بقلم - منى بوسمرة
الزخم المتصاعد الذي تشهده العلاقات الإماراتية التركية يضيف عوامل قوة جديدة لتعاون البلدين في النهوض بالتنمية وتسريع ومضاعفة النمو الاقتصادي، وبما ينعكس بآثار إيجابية كبيرة على المنطقة كلها، لما يمتلكه البلدان من إمكانات اقتصادية هائلة، وما لهما من تأثير سياسي فاعل على الاستقرار الإقليمي والعالمي، وثقل وازن في تمكين المنطقة، بمواجهة مختلف التحديات.
زيارة محمد بن زايد إلى أنقرة في 24 نوفمبر الماضي كانت بداية مبشرة بما أثمرته من نتائج ملموسة على أرض الواقع، حيث رسخت هذه الزيارة نقلة جديدة للعلاقات، وتفتح زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم إلى الإمارات، أبواباً واسعة لتسريع هذا التعاون في مجالات حيوية يدرك البلدان إمكاناتهما المتفردة فيها، وأهمية الارتقاء بها عبر توحيد الجهود، لتعزيز توجهات البلدين التنموية وتنافسية اقتصادهما عالمياً.
الإمارات كنموذج للاقتصادات القوية والمنفتحة والزاخرة بالفرص تعتبر دولة محورية في المنظومة الاقتصادية الإقليمية والعالمية، بما باتت تمتلكه من مقومات جعلت منها مركزاً لأهم القطاعات الحيوية والمستقبلية، وهو ما يجعل من بناء الشراكة معها مطلباً استراتيجياً من جميع الدول التي تتجه إلى علاقات تحفز التنمية الدائمة. والاهتمام الكبير الذي تنظر به تركيا إلى علاقاتها مع الإمارات ينطلق من رؤية واضحة لهذه المقومات التي جعلت من الدولة أهم الشركاء التجاريين لتركيا في المنطقة، وتطلعها لمضاعفة هذا التعاون، خصوصاً مع الزيارات المتبادلة التي نشهدها بين قيادتي البلدين على أعلى المستويات.
تقف الإمارات على الدوام في مقدمة الدول التي تقدم نموذجاً في الحرص على التحول في المنطقة نحو علاقات جديدة قائمة على الحوار وتقريب وجهات النظر تجاه مختلف القضايا، ضمن مبدأ يقدم أولوية الاستقرار، وإيمان عميق بأن التعاون والتكاتف هو الضامن الوحيد للبناء والنهوض بالمصالح المشتركة للدول وشعوبها، لذلك فإن هذا الزخم المتسارع في علاقات الإمارات وتركيا على درجة عالية من الأهمية لما يبشر به المنطقة من عهد جديد يأخذها إلى تنمية وازدهار أقوى، وتوحيد الجهود لصناعة المستقبل الأفضل للجميع.
الرغبة الواضحة والقوية من قيادتي الدولتين للارتقاء بالشراكة إلى مستويات أعلى ومضاعفة التعاون تكتب تاريخاً جديداً من العلاقات بين البلدين، وهو ما تتطلع من خلاله الإمارات إلى بناء جسور لمسارات تعاون أكبر أثراً سواء لتعزيز المصالح الاقتصادية المشتركة وتعميم الازدهار للجميع، أو بترسيخ رؤيتها لمنطقة مستقرة تضاعف تعاونها وجهودها من أجل الاستقرار وتنمية الشعوب.