توقيت القاهرة المحلي 20:36:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تتويج إرث إكسبو

  مصر اليوم -

تتويج إرث إكسبو

منى بوسمرة
بقلم - منى بوسمرة

اليوم ليس إشارة إلى ختام «إكسبو دبي»، بل جرس إلى بداية مشروع وطني جديد، فهكذا عودتنا دبي أن القادم أفضل وأسرع.

دبي تودع إكسبو، لكنها في الحقيقة هي إكسبو دائم، فهي صورة مصغرة لقارات العالم بثقافتها وتنوعها وروحها ونسيجها. اليوم نكمل 182 يوماً من الفرح والإبهار والترفيه والعمل والأعمال والحوارات العالمية، سبقها عشرة أعوام من الجهد والتحضير، ليأتي الاختتام على قدر ذلك الجهد، وبحصاد كبير وإرث وفير، ليس للإمارات فقط، بل للبشرية جمعاء التي تجمعت بكل دولها هنا على أرض الإمارات، لتسمع كل دولة صوتها للعالم، وتطرح تصوراتها للمستقبل المشترك.

الختام الأهم ليس بالاحتفال التقليدي في مثل هذه المناسبات، فقد أرادت دبي أن يكون الختام على قدرٍ عالٍ من المسؤولية الجماعية الدولية، بتنظيم قمة الحكومات في الأيام الأخيرة للحدث، التي شارك فيها نفس عدد الدول المشاركة في إكسبو (192 دولة)، وكأنها تقول لحكومات العالم إن القضايا والمحاور التي ناقشها إكسبو على مدار ستة أشهر، لا تستكمل إلا بتبني الأحلام والطموحات والحلول لبناء غدٍ أفضل يتشارك فيه الجميع على أساس من العدل والإنصاف.

لقد نجح إكسبو دبي أن يجمع بلدان العالم في عرض منتجاتها وابتكاراتها وتراثها وتصوراتها، وربط ذلك بالتنمية والحياة الكريمة للشعوب وحماية الكوكب، ليقدم محتوى عميقاً وثرياً يستدعي التزاماً جماعياً بمخرجاته، التي كانت أعمال قمة الحكومات بمثابة تتويج لها.

ومثل هذه الفرصة سواء بحجم التجمع الدولي أو بعدد القضايا المطروحة في برامج إكسبو أو في أجندة قمة الحكومات، ما كانت لتجد هذا الصدى الدولي والحراك العالمي نحوها على أرض الإمارات لولا سياسة الاعتدال والتوازن والتسامح والتعايش التي تنتهجها الإمارات، فكسبت ثقة العالم في ظرف رافقه عدم اليقين صحياً وسياسياً.

لكن التزام الإمارات وتوازنها سمحا لها بجمع وتوحيد العالم لاتخاذ مواقف تتسم بالمرونة والإيجابية والتعاون نحو القضايا العالمية. وهو ما عبرت عنه الوزيرة ريم الهاشمي حين قالت «لم نكن يوماً أكثر تمكناً مما نحن عليه الآن» مسنوداً بالحكمة الجماعية للمشاركين التي آمنت بقدرة الإمارات على تنظيم هذا الحدث وتجاوز العقبات والتحديات فكان حجم المشاركة تاريخياً في سلسلة معارض إكسبو الدولية.

وهذا جواب على كل الذين شككوا في البداية في صعوبة الأمر، لكن العبرة بالنتائج، فالمعرض حقق أكثر من 23 مليون زيارة، وهي نفس التوقعات لما قبل الجائحة، وهي شهادة عالمية جديدة بصوابية رؤية الإمارات وقيادتها وبالقدرة على جمع العالم لبحث مستقبل البشرية، في قضايا وتحديات العصر التي لا تحتمل التأجيل، خصوصاً قضايا البيئة والمياه والصحة العامة.

لقد كان كل شيء إيجابياً من البداية حتى النهاية، فكان تعبيراً صادقاً عن آمال وتطلعات البشرية والتنبؤ بالمستقبل، وشكل إرثاً عالمياً مستداماً لأنه يرتبط بحياة البشر وكوكبهم، ولن تدعي الإمارات الفضل في ذلك، لكن يحق لها أن تقول للعالم إن الأمانة بين أيديكم والمسؤولية الآن عليكم لتنفيذ وعودكم وتصوراتكم بما يغير حياة البشر للأفضل، وتتويج هذا النجاح العالمي عبر تحويله إلى سياسات قابلة للتنفيذ.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تتويج إرث إكسبو تتويج إرث إكسبو



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:53 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

اختيار بشار الأسد كأكثر الشخصيات فسادًا في العالم لعام 2024
  مصر اليوم - اختيار بشار الأسد كأكثر الشخصيات فسادًا في العالم لعام 2024

GMT 19:35 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

الشرطة الإيطالية تقتل مصرياً هاجم المارة بسكين وطعن 4 منهم
  مصر اليوم - الشرطة الإيطالية تقتل مصرياً هاجم المارة بسكين وطعن 4 منهم
  مصر اليوم - حكيم يثُير حالة من الجدل بعد حديثه عن نيته اعتزال الغناء فى 2025

GMT 22:36 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الأمير الحسين يشارك لحظات عفوية مع ابنته الأميرة إيمان

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 13:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

GMT 18:06 2024 الثلاثاء ,10 أيلول / سبتمبر

أحمد مالك يشوّق جمهوره لـ مطعم الحبايب

GMT 11:00 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

عبايات ملونة لمظهر أنيق

GMT 12:17 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

غوارديولا يؤكّد أن محمد صلاح ينتظره مستقبل كبير

GMT 07:24 2024 الخميس ,03 تشرين الأول / أكتوبر

ارتفاع عدد الغرف الفندقية في دبي إلى 151.4 ألف غرفة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon