توقيت القاهرة المحلي 10:49:55 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فضيحة قطر الكبرى

  مصر اليوم -

فضيحة قطر الكبرى

بقلم - منى بوسمرة

الفضيحة الكبرى التي يجب أن يتوقف عندها بعض من المخدوعين من العرب، الذين يظنون أن الدوحة هي حامية الإسلام السني، وراعية جماعات الإسلام السياسي والاعتدال، هي تلك الفضيحة الموثقة التي فجرتها «الواشنطن بوست» والتي تثبت بالوثائق والمراسلات، أن الدوحة دفعت أكثر من مليار دولار، دعماً لإيران وجماعات مذهبية مثل الحشد الشعبي، وحزب الله في العراق.

هذه الوثائق تؤكد لأولئك الذين يبايعون قطر، ويدافعون عنها بصفتها مظلومة، أنها في حقيقتها مجرد دويلة إرهابية، تدفع المال لكل الجماعات المتطرفة، التي عاثت فساداً في الأرض العربية، ولا مشكلة عند حكام الدوحة أن يدفعوا المال أيضاً لجبهة النصرة في التوقيت ذاته، فهي تجمع كل تنظيمات الإرهاب المذهبي أياً كانت شعاراتها، لأن مشروعها الأساسي هو تقويض أمن المنطقة وتخريبها.

كيف يمكن بعد كشف هذه الوثائق والمراسلات بين سفير قطر في بغداد وحكومته، أن تواصل الدوحة زعمها أنها لا تدعم سفك الدماء، وأن تختبئ وراء ذريعة تحرير عدد من القطريين التي لا يصدقها أحد، وهي تعرف أساساً أن تحرير مواطنيها، لا يمكن أن يتم عبر التسبب بقتل الآلاف من الأبرياء، ودعم جماعات إرهابية، وتوزيع المبالغ والحصص على شكل رشى قذرة، لكل سدنة الإرهاب في إيران والعراق ودول أخرى؟!

ليت الدعم القطري للإرهاب توقف، عند حدود تمويل جماعات التخريب شيعية كانت أو سنية، مع الاعتذار عن هذه التوصيفات المذهبية، لأننا لا نؤمن بهكذا تصنيفات، بل لنشير فقط إلى أن الغاية عند الدوحة تبرر الوسيلة، وهي تعرف أن حزب الله العراقي وميليشيات الحشد الشعبي، تورطا معاً في إثارة الحروب المذهبية والقتل على المذهب، هذا في الوقت الذي تكذب فيه الدوحة على الشعوب عبر إعلامها المسموم، وتقدم نفسها بصورة المتباكية على حقوق الشعوب وهوية المنطقة، وتكوينها التاريخي المشترك والمنوع.

لقد وصل الدعم القطري حد الدفع لقاسم سليماني، والكل يعرف دوره الدموي في أكثر من بقعة عربية، بل جاوز هذا الحد، ليصل حد تأثير الدوحة على ميليشيات تابعة لها في سوريا، لإخلاء مناطق جغرافية، وتسليمها لقوات سليماني، وهذا يعني بكل وضوح أن هذه الدويلة تسببت فعلياً بكل هذا الخراب الذي نراه يومياً.

لم نتجن على قطر منذ البداية حين قلنا إنها تخدم إيران، وإن دورها السري المرسوم في طهران هو إسقاط الأنظمة العربية، وتثوير الشعوب تمهيداً للهدم، من أجل أن تتوغل إيران أكثر في العراق وسوريا ولبنان واليمن، ومناطق أخرى بعد أن سقطت هذه الدول في الفتن والصراعات.

حين كنا نقول إن كل شعارات التباكي على الإسلام، والتكوين السني والعربي في المنطقة، والتظاهر بصورة الذي يقف مع الجماعات السياسية، مثل الإخوان وغيرهم من أجل صد إيران، مجرد كذبات كبرى تنطلي على السذج فقط، كان يخرج علينا من يجادل ويناقش، وعلينا أن نسأل اليوم، عن كل أولئك الذين كانوا يتنطحون دفاعاً عن تنظيم الحمدين، وبماذا سيبررون دفع أكثر من مليار دولار لإيران وجماعاتها، مثلما يدفعون لجماعات إرهابية أخرى، مثل القاعدة والنصرة وداعش، لا فرق بينهم جميعاً.

هذه ليست مجرد فضيحة، إنها أكبر من ذلك بكثير.

نقلا عن البيان الاماراتية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فضيحة قطر الكبرى فضيحة قطر الكبرى



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفكار لجعل المطبخ عمليًّا وأنيقًا دون إنفاق الكثير من المال

GMT 22:21 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

عباس النوري يتحدث عن نقطة قوة سوريا ويوجه رسالة للحكومة

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 19:37 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

مصر تُخطط لسداد جزء من مستحقات الطاقة المتجددة بالدولار

GMT 13:21 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الأهلي يتعاقد مع "فلافيو" كوم حمادة 5 سنوات

GMT 09:19 2021 الأربعاء ,17 آذار/ مارس

تأجيل انتخابات «الصحفيين» إلى 2 أبريل المقبل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon