توقيت القاهرة المحلي 18:31:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

دور لإيران في الصراع بين أرمينيا وأذربيجان!

  مصر اليوم -

دور لإيران في الصراع بين أرمينيا وأذربيجان

بقلم:هدى الحسيني

ما أروع المرأة عندما تغضب. على مدى الأسابيع الثمانية الماضية، قتل النظام الإيراني أكثر من 300 متظاهرة ومتظاهر، وسجن ما يقرب من 15000 وهدد بإعدام مئات آخرين، ومع ذلك لن يتم إسكات النساء الإيرانيات. شعار طالبات الجامعات: «أنا امرأة حرة».
شابات صغيرات يدعمهن شبان من أعمارهن دفعن المتشددين الإيرانيين إلى حث القضاء في البلاد على «إظهار عدم التساهل» مع المحتجين، وظل الآلاف في جميع أنحاء البلاد يواصلون احتجاجاتهم، ويرددون بشجاعة: «نحن نُظهر شعرنا ونرقص ونغنّي، وكل هذه الأنشطة ممنوعة في إيران علينا فقط لأننا فتيات. نحن نخرق كل القوانين التمييزية كل يوم. نحن نجازف بحياتنا ولكننا نعلم أن الحرية ليست مجانية. علينا أن نقاتل من أجلها».
من الواضح أن الأحداث المهمة التي تشهدها المنطقة مرتبطة بشكل أساسي بالنظام الإيراني، والتشكيك في هذا ما هو إلا جهل أو تضليل بدور النظام الحقيقي الذي هو تدميري بامتياز، وعن قصد، ولم يعد خافياً على أي إنسان موضوعي مدى الفوضى والانهيار السياسي والاقتصادي والاجتماعي لكل دولة سيطر عليها الملالي عبر أذرعهم المسمومة، محققين ما لم تستطع دولة إسرائيل تحقيقه على مدى أكثر من سبعة عقود من الصراع مع العرب، وما لبنان والعراق سوى مثالين حيين على هذا. وإذا كان البعض يبرر انهيار الدولتين لأسباب لا تمتّ لإيران بِصلة فهذا البعض حتماً مخطئ... لماذا؟ دعونا نستعرض أحداثاً في مناطق أخرى بعض منها لا يعلمه الكثيرون كانت إيران محورها:
مثلاً مساء الثلاثاء ضربت الولايات المتحدة شحنة وقود إيرانية كانت في طريقها إلى لبنان على الحدود السورية مع العراق. تقارير تفيد بأن أكثر من 30 شخصاً، معظمهم من سائقي الشاحنات المدنيين، قُتلوا. وفي 14 أغسطس (آب) المنصرم شنّت إسرائيل 8 طلعات جوية على مدى ساعتين استهدفت مطار دمشق الدولي الذي أُخرج من الخدمة، ومعسكراً لـ«الحرس الثوري» الإيراني في ضواحي دمشق، ومصنعاً للصواريخ في قرية أبو عفصة القريبة من ميناء طرطوس، ومعسكراً آخر لـ«الحرس الثوري» بالقرب من قاعدة حميميم، حيث توجد القوات الروسية. وقد صرح حينها ناطق باسم الجيش الإسرائيلي بأن الغارات دمَّرت مصنعاً كبيراً للصواريخ كان يحتوي على ما يزيد على ألف صاروخ، وقد أثبت كلامه بتسجيل مصور لعملية القصف وصور بالأقمار الصناعية تُظهر مكان المصنع قبل وبعد هذا القصف. وقد توالت الضربات الإسرائيلية إلى أن صرح ناطق باسم الجيش الإسرائيلي في 26 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي بأن 90 في المائة من قدرات إيران العسكرية في سوريا قد تم تدميرها بالكامل. ولم يصدر أي تعليق إيراني على عدوان إسرائيل، وساد صمت أهل الكهف عند «حزب الله» الذي هدد أمينه العام يوماً بأنه لن يقف مكتوف اليدين إذا اعتدت إسرائيل على سوريا. وهكذا أصبح جلياً أن الأمر العسكري هو لإسرائيل وليس لإيران كما تبجح بعض المدعين من الملالي سابقاً، وقد أسهم في ذلك الانكفاء الروسي عن سوريا بسبب حرب أوكرانيا.
من جهة أخرى أقحمت إيران نفسها في النزاع الأذربيجاني الأرميني على منطقة ناغورنو كاراباخ الذي ساندت فيه أرمينيا ضد الآذاريين الذين من المفترض أنهم يرتبطون بهم دينياً وثقافياً وعائلياً. وقد عجز المحللون عن إيجاد تفسير منطقي للموقف الإيراني هذا خصوصاً أن حدود إيران مع أذربيجان طولها 700 كيلومتر ويصعب السيطرة عليها في حالة نزاع البلدين. وقد أدى هذا الموقف الإيراني إلى تثبيت إسرائيل وجودها القوي في أذربيجان، حيث تم تسليح وتدريب الجيش الآذاري ما أدى إلى هزيمة مُذِلّة لأرمينيا وحلفائها واستعادت أذربيجان جزءاً كبيراً من منطقة ناغورنو كاراباخ. وقامت إيران بعد ذلك بمناورات عسكرية واسعة في منطقة الحدود وأرسلت طهران 25 ألف مقاتل من «فيلق القدس» (أي ثلث جنود الحرس) للتمركز على طول الحدود. وأدى هذا إلى تصاعد التوتر بين البلدين ولكن أيضاً إلى مزيد من التقارب مع إسرائيل. وقد أكد الرئيس الآذاري إلهامي حيدر علييف، عند استقبال وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، في 3 أكتوبر الماضي أن أذربيجان بالتعاون مع الدول الصديقة مثل إسرائيل ستضع حداً لغطرسة إيران وستكشف هشاشة قوتها.
وفي الوقت الذي حصلت فيه انتفاضة شعبية عارمة ضد نظام الملالي، والتي كان مقتل الشابة مهسا أميني على أيدي رجال الشرطة، الشرارة التي أشعلتها ولا تزال، وفيما يظهر كأنه هروب من أزمته الداخلية، شن «الحرس الثوري» فجأة في 28 أكتوبر عدداً من الغارات بواسطة المسيّرات على كردستان أوقعت دماراً في مناطق مأهولة بالسكان العزل. وفي الأول من شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي تسربت معلومات عن اجتماع عُقد بين وفد كردي رفيع مع مسؤولين من وزارة الدفاع الإسرائيلية والموساد في إحدى ضواحي لندن، وتم الاتفاق على تزويد كردستان بشبكة صواريخ متطورة لصد غارات المسيّرات الإيرانية. وسيتم نصب الشبكة في فترة وجيزة ويقوم الإسرائيليون بتشغيلها إلى حين تدريب الأكراد. ومن المرجح أن شبكة الدفاع ضد المسيّرات العسكرية ستؤدي إلى شبكات من العلاقات السياسية والتجارية والصناعية والثقافية بين كردستان وإسرائيل والتي كانت حتى الآن محدودة وخجولة.
وحتى في أفغانستان التي لديها حدود مع إيران طولها نحو 540 كلم، قامت وحدات من «الحرس الثوري» بعدد من العمليات ضد الجيش الأفغاني الذي يأتمر من «طالبان»، وذلك بادعاء منع تهريب المخدرات ووقف نزوح السكان إلى إيران، وقد رد الأفغان بعنف على التحرشات الإيرانية، وأدى هذا إلى زيارة مساعد وزير خارجية إيران لكابل لتهدئة الأمور. إلا أن التوتر لا يزال قائماً بين الدولتين وأسباب الانفجار كثيرة ليس أقلها الصراعات المذهبية والقبلية، مما يزرع الشك والريبة لدى الأفغان من أطماع إيران. وتقول مصادر إن هناك وساطة قائمة للتقارب بين «طالبان» وإسرائيل وإن اعترافاً دولياً بـ«طالبان» سيكون نتيجة لهذا التقارب.
ومساء الثلاثاء كشف تقرير لـ«سكاي نيوز» أن إيران رمت بكلّيتها تحت العجلات الروسية، إذ ذكر التقرير عن مصدر أمني قوله إن روسيا نقلت 140 مليون يورو نقداً، وعدداً من الأسلحة والذخائر البريطانية والأميركية، التي سقطت بيدهم في أوكرانيا، إلى إيران، مقابل العشرات من الطائرات الانتحارية من دون طيار التي استُخدمت مؤخراً ضد أهداف أوكرانية. وأشار إلى أن طائرة عسكرية روسية، نقلت الأموال النقدية وثلاثة نماذج من الذخيرة سراً.
وشدد المصدر على أن «الحرس الثوري» بمقدوره الآن دراسة التكنولوجيا الغربية، وربما استنساخها، ومن المحتمل إجراء هندسة عكسية لها واستخدامها في حروب مستقبلية. ولفت إلى أن روسيا حصلت من إيران، مقابل الصفقة السرية، على 160 طائرة من دون طيار، بما فيها 100 من طراز «شاهد» الانتحارية، التي تنفجر قبل الاصطدام.
كما أشار إلى وجود اتفاق إيراني - روسي على صفقة طائرات أخرى بقيمة 200 مليون يورو.
ويقول صحافي بريطاني: «أستطيع أن أؤكد أنني رأيت وصوّرت في مجمع زابوريجيا النووي طائرة من دون طيار واحدة على الأقل تم تسليمها مؤخراً. إن التواطؤ بين إيران وروسيا واضح وضوح الشمس. أولئك الذين لا يريدون رؤيته هم إما غير مسؤولين وإما شركاء في هذه الفعلة».
وقال مسؤولو استخبارات عسكرية إن بعض أجزاء الطائرات المسيّرة الإيرانية التي تم إسقاطها تم تصنيعها بعد الاجتياح الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير (شباط)، لذلك بدأت إيران بتزويد روسيا بطائرات من دون طيار بعد الاجتياح.
تلعب إيران على الكبير، لكنّ الشعب الإيراني مشغول بإسماع صوته وتمرده للعالم ورجال الدين العجائز المتصلبين وكذلك «الحرس الثوري». تحتقر القيادة الإيرانية شعبها، لا تريد أن تُصغي إلى مشاعره، داستْ منذ زمن على هذه المشاعر والتطلعات على اعتقاد منها أن كل مفاتيح اللعبة بيدها وليفعل الشعب ما يريد ما دام أسير أبواب أغلقتها بإحكام وتستطيع أن تقتل هذا الشعب بالتقسيط وتحقق ما تريد، فدماء الشباب دافئة لا تحرق القيادة إطلاقاً، وهذا ما يريحها على المدى القصير. ما يحيّر القيادة هو من أي صنف هم هؤلاء الشباب؟ لا الدماء تُخيفهم ولا السجون ترمي بعتمتها عليهم، لا بد أنهم مستمرون، والاستمرار يعني الوصول إلى آخر الطريق وجرفهم كل شيء في طريقهم، والقيادة بين الكل شيء.
لسوء الحظ، أتقن الملالي في إيران آلة الزمن الحديثة بطريقة خاطئة، فكل ما يلمسونه يعود بالزمن إلى الوراء. مساء الثلاثاء هددت السلطات الإيرانية بـ«التعامل» مع فريق كرة القدم المائية في البلاد بعد أن قلد اللاعبون قص شعورهم تضامناً مع المتظاهرين المناهضين للحكومة.
وانتشر الأسبوع الماضي فيديو من حي سادات آباد في طهران يُظهر الباسيج (القوات شبه العسكرية) والوحدات الخاصة من الشرطة الإيرانية يقاتل بعضها بعضاً! بدأ القتال بعد أن أطلق الباسيج عبوة غاز مسيّل للدموع على حشد من قوات الشرطة عن طريق الخطأ! كم أن فعلك كبير يا مهسا أميني، تغلبتِ على صمت القبور، وها هو وزير الأمن الإيراني يهدد المحتجين: أعمالكم لن تمر من دون رد.
لأنهم المستقبل، علينا أن نقف معهم ونكتب عنهم.
المستغرب أن محكمة الثورة الإسلامية تتهم المتظاهرين بـ«شن الحرب على الله»! احتجاجاً على النظام.
يستخدم الإيرانيون الفن للاحتجاج على نظام الملالي في إيران. ويتفرج المارة على ملصقات الاحتجاج التي تتدلى من الجسور في جميع أنحاء المدن الإيرانية هذه الأيام.
في كل مكان تقول إيران تحضر أمامك صور القتلى والجرحى والمساجين. والقتلة بعد الآن لن يستطيعوا التجول بحرية، إذ استباح المتظاهرون السلميون العمائم التي من المفروض أن تكون حمائم سلام!
في النهاية، لهذا الأسبوع، صار واضحاً الدور الإيراني في المنطقة الذي يسهم بشكل مريب في خدمة المصالح المعادية للعرب، وهو لا يختلف عن دور نظام الشاه محمد رضا بهلوي الذي عرفنا كيف بدأت الثورة ضده وكيف أنهته.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دور لإيران في الصراع بين أرمينيا وأذربيجان دور لإيران في الصراع بين أرمينيا وأذربيجان



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 04:49 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

القسام تعلن قصف مدينة سديروت جنوب إسرائيل برشقة صاروخية
  مصر اليوم - القسام تعلن قصف مدينة سديروت جنوب إسرائيل برشقة صاروخية

GMT 07:54 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F
  مصر اليوم - علاج جيني مبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 11:41 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025
  مصر اليوم - روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025

GMT 07:31 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هارفي ألتر يفوز بجائزة نوبل في علم وظائف الأعضاء لعام 2020

GMT 06:50 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

سيارة"لكزس "LC ترفع شعار التصميم الجريء والسرعة

GMT 01:30 2021 الأربعاء ,24 آذار/ مارس

مرسيدس AMG تستعد لإطلاق الوحش جي تي 73 e

GMT 01:01 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على نور عبد السلام صاحبة صوت "لؤلؤ" الحقيقي

GMT 14:07 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

"التعليم" المصرية ترد على هاشتاج «إلغاء الدراسة»

GMT 05:00 2020 السبت ,05 كانون الأول / ديسمبر

الزمالك يرفض انتقال محمد عواد إلى صفوف سيراميكا

GMT 02:05 2020 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

دعوة شحاتة وأبو ريدة والخطيب و لحضور حفل التكريم

GMT 08:17 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

كلوب يتهم رئيس رابطة الدوري الإنجليزي بالافتقار إلى القيادة

GMT 06:12 2020 السبت ,03 تشرين الأول / أكتوبر

عادات خاطئة تضر العين مع تقدم السن تعرّف عليها

GMT 20:29 2020 الخميس ,01 تشرين الأول / أكتوبر

البورصة المصرية تغلق التعاملات على ارتفاع

GMT 11:27 2020 الإثنين ,06 تموز / يوليو

اقتصاد المغرب سينكمش 13.8% في الربع الثاني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon