توقيت القاهرة المحلي 06:15:04 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مصارف لبنان في أزمة و«القرض الحسن» يصعد إلى الجبل!

  مصر اليوم -

مصارف لبنان في أزمة و«القرض الحسن» يصعد إلى الجبل

بقلم - هدي الحسيني

في إطلالته الأخيرة الأربعاء الماضي، وبنبرة عالية أشبه بالصراخ، قال حسن نصر الله، إن من يدّعي أن إيران تعاني من مشاكل هو لا يعلم شيئاً، مع العلم أن العملة الإيرانية تدهورت مع استمرار العقوبات. انخفض الريال إلى مستوى قياسي جديد عند 501.300 مقابل الدولار الأميركي. لكن نصر الله قال «وأنا أقول لكم إن الجمهورية الإسلامية أقوى وأفضل من أي يوم مضى». تزامن خطاب نصر الله مع الذكرى السنوية الـ44 للثورة الإيرانية، كما جاء في الوقت الذي أشعل فيه الشعب الإيراني لوحات إعلانية حكومية تحيي الذكرى وهتف من أسطح المنازل ضد المرشد. ذلك اليوم سار مسؤولو النظام في طهران بمن في ذلك القائد العام للحرس الثوري الإيراني حسين سلامي، وأبناء المرشد مجتبى، مصطفى، ومسعود والرئيس السابق حسن روحاني. وعودة إلى قول نصر الله الذي يعني في الواقع أن لدى إيران مشاكل كبيرة، وبالتالي هو وحزبه في أزمة. فالقوي لا يتبجَّح بقوته بل يمارسها عندما يُعتدى عليه ويُستفز، وها نحن نرى اعتداءات عديدة آخرها في العمق الإيراني دمَّرت فيه مسيرات إسرائيلية منشآت عسكرية بالقرب من مفاعل نطنز انطلقت من أذربيجان، ولم يحرك نظام الملالي «القوي» ساكناً. كما نشهد الغارات شبه اليومية التي تستهدف معسكرات الحرس الثوري و«حزب الله» في سوريا، آخرها كان يوم السبت الماضي، وقد تجاهلها الإعلام الإيراني وأبواق الممانعة التابعة له. وللفت نظرهم فقط، فقد استهدف الطيران الإسرائيلي مواقع إيرانية في محافظات سورية عدة، منها دمشق، منطقة كفر سوسة، ريف دمشق، منطقة السيدة زينب، محافظة السويداء، منطقة شهبا. واستهدفت ‏الضربة على دمشق بناءً كان يُعقد فيه اجتماع بين قادة من «حزب الله»، مع وفد إيراني من الحرس الثوري، ربما لمناقشة دور زعيم «القاعدة» الفعلي، الذي قال تقرير للأمم المتحدة، إنه في استضافة إيران، وأكدت ذلك وزارة الخارجية الأميركية، وقال التقرير إن محمد سيف العدل كان يعطي أوامر لتنظيم «حراس الدين» التابع لتنظيم القاعدة، والذي لا يزال يطمح إلى مهاجمة الغرب، يجتمعون ضاربين بسيادة سوريا عرض الحائط.
مما لا شكً فيه أن الجمهورية الإسلامية تنزلق نحو العداء مع المجتمع الدولي الغربي. ففي زيارة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى المملكة المتحدة ألقى خطاباً أمام مجلس العموم. وقال، إن بلاده تتلقى الضربات من المسيرات الإيرانية الإرهابية. وفي مؤتمر ميونيخ للأمن والتعاون الأسبوع الماضي، عبرت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس عن قلقها من الإرهاب المتفلت الذي تمارسه إيران، وكان لوحظ ما يحدث لأول مرة ‏في ذلك المؤتمر الذي تأسس عام 1963، والذي يحضره زعماء العالم بما فيهم الدول العربية، تمت دعوة كل من الأمير رضا الثاني بهلوي والصحافية المعارضة مسيح علي نجاد كممثلين عن إيران. وتم تجاهل نظام الملالي لارتكابه القمع ضد شعبه... ويوم السبت الماضي أعلن ناطق باسم الشرطة البريطانية أنه تم إبطال 15 عملية إرهاب، خطط لها ومولها النظام في طهران؛ مما دفع بمؤسسات إعلامية إيرانية معارضة إلى نقل مكاتبها إلى الولايات المتحدة، فالكلام عن اتفاق نووي أو تقارب إيراني أوروبي مصلحي من أجل موارد الطاقة لم يكن الوصول إليه أبعد مما هو اليوم.
في خطاب أمين عام «حزب الله» يوم الأربعاء الماضي، رفع إصبعه الشهير وهدَّد الولايات المتحدة وإسرائيل بزلزلة الأرض من تحت أقدامهما، إذا استمر حصار لبنان وتجويع شعبه وهو يعلم جيداً أن لا قيمة لتهديداته، التي لن تقلق الولايات المتحدة ولا إسرائيل. فصواريخ «حزب الله» الذكية بإمكانها إلحاق ضرر كبير بإسرائيل، إلا أن إطلاقها هو لمرة واحدة يتبعها رد إسرائيلي شامل مدمر للبنان، لينهي قاعدة إيران المتقدمة على المتوسط، والجمهورية الإسلامية لن تسمح باستعمال هذه الورقة إلا في حالة تعرضها لهجوم وجودي، وعليه يبقى كلام حسن نصر الله للاستهلاك المحلي الشعبوي، ولتوجيه أنظار بيئته إلى أميركا وإسرائيل كسبب لأزمتهم المعيشية البائسة المذلة.
نصر الله «الخائف على لبنان» لم يتحدث عن الأضرار التي ارتكبها حزبه ضد لبنان، وآخرها «القرض الحسن» الذي يشكل خطراً على لبنان ليس بمعنى المنافسة، إنما خطر لأنه يسمح بمعاملات مالية غير مرخصة، وبالتالي غير قانونية وهذا يضر بسمعة النظام المالي اللبناني، الذي ليس باستطاعته منع هكذا مؤسسات. وهناك خطر انهيار هذه المؤسسات مما يوثر على الاقتصاد، تماماً مثل حالة الريان في مصر.
يقول لي مصرفي خبير: يدّعي القرض الحسن أنه يعمل بنظام البنوك الإسلامية، يأخذ مال الناس كوديعة وبعد ذلك يقرض لأصحاب مشاريع منتجة يشاركها بالربح، ولكن القرض الحسن لا يمر في النظام المالي اللبناني ولا العالمي؛ لأن هناك عقوبات عليه ويُخشى أن يتم تجميد ماله، إذن هو أمر غريب عجيب من الناحية العملية عدا عن أنه مريب؛ لأنني لا أعلم أين هي المشاريع الناجحة في بلدان مثل لبنان وسوريا واليمن؟
لكن لن يجرؤ أحد على مواجهته عندما يتعثر، وقد وصل الآن إلى الجبل. وعلمنا قصصاً كثيرة عن أخذه إيداعات الناس من دون أن يردها. ولن ننسى «اقتصاد» الكبتاغون ونترات الأمونيوم (يتردد أن الحزب نجح في «قبع» التحقيق في تفجير المرفأ وبيروت).
لكن... كيف تسمح أميركا له بالتعامل بالدولار؟ أسأل:
هو يتعامل بالنقد، أي كاش، ولا قدرة لأميركا أن تمنعه، بابلو اسكوبار ملك تجار المخدرات السابق كان يخّزن ملايين الدولارات من بيع المخدرات ولم تستطع أميركا منعه... ولكن أميركا تمنع أي حوالة أن تتم بالدولار ليس للحزب ومنتسبيه والشركات التابعة له فقط، بل تفرض عقوبات على أي مؤسسة مالية تسمح بتمرير أي معاملة، حتى لو بالخطأ تعود إلى الحزب.
في جميع الأحوال، فإن لبنان أصبح وبكل وضوح لا يعدو عن كونه ورقة بيد إيران تستعملها لصالحها، ولا اعتبار فيها لمصلحة الغالبية من اللبنانيين الذين فقدوا حداً أدنى من سبل الحياة والاستقرار، منذ أن أصبح بلدهم تحت إمرة ذراع الحرس الثوري اللبناني «حزب الله». إلا أن ممسك ورقة لبنان الحقيقي، أي إيران، يفقد السيطرة تدريجياً لتكاثر مشاكله، والعداء الغربي له، الذي أصبح علنياً وفوق السطح، ولهذا فإن البلد الصغير لبنان سيدخل في مخاض طويل سينتهي من بعده تسلط «حزب الله» وجبروته.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصارف لبنان في أزمة و«القرض الحسن» يصعد إلى الجبل مصارف لبنان في أزمة و«القرض الحسن» يصعد إلى الجبل



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon