بقلم - منى بوسمرة
المستقبل ملك لدبي، لأن دبي تقودها إرادة قوية بفكر يعرف ويخطط ويثابر على ما يريد، ويدرك أن «المستقبل ملك لمن يصممه»، فهذه الحقيقة التي أكدها محمد بن راشد، بمناسبة اعتماده أول قانون من نوعه لتنظيم الأصول الافتراضية وتأسيس «سُلطة دبي لتنظيم الأصول الافتراضية» كأول سلطة متخصصة بالكامل في هذا المجال على مستوى العالم، من شأنها أن تضع الإمارة على مسار السبق والتفوق، ليس فقط فيما يتعلق بالعوالم الرقمية، وإنما في جميع أدوات الاقتصاد الجديد.
مشاركة دبي في تصميم هذا الاقتصاد ومجالاته المهمة هي توجّه له الأولوية القصوى ضمن رؤية الإمارة الاستشرافية وفكر قيادتها الاستراتيجي والاستباقي، والذي تتربع من خلاله دبي، باستمرار، على قمة ريادة كل ما تأتي به التطورات، بل يجعل منها محركاً وصانعاً حقيقياً، لكل أدوات وابتكارات وتشريعات ونظم عمل المستقبل، ويعزز مكانتها مرجعاً عالمياً لأفضل الممارسات في هذه المجالات المستحدثة، ونموذجاً في الجاهزية القادرة على استيعاب وتطويع أي مستجدات واستثمارها في توليد الفرص وتعظيمها للجميع.
هذه الرؤية هي التي تؤهل دبي لتحول وقفزة مختلفة تماماً في المستقبل القريب، لتكون العاصمة الأولى لاقتصادات العالم الجديد، فعندما يقول محمد بن راشد إن «القادم أجمل.. وأشمل.. وأفضل»، فإن الشمولية التي يشير إليها باتت ركيزة لأجندة دبي القادمة، التي تهدف لتحويل الإمارة واقتصادها بتنوعه الأكثر شمولية عالمية إلى المحور والقطب العالمي الأهم في جميع قطاعات المستقبل الحيوية بلا استثناء، لتكون مركز الاستثمار والعمل والابتكار وصناعة الأدوات المحركة لتقدم هذه القطاعات جميعاً.
وفي الواقع إذا اعتبرنا أن قانون تنظيم الأصول الافتراضية وتأسيس سُلطة متخصصة لتنظيم هذا المجال هو نبأ سار لدبي، فإنه أمر يبعث سروراً أكبر لدى المستثمرين والمتعاملين في هذا القطاع، لعوامل كثيرة، أهمها أن دبي هي الأقدر على توفير أفضل بيئة عالمياً للأصول الرقمية، تنظيماً وحوكمة وأماناً وانسجاماً مع الأنظمة المالية محلياً وعالمياً، وهي بتنظيمها هذا القطاع مع ما يتوفر فيها من بنية تحتية وبنية رقمية، الأكثر تأهيلاً لقيادة القطاع نحو النمو المستقبلي، ولا يغيب عنا أن دبي باتت الحاضنة الأولى للمواهب الرقمية، والملتقى الأكبر لعمالقة التكنولوجيا والشركات الكبرى، والوجهة الأكثر تفضيلاً للمستثمرين، ما يوفر تجمعاً متكاملاً يسهل ويسرع النجاحات المتنامية لجميع قطاعات المستقبل.
قفزات دبي نحو المستقبل لا تعود منافعها وإيجابياتها على دبي وحدها، فهي تحمل معها قطاعات عالمية مهمة نحو التقدم والتطور بما يترك أثراً يعم حياة الإنسانية بأكملها، ويفتح آفاقاً واسعة لنمو الاقتصاد العالمي وازدهاره.