توقيت القاهرة المحلي 04:58:04 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العالم يتوحّد في الرياض

  مصر اليوم -

العالم يتوحّد في الرياض

بقلم : منى بوسمرة

الولايات المتحدة الأميركية عادت إلى تفعيل دورها في الشرق الأوسط وفي المنطقة، بعد سنوات طويلة من الغياب، والإخلاء الذي استفادت منه قوى إقليمية ودولية، محاولةً التمدد في مساحات الفراغ الأميركي، وعلى حساب أمن المنطقة والعالم.

لم تكن هذه القوى وحيدة، إذ إن قوى الإرهاب وجماعاته والدول الراعية والحاضنة لها تحركت بقوة من أجل تدمير بنية المنطقة وإعادة رسم خريطتها السياسية، مختطفةً الإسلام، ومشوهةً سمعته وسمعة العرب، ومنكلةً بالأبرياء وحياتهم ومستقبلهم ومواردهم.

زيارة الرئيس الأميركي البارحة السبت إلى الرياض، وعقد الرئيس الأميركي دونالد ترامب قمة مع خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، ثم عقد قمتين اليوم، خليجية – أميركية، وعربية إسلامية – أميركية، دليل على إعادة صياغة الولايات المتحدة سياساتها في وجه التطرف والإرهاب، ووجه إيران ومشروعها التوسعي.

الاتفاقيات التي تم توقيعها في الرياض يوم أمس تؤشر إلى تعاظم العلاقات السعودية - الأميركية، وإلى التحالف الوثيق في وجه كل من يحاول الاقتراب من المنطقة بسوء، وهي اتفاقيات تعزز أمن السعودية والمنطقة وقوتها العسكرية، بما ينعكس إيجاباً على دول الخليج العربي وكل المنطقة العربية.

في هذا المشهد العالمي، يبرز الدور المهم لسمو الأمير محمد بن سلمان، ولي ولي عهد السعودية، الذي كان قد زار الولايات المتحدة والتقى الرئيس الأميركي، وكانت التفاهمات والاتفاقات التي تم التوصل إليها خلال زيارته توطئة لما رأيناه في الرياض أمس، إضافة إلى دوره على مستوى العلاقات بين البلدين.

الواضح أن دور الأمير ومكانته العالمية بارزان بشكل يقر به الجميع، وهذا مؤشر إلى الجيل الشاب القادر على التغيير وفهم لغة العالم ومصالح بلاده، مشكّلاً نموذجاً قيادياً يحتذى ويستحق التقدير في عيون السعوديين والعرب والعالم.

إن عقد القمة الخليجية - الأميركية، والقمة العربية الإسلامية - الأميركية، في يوم واحد، يحمل رسائل كثيرة إلى كل أولئك الذين تطاولوا على أمن المنطقة، وهي رسالة قوية جداً لإيران حصراً، التي تعتقد أن بإمكانها تصدير الفوضى، والعبث بأمن دول المنطقة بعناوين كاذبة لا تنطلي على أحد، مثلما تحمل القمتان رسائل إلى الإرهابيين، الذين يتوحد العالم اليوم في وجههم سياسياً وعسكرياً وأمنياً وفكرياً، في سياق المساعي لتطهير المنطقة والعالم من هذه الجماعات التي لا تعرف سوى القتل وإهانة الإنسانية.

هذه حقبة حافلة بالتحولات، ونحن أمام حقبة جديدة بما تعنيه الكلمة، ولا بد أن نشير هنا إلى دور دولة الإمارات التي تشارك في القمة الخليجية - الأميركية، والقمة العربية الإسلامية - الخليجية، والتي دعت دوماً لأن يسود الاستقرار والسلام وحسن الجوار، وأكدت دوماً ضرورة محاربة الإرهاب فكرياً وعسكرياً، وكانت الرؤية الإماراتية عميقة وثابتة، وصحيحة نابعة من أسس غير قابلة للتغير، وما شهدناه في زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، للولايات المتحدة، وقمته مع الرئيس الأميركي، يُظهر مكانة الإمارات وتأكيدها الثوابت العالمية بخصوص الأمن والاستقرار، وردع أي قوة تحاول المساس بأمن المنطقة، وإنهاء الإرهاب بكل أشكاله.

نحن أمام ما يمكن تسميته إعادة صياغة لكل السياسات الأميركية، بوجود شراكات عربية وإسلامية، وأمام ما يمكن وصفه بخطة عمل جديدة للمنطقة والعالم، تحوّل كل المواقف إلى آليات عمل وبرامج في وجه كل القوى الشريرة التي تنظر إلى مشهد الرياض اليوم بذعر شديد لما يعنيه على كل المستويات.

المصدر : صحيفة البيان

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العالم يتوحّد في الرياض العالم يتوحّد في الرياض



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 15:49 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

شيرين عبد الوهاب تعود لإحياء الحفلات في مصر بعد غياب
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب تعود لإحياء الحفلات في مصر بعد غياب

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 09:32 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

إطلالات للمحجبات تناسب السفر

GMT 10:42 2018 الخميس ,19 إبريل / نيسان

بولندا خرقت القانون بقطع أشجار غابة بيالوفيزا

GMT 23:19 2018 السبت ,07 إبريل / نيسان

كلوب يحمل بشرى سارة بشأن محمد صلاح

GMT 01:19 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

لاتسيو يحتفظ بخدمات لويس ألبيرتو حتى 2022

GMT 07:17 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

وفاء عامر تبدي سعادتها لقرب عرض مسلسل الدولي

GMT 09:03 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

فيسبوك يُجهّز لتسهيل التطبيق للتواصل داخل الشركات الصغيرة

GMT 20:34 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

حبيب الممثلة المطلقة أوقعها في حبه بالمجوهرات

GMT 04:40 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

أشرف عبد الباقي يسلم "أم بي سي" 28 عرضًا من "مسرح مصر"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon