توقيت القاهرة المحلي 05:04:16 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ويليام بيرنز يكشف عن تعاون استخباراتي بين أميركا والصين!

  مصر اليوم -

ويليام بيرنز يكشف عن تعاون استخباراتي بين أميركا والصين

بقلم - هدي الحسيني

في الأول من هذا الشهر (يوليو «تموز») ألقى ويليام بيرنز، مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، المحاضرة السنوية التاسعة والخمسين في مؤسسة ديتشلي المرموقة في إنجلترا. وبيرنز دبلوماسي منذ فترة طويلة، عمل سفيراً في الأردن وبعد ذلك في روسيا، كما شغل منصب نائب وزير الخارجية. قال بيرنز في بدء المحاضرة: «نحن، كما يذكرنا الرئيس جو بايدن عند نقطة انعطاف. انتهت حقبة ما بعد الحرب الباردة بالتأكيد. مهمتنا هي تشكيل ما سيأتي بعد ذلك - الاستثمار في نقاط قوتنا التأسيسية، والعمل في قضية مشتركة مع شبكتنا التي لا مثيل لها من التحالفات والشراكات - لنترك للأجيال القادمة، عالماً أكثر حرية وانفتاحاً وأماناً وازدهاراً. هذا أمر طويل جداً».

وتحدث بيرنز قليلاً عن أنشطته السابقة. وأخبر جمهور ديتشلي أنه في عام 2004، عندما كان مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى، تعاونّا مع الدبلوماسيين البريطانيين وضباط الاستخبارات لإقناع الرئيس الليبي آنذاك معمر القذافي بالخروج من أعمال الإرهاب والتخلي عن برنامجه النووي البدائي، كانت (مغامرة مملوءة بالاجتماعات الغريبة في منتصف الليل في وسط الصحراء مع القذافي، الذي حتى يومنا هذا يبقى أغرب زعيم التقيته).

في عام 2008، وبصفته سفير الرئيس جورج دبليو بوش في موسكو، كتب إلى وزيرة الخارجية آنذاك كوندوليزا رايس قائلاً: «إن الدخول الأوكراني إلى حلف شمال الأطلسي هو أبرز الخطوط الحمر للنخبة الروسية (وليس فقط الرئيس الروسي فلاديمير بوتين)، لم أجد بعد أي شخص ينظر إلى أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي على أنها أي شيء آخر غير التحدي المباشر للمصالح الروسية».

في عام 2013، وبصفته نائب وزير خارجية الرئيس السابق باراك أوباما، بدأ محادثات سرية مع إيران في عمان، ما ساعد على التوصل في نهاية المطاف إلى الاتفاق النووي بين الولايات المتحدة وإيران عام 2015. في أغسطس (آب) 2021، التقى بيرنز سراً في كابل مع قيادة «طالبان»، الذين كانوا القادة الفعليين الجدد لأفغانستان لإجراء محادثات.

ويذكر مقرب من بيرنز مقابلة أجريت معه في مارس (آذار) 2019، بينما كان رئيساً لمؤسسة «كارنيغي للسلام الدولي»؛ إذ أظهر واقعيته بوضوح عندما قال: «لا توجد فرصة إطلاقاً في المستقبل المنظور كي ينزع كيم جونغ أون رئيس كوريا الشمالية، السلاح النووي بالكامل. أعتقد أنه يرى أن استمرار حيازة الأسلحة النووية والصواريخ المتطورة أمر ضروري لأمنه ولبقاء نظامه. لذلك، فإن السؤال المطروح للدبلوماسيين هو: ما الذي يمكنك القيام به للحد من المخاطر، حتى لو أبقينا - كما الحال معنا - نزع السلاح النووي بالكامل لكوريا الشمالية هدفاً طموحاً؟».

ويذكر أنه في نوفمبر (تشرين الثاني) 2021، قبل ثلاثة أشهر من غزو روسيا أوكرانيا في 24 فبراير (شباط) 2022، أرسل الرئيس بايدن بيرنز إلى موسكو، حيث التقى والسفير الأميركي لدى روسيا آنذاك جون سوليفان بمستشار الأمن القومي لبوتين، نيكولاي باتروشيف. وفي اللقاء كشف بيرنز أن الاستخبارات الأميركية كانت على علم بخطط الغزو الروسي، وأن الغرب سيستجيب بعواقب وخيمة إذا مضت روسيا في خطتها.

في محاضرة ديتشلي، تحدث بيرنز عن بوتين وأوكرانيا قائلاً: «من الخطأ التقليل من تركيز بوتين على السيطرة على أوكرانيا وخياراتها، والتي من دونها، يعتقد أنه من المستحيل على روسيا أن تكون قوة كبرى، أو أن يكون زعيماً روسياً عظيماً. وأضاف: «جلب هذا التركيز المأسوي والوحشي بالفعل العار لروسيا وكشف نقاط ضعفها، وأثار التصميم والعزم المذهلين للشعب الأوكراني».

كما لفت بيرنز الانتباه إلى «لائحة الاتهام اللاذعة لزعيم مجموعة (فاغنر) المتمرد يفغيني بريغوجين (الضارة للكرملين لغزوه أوكرانيا، وسلوك القيادة العسكرية الروسية المشتت أثناء الحرب. سيلعب تأثير تلك الكلمات وتلك الأفعال لبعض الوقت، وهو تذكير حي بالتأثير التآكلي لحرب بوتين على مجتمعه ونظامه».

أن يروي بيرنز مدير وكالة الاستخبارات المركزية هذه الحادثة، فهذا يعني أن الوكالة أو الحكومة الأميركية ستجد دائماً طريقة للاستمرار في تذكير الشعب الروسي بكلمات بريغوجين القائلة بالضبط: «لماذا كانت الحرب؟ الحرب كانت مطلوبة لشويغو (وزير الدفاع الروسي سيرغي) لاستقباله كنجم بطل... احتاجت العشيرة الأوليغارشية التي تحكم روسيا إلى الحرب.

لم يخيب بيرنز سماع الحضور، لا بل كشف كيف استغلت وكالته تلك التصريحات الجريئة وقال: «يخلق السخط فرصة لمرة واحدة في الجيل. لنا في وكالة الاستخبارات المركزية، توافر لنا جهاز استخبارات بشرية. لن نترك الفرصة تضيع. استخدمنا مؤخراً وسائل التواصل الاجتماعي - أول منشور فيديو لنا على (تلغرام) (موقع الويب)، في الواقع كان للسماح للروس الشجعان معرفة كيفية الاتصال بنا بأمان على الويب المظلم. كان لدينا 2.5 مليون مشاهدة في الأسبوع الأول، ونحن منفتحون جداً على العمل».

أما بالنسبة إلى الصين، فقد وصفها بيرنز بأنها «البلد الوحيد الذي لديه نية إعادة تشكيل النظام الدولي، ولديه على نحو متزايد، القوة الاقتصادية والدبلوماسية والعسكرية والتكنولوجية للقيام بذلك».

وأضاف: «نحن ندرس بعناية ما يقوله القادة هناك. لكننا نولي اهتماماً خاصاً لما يفعلونه، وهنا من المستحيل تجاهل قمع الرئيس الصيني شي جينبينغ المتزايد في الداخل وعدوانيته في الخارج، من شراكته بلا حدود مع بوتين إلى تهديداته للسلام والاستقرار في مضيق تايوان، من المستحيل تجاهلها».

ولكن بعد أن رأى بيرنز التهديد المحتمل من بكين، استدرك أنه «في هذا العصر الجديد، تقوم منافستنا على خلفية الترابط الاقتصادي الكثيف والعلاقات التجارية. لقد خدم ذلك بلدينا أميركا والصين، واقتصاداتنا وعالمنا بشكل جيد بشكل ملحوظ - ولكنه خلق أيضاً تبعيات استراتيجية ونقاط ضعف حرجة ومخاطر جسيمة على أمننا وازدهارنا».

لكن بيرنز استمر في التحذير: «ليس لدينا خيار التركيز على خطر سرعة جيوسياسية واحد»، في إشارة إلى الصين.

ونظراً لأن القيادة الأميركية في مجال التكنولوجيا والابتكار قد دعمت الازدهار الاقتصادي والقوة العسكرية الأميركية - وتستثمر الصين بكثافة في التقنيات الناشئة - قال بيرنز إن هذا الحقل سيكون له «بعد مركزي لمنافستنا الاستراتيجية».

ولمواجهة التحدي، قال بيرنز إنه أنشأ أول مركز بعثة عن بلد واحد في وكالة الاستخبارات المركزية، لتنسيق العمل في الصين، في جميع أنحاء الوكالة. وعلى مدى العامين الماضيين، ضاعف أيضاً النسبة المئوية للميزانية الإجمالية التي تدعم أنشطة الصين، وزاد من توظيف وتدريب المزيد من المتحدثين باللغة الصينية (الماندرين).

وبينما يقول ضباط وكالة الاستخبارات المركزية في جميع أنحاء العالم إنهم يزيدون المنافسة مع الصين، قال بيرنز من جهة أخرى: «لقد سعينا أيضاً إلى تعزيز قنوات الاستخبارات بهدوء مع الصين، بما في ذلك من خلال رحلاتي الخاصة. هذه القنوات السرية هي وسيلة مهمة لضمان مكافحة سوء الفهم غير الضروري والاصطدامات غير المقصودة واستكمال ودعم قنوات صنع القرارات السياسية».

كم يصبح وجه جهاز الاستخبارات جميلاً عندما يتولاه دبلوماسي مثقف ولديه رؤية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ويليام بيرنز يكشف عن تعاون استخباراتي بين أميركا والصين ويليام بيرنز يكشف عن تعاون استخباراتي بين أميركا والصين



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon