توقيت القاهرة المحلي 03:11:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الطريق إلى صنعاء

  مصر اليوم -

الطريق إلى صنعاء

بقلم : منى بوسمرة

 منذ اليوم الأول للأزمة اليمنية، كان واضحاً أن ترك هذا البلد العربي لعصابات الحوثيين الإيرانية سيؤدي إلى تداعيات كارثية، ومع الأسف لم تتحرك أغلب الدول العربية والإسلامية، إضافة إلى صمت دول العالم، ظناً منها أنها أزمة محدودة النتائج.

لقد ثبت أن غياب التعامل الجاد والمسؤول مع هذا الملف سيؤدي إلى تهديد الجميع، لأن ما يحدث في اليمن ليس أزمة محلية بالمعنى التقليدي، بل أزمة عربية وإقليمية ودولية، تمتد بتأثيراتها النهائية في الأمن القومي العربي وأمن العالم ومصالحه، لذا وجب أن يتصدى الجميع لما يحدث لمواجهة أطماع طهران التوسعية.

الإمارات المبادِرة دوماً لم تقف متفرجة، وتبنّت موقفاً يستند إلى ثلاثة أسس: أهمية الحل السياسي إذا لم يعرقله الحوثيون، وأهمية الحملات الإغاثية والإنسانية والتنموية للتخفيف من معاناة اليمنيين، ثم ضرورة استئصال الجماعات الانقلابية والإرهابية، وهذه الثلاثية كانت عاقلة ومنطقية، تأخذ في الحسبان مصالح الشعب اليمني، وفي الوقت ذاته مصالح المنطقة.

أثبتت الأيام أن إيران ومن والاها من جماعات وأفراد وكيانات لا يريدون لدولنا الاستقرار، ولهذا كان التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية تحالفاً موجهاً ضد الإرهاب وجماعاته نيابةً عن العرب والمسلمين، بل إن شهداء الإمارات والمملكة قدّموا دماءهم من أجل تحرير الشعب اليمني، وضحّوا بأرواحهم من أجل أن يسلم بقية العالم العربي مما تخطط له إيران.

لقد حقق هذا التحالف إنجازات كبيرة جداً، أولها عدم ترك اليمن الشقيق لهذه الجماعات الظلامية، ومن ثم إفشال المشروع الإيراني، إضافة إلى تحرير مناطق واسعة خلال السنين الفائتة، ومنح هذه المناطق وأهلها الفرصة لإعادة الإعمار والبناء واستعادة الحياة، ونحن اليوم أمام أخبار مهمة جداً، إذ تمكّن التحالف العربي، بإسناد مباشر من القوات الإماراتية، من الوصول إلى مشارف الحديدة، بما يعنيه ذلك من تأثيرات على كل المستويات.

التحالف العربي، بمشاركة دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية، وشراكة القوات الوطنية اليمنية، سيحقق كل أهدافه، طال الوقت أو قصر، من أجل استكمال عملية التحرير حتى النهاية، وتطهير كل المناطق من هذه الجماعات، ولولا الحسابات الإنسانية لدى التحالف، لتمكّن منذ زمن من استكمال هذه الأهداف، لكن لجوء الحوثيين إلى تحويل مدينة صنعاء بكل ما فيها من مدنيين إلى درع بشرية، ترك أثراً على العمليات العسكرية التي تتحاشى إيذاء المدنيين، ضمن الالتزام الأخلاقي والإنساني لقوات التحالف.

لقد آن الأوان أن يقوم العالم بدوره بتجريم هذه العصابات والدولة الحاضنة لها، لا سيما بعد الذي رأيناه إثر مقتل الرئيس اليمني السابق، من استباحة عصابة الحوثي صنعاء والقتل العشوائي، بل الهجوم على بيوت الله وإطلاق النيران، تعبيراً عن حالة التوحش التي تعيشها هذه الجماعات، وهي ستواجه مصيراً أسود مهما أُجّل فإنه قادم لا محالة.

لم نتدخل في اليمن لأننا نحب الحرب، لكنها حرب أرادتها إيران، وبالإمكان تجنّبها لو وقف اليمنيون والعرب صفاً واحداً في وجه مشروعها التخريبي، لكن بما أن ذلك لم يحدث، فلا بد من أن نعرف أن هذه حرب بقاء، إما العرب وإما إيران، بعد أن بدّدت طهران كل دعوات التصالح والتفاهم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الطريق إلى صنعاء الطريق إلى صنعاء



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:43 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته
  مصر اليوم - عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته

GMT 15:30 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025
  مصر اليوم - ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025

GMT 09:44 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جورج وأمل كلوني يحتفلان بذكرى زواجهما في أجواء رومانسية

GMT 12:02 2024 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

نصائح وأفكار لإطلالات أنيقة ومتناسقة

GMT 20:58 2016 الجمعة ,28 تشرين الأول / أكتوبر

لجان البرلمان المصري تستعد لمناقشة أزمة سورية

GMT 23:21 2018 الأربعاء ,21 آذار/ مارس

تعرفي على خطوات للحفاظ على "لون الصبغة"

GMT 23:40 2018 الأحد ,04 آذار/ مارس

تعرف على سعر ومواصفات سكودا كودياك 2018

GMT 19:31 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الشرطة تكشف تفاصيل تجريد أستاذ جامعي من ملابسه

GMT 18:47 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

شركة فيات كرايسلر تكشف عن تراجع ديونها بمقدار النصف

GMT 04:47 2018 السبت ,06 كانون الثاني / يناير

تعرف على أسعار السمك في الأسواق المصرية السبت

GMT 14:38 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

جاكيتات "جلد النمر" الرائعة موضة العام المقبل

GMT 10:24 2015 الإثنين ,16 آذار/ مارس

"كلام من القلب" يقدم طرق علاج كسور الفخذ

GMT 04:18 2017 السبت ,14 تشرين الأول / أكتوبر

منال جعفر بإطلالة "رجالي" في آخر ظهور لها
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon