بقلم: منى بوسمرة
الحضور العالمي المتزايد للإمارات كان عنواناً لافتاً لسنوات قليلة مضت، أما اليوم فإن ما يتضح أكثر على هذا المسار القفزات المتواصلة والفارقة التي تسجلها الدولة بين الكبار على مؤشرات هذا الحضور، وما يعنيه بالتحديد تقدم الإمارات إلى المرتبة الـ10 عالمياً ومحافظتها على المرتبة الأولى إقليمياً في قوة التأثير في مؤشر القوة الناعمة، أنها أثبتت تفوقاً وتنافسية في أصعب الظروف ميزتها حتى عن الدول الكبرى ذاتها، كما أثبتت قدرة متفردة على مضاعفة مكانتها وسمعتها الإيجابية في أهم المجالات التي تصعد بنهضة الدول.
لكن السؤال الذي يتبادر إلى ذهن كل من يشهد التنامي في قوة الإمارات العالمية، هو عن سر هذا التقدم السريع، الأمر الذي يستبق فيه محمد بن راشد أي أسئلة بإجابة شافية ودقيقة، بقوله: «القوة الناعمة الحقيقية لدولة الإمارات هي في نموذجها التنموي الذي يجمع الشرق والغرب ويجمع أفضل الأفكار والعقول ويجمع البشر من كافة الأعراق لبناء أفضل تجربة تنموية في العالم».
هذه المفاتيح أعطت عوامل قوة غير مسبوقة للإمارات في تحقيق استراتيجيتها لمضاعفة مكانتها على كل محاور المؤشر الذي تصدره «براند فاينانس» عبر استطلاع آراء أكثر من 100 ألف شخص من 101 دولة، وخصوصاً في الترتيب العام للقوة الناعمة والتأثير الإيجابي الذي تقدمت فيه الدولة إلى المرتبة 15 من المرتبة 17، وبزيادة سنوية تجاوزت 11%، وبقراءة سريعة لقفزات الدولة على المؤشرات الفرعية يتضح النجاح الكبير لكفاءتها في إدارة أولوياتها الوطنية وفق استراتيجيات مدروسة وفاعلة، ففي الاقتصاد تقدمت الدولة إلى المرتبة الـ8 عالمياً في قوة الاقتصاد واستقراره، وإلى الـ9 عالمياً في دعم التعافي الاقتصادي بعد الجائحة، وفي قوة التأثير جاءت في المرتبة الـ10 عالمياً، كما سجلت مراكز متقدمة جداً في مؤشرات التعامل مع الجائحة، وسمعتها الطيبة في مساعدة الدول، وقفزات مهمة في محاور «الثقافة والتراث» و«التعليم والعلوم»، وغيرها..
وهذا ليس سرداً لذكر الأرقام فقط، فتحليل هذه القفزات، حجمها ونوعها، يدلل على أن الإمارات تمضي بمحركات قوة مضاعفة لتكون بزمن قياسي في الصدارة بين العشر الكبار في جميع المؤشرات المحورية، فالمثير في قراءة معظم المؤشرات أن الدول التي سبقت الإمارات هي من الدول ذات الكثافة السكانية الكبيرة التي تزيد عن الدولة بأضعاف كثيرة، ما يؤكد أن النجاحات التي حققتها الإمارات تفوق مرات ومرات ما تقدمه نتائج المؤشر.
يكفي هنا أن نلفت إلى أن دولة اللامستحيل باتت بهذه الإنجازات نموذجاً ومرجعاً لجميع الدول الطامحة إلى التقدم، وقدوة ملهمة لقدرتها على اللحاق بالكبار ومنافستهم والتفوق عليهم.