2018 الأربعاء ,21 آذار/ مارس

"زيزو" ينفي وجود أي مفاوضات للتجديد للبدري

GMT 09:34 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

الألواح الملوّنة يمكنها توفير %20 من الطاقة للمباني

GMT 13:43 2017 الأحد ,31 كانون الأول / ديسمبر

فلكي مصري يتنبأ بنتيجة الانتخابات الرئاسية المقبلة

GMT 04:16 2016 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

إيساف ومحمد رشاد يكشفان جديدهما في "سنة تانية غنا"

GMT 02:26 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

عقار جديد لفقدان الوزن بنفس فعالية حمية أتكينز

GMT 07:55 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن محور الحفلة الدولية لـ " Met Gala "

GMT 07:39 2022 السبت ,01 تشرين الأول / أكتوبر

الخطيب يتابع كولر بحضوره المران للأهلي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon