بقلم - منى بوسمرة
البشائر تتوالى في وطن التفاؤل والمثابرة والإرادة القوية، تزفها قيادة طوّعت بفكرها الاستباقي، وإدارتها الاستثنائية، ورؤيتها الشاملة، الأزمات لتحولها إلى فرص ذهبية ثمينة، وإلى محركات لمضاعفة التنمية والنمو الاقتصادي، والمضي بخطوات واسعة نحو تحقيق الأولويات الاقتصادية للدولة.
البشرى التي أبهج بها محمد بن راشد القلوب أمس، بتأكيده أن «انطلاقتنا بعد كوفيد قوية.. ونمونا الاقتصادي تصاعدي.. وابتعادنا عن الاعتماد على النفط يصل لمرحلة الاستدامة»، تستند إلى أرقام قياسية تفوق كل التوقعات، وتتفوق عالمياً في اقتصاد وطني أثبت أقصى درجات المرونة والكفاءة، فأن تتجاوز قفزة التجارة الخارجية غير النفطية للإمارات العام الماضي 27 % عن 2020، و11 % عن 2019، مؤشر في غاية الأهمية يدلل على أن الدولة لم تكتفِ فقط في ترك الجائحة خلفها، والابتعاد عن كل تبعاتها وآثارها السلبية، بل رسخت لآفاق ومسارات أوسع من النمو لاقتصادها المتنوع الذي ينهض على ركائز وأعمدة صلبة.
تحقيق التجارة الخارجية غير النفطية نحو 1.9 تريليون درهم في 2021، ونمو الصادرات الوطنية على وجه الخصوص بنسبة 33 % إلى 354 ملياراً، وكذلك النتائج الإيجابية الشاملة للتجارة في كل أنشطتها سواء الاستيراد أو التصدير أو إعادة التصدير، وفي كل إمارات الدولة، برهان واضح على أن نجاح السياسات والخطط الاستراتيجية للدولة، التي أرست سريعاً معالم اقتصاد جديد بمنهجيات شاملة ومتكاملة، وكفاءة أعلى، وتنوع أوسع، لضمان استدامة النمو، بل والانتقال إلى مرحلة أقوى من الازدهار الاقتصادي، وهذا ما تثبته على أرض الواقع أرقام 2021 القياسية.
هذا النمو المتفوق لحركة التجارة في الإمارات يلفت مجدداً إلى أنها المركز الإقليمي الأكثر أهمية اقتصادياً، ومن بين أكثر المراكز حيوية عالمياً، إضافة إلى دورها الرئيس والواضح في دفع عجلة الاقتصاد العالمي كله.
من شأن النتائج المبهرة لتجارة الإمارات أن تضاعف هذه المكانة مع ما تعززه من ثقة بالدولة واقتصادها لدى دول العالم والشركات ومجتمعات الأعمال الدولية، وهو ما يشرع أبواب التفاؤل أمام نتائج تفوق التوقعات للعام الحالي أيضاً، والأعوام التي تليه، خصوصاً في ظل المزيد من التحفيز بالمبادرات والمشاريع الكبرى على أجندة الإمارات التي تضع قيادتها الاقتصاد أولوية كبرى، لضمان استمرار الازدهار والرفاه لأبناء الوطن.
عندما يقول محمد بن راشد إن «القادم أجمل بإذن الله»، فإنه يصف ما يراه من حقيقة لمستقبل هذا الوطن الذي يواصل بالعمل قبل الأمل، وبالخطط المدروسة، والإصرار والمثابرة، التقدم سريعاً نحو إنجازات أكبر وغدٍ أفضل.