بقلم - منى بوسمرة
قائد يسمو بالأفعال لا بالأقوال، واسمه الذي جاوز الآفاق بات رديفاً للخير والسخاء والجود والعطاء، فما يرسخه محمد بن راشد بأفعاله الاستثنائية ومبادراته المتفردة، يشعل نبراس إلهام لن ينطفئ مدى الدهر، ودعمه السخي لمبادرة «المليار وجبة» بـ400 مليون وجبة، لتكمل هدفها بعد أن حققت حصيلة قياسية بـ600 مليون وجبة، يبث في النفوس بهجة بإنسانية قائد يترك أثراً بالغاً سيسطره التاريخ في صفحات العظماء الذين سيبقون على مدى الأجيال قدوة للحكام قبل المحكومين.
نجحت الحملة الإنسانية الكبرى في تاريخ دولة الإمارات، التي أطلقها سموه؛ لإطعام الطعام في 50 دولة حول العالم، محققة هدفها بهذه الحصيلة القياسية في المقام الأول، ومتجاوزة هذا الهدف بما تتركه من تأثيرات لا تنمحي أبداً، كما أراد لها محمد بن راشد، فهي أولاً ترسل مليار رسالة إنسانية للعالم، وتضيء الأمل بين 50 شعباً من شعوب الأرض، في هذا الوقت الذي يعاني فيه العالم من ويلات وصراعات أوقعت ملايين البشر فريسة للجوع والفقر.
الحراك الخيري المجتمعي الشامل الذي شهدته المبادرة، والذي لا نجد له نظيراً في العالم، والاستجابة الواسعة للمساهمة من المؤسسات والشركات ورجال الأعمال وأكثر من 320 ألف فرد، يؤكد أن هذه المبادرة التي ترتقي بنتائج سابقاتها في كل شهر فضيل، خلقت قيمة راسخة وثقافة متجذرة لعمل الخير والبر والعطاء بين أبناء الإمارات، وجعلت من العمل الإنساني لإسعاد البشرية هوية للإمارات وأبنائها، وهو ما يؤكده محمد بن راشد بفخر كبير في قوله: «حملة المليار وجبة تعبر عن القيم الحقيقية لشعب الإمارات.. وتعبر عن إحساس هذا الشعب بمعاناة غيره وسط تحديات غذائية يشهدها العالم».
ما صنعه قائد الخير والجود، محمد بن راشد، بهذه المبادرة التي ضاعفت الخير في كل عام، بروح وبركة شهر رمضان المبارك، وغيرها من المبادرات لإطعام الطعام ومكافحة الفقر والجوع ونشر التعليم وتمكين الإنسان وتنميته، لم يتوقف فقط عند تحويل العمل الإنساني والخيري إلى نهج منظم ومستدام داخل الإمارات، بل أعطى مثلاً واقعياً وعميقاً عن قدرة التكاتف الإنساني على قهر أصعب التحديات التي تواجه البشرية، وقدم لقادة العالم قدوة عظيمة لما يجب أن يكون عليه القائد الحقيقي الذي يحفز مجتمعه ويرتقي به إلى هذا الحجم من العطاء غير المسبوق، ويقوده إلى صناعة فارق حضاري وتاريخي على مستوى الإنسانية جمعاء.
فكر محمد بن راشد الإنساني، وجوده وسخاؤه، وصلت بالخير إلى ملايين الناس، ويقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: «خير الناس أنفعهم للناس»، وأي خير أعظم من أن يمضي قائد بأبناء شعبه نحو نفع الناس جميعاً، فهنيئاً لنا بهذا القائد وهذا الفكر الذي يسير بنا لنكون بهذا التلاحم خير من على الأرض.