توقيت القاهرة المحلي 22:47:21 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تكامل لقلعة عربية حصينة

  مصر اليوم -

تكامل لقلعة عربية حصينة

بقلم - منى بوسمرة

تقود الإمارات المنطقة إلى تحول نوعي مختلف كلياً، بما تحتضنه اليوم من شراكة صناعية تكاملية كبرى مع الأردن ومصر، فهذه الشراكة التي تؤسس لقلعة صناعية عملاقة في المنطقة، تنعكس بتأثيرات لا حدود لها على تنمية الدول الثلاث واقتصادها وأمنها الوطني بمفهومه الشامل، وقدرتها على تحصين شعوبها ومستقبلهم أمام الأزمات المتلاحقة.

الشراكة الاستراتيجية بالغة الأهمية، باتت تشكل ضرورة ملحة في هذا الوقت الذي تخرج فيه البشرية من أصعب ظرف مر في تاريخها، لتظهر التغيرات العالمية أن التحديات والأزمات السياسية والاقتصادية والصحية تشهد تزايداً مستمراً، وتتطلب تعاملاً سريعاً واستباقياً لمواجهتها، وهو ما تؤمن به الإمارات وقيادتها، التي تسعى بإدراك كبير وإرادة سياسية قوية إلى بناء شراكات فاعلة قادرة على التغلب على هذه التحديات.

إن هذه الرؤية المتقدمة التي تنطلق منها الإمارات في قيادتها لهذه الشراكة، تظهر بوضوح في تأكيد محمد بن زايد على أن التغيرات التي يشهدها العالم تستدعي تعميق الشراكات الاقتصادية بين دول المنطقة العربية وتعزيز تكاملها، بهدف تحقيق التنمية المستدامة وتقوية الاستجابة للتحديات المشتركة والأزمات العالمية، وتوسيع الاعتماد على الذات خاصة في القطاعات الحيوية ذات الصلة بالأمن الوطني.

لذلك فإن الشراكة الصناعية بين الدول الثلاث، تأتي لتحدث تحولاً جوهرياً في مفهوم وطبيعة العمل العربي المشترك، نوعاً وحجماً، كما أنها تمتاز بما يتوقع لها من آثار إيجابية شاملة، فالصناعة تُعد العمود الفقري للاقتصادات الكبرى، وهذه الشراكة من شأنها أن تشكل رافعة أساسية جديدة لاقتصادات الدول الثلاث بالاستفادة من المقومات والخبرات المذهلة لهذه الدول، ومن الصندوق الداعم لاستثمارات ومشاريع الشراكة والذي تديره «القابضة» بقيمة 10 مليارات دولار، وأيضاً فإن ذلك يفتح أبواباً واسعة لتدفق الاستثمارات بين الدول الثلاث، وتدفق الاستثمارات الأجنبية إليها لتصب في مشاريع حيوية.

الأمر بالغ الأهمية كذلك، القطاعات التي تضمها هذه الشراكة، فالأمن الغذائي والأمن الدوائي يتصدران أهدافها الرئيسة، ما يمثل تحركاً عاجلاً وجدياً في تحقيق الاكتفاء الذاتي في هذه القطاعات الحيوية القادرة على تحصين الأمن القومي الشمولي في مواجهة ما يلوح في الأفق من مخاطر على العالم أجمع.

هذه البادرة العظيمة من الإمارات في قيادة الشراكة الثلاثية، هي نواة لتعاون أوسع وأشمل بين الإمارات ومصر والأردن، وهي دعوة مفتوحة للدول العربية على المسارعة إلى مثل هذه الشراكات التي تخدم الشعوب وازدهارها، كما أنها تشكل إلهاماً كبيراً لدول العالم أجمع للاستفادة من رؤية الإمارات ورسالتها التي تؤكد على أهمية التكاتف والتعاون في ظل هذه الظروف العالمية الصعبة لبناء واقع أفضل للإنسانية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تكامل لقلعة عربية حصينة تكامل لقلعة عربية حصينة



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:43 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته
  مصر اليوم - عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته

GMT 11:43 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تامر حسني يدعو لتبني طفل عبقري

GMT 14:33 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة رانيا العبدالله تستمتع بوقتها مع حفيدتها

GMT 07:55 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتقاضى 634 ألف دولار يومياً مع النصر السعودي

GMT 09:37 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار السيارات الكهربائية في طريقها لتراجع كبير

GMT 01:56 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

التعليم.. والسيارة ربع النقل!

GMT 05:08 2024 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

مرشح رئاسي معتدل ينتقد سياسة الحجاب في إيران

GMT 05:33 2021 الأحد ,26 كانون الأول / ديسمبر

جالطة سراي يخطر الزمالك بتفعيل بند شراء مصطفى محمد

GMT 03:52 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تدريس الرياضيات يحسّن من مستوى الطلبة؟
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon