توقيت القاهرة المحلي 05:04:09 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هذا ما نريده من قطر

  مصر اليوم -

هذا ما نريده من قطر

بقلم : منى بوسمرة

جوهر الأزمة مع قطر ليس عابراً، وهو أعمق من أن يُحدّد في نطاق الخلاف الإعلامي، باعتباره وسيلة التعبير عن مواقف وسياسات الدول، والموقف الحالي من الدوحة جاء بعد سنوات من سياسة التهدئة حفظاً للجوار ولحقوق الأشقاء.

لا ينكر إلا جاهل أن السياسات السرية والعلنية لدولة قطر خلّفت عميق النتائج والآثار الخطرة على كل المنطقة العربية المبتلاة بالخصوم من جهات عدة.

دول الخليج الــــعربي، وعلى رأسها الإمــارات والســـعودية، وكل الدول العربية تنبذ العداوات بين العرب ومع الــعالم، وتريد في الأساس علاقات متوازنة نظيفة، هدفها نشر الاســـتقرار وتغليب المصلحة التي تشمل الجميع على المصالح الضيقة ذات الأهداف المخفية.

ما يريده العرب عموماً من قطر، بما في ذلك دول مجلس التعاون الخليجي، أن لا تبقى قطر ضاغطة على خاصرة أمن الخليج العربي، عبر التحالف مع دولة تظهر عداوتها لنا وتهدد أمننا واستقرارنا، وتطمع وتباشر استباحة المنطقة، وتريد احتلالها مباشرة أو من خلال أذرعها الخبيثة، وأن استمرار سياسة الأجندة الخاصة مع طهران التي تتبعها الدوحة تنقصها الحكمة والرؤية العاقلة السديدة التي تتوافق مع التحرك الجمعي لدول التعاون الخليجي.

الكل يعلم أن المشروع الإيراني يستهدف كل المنطقة، بما في ذلك القوى التي تدير سياسة ناعمـــة إزاءهـــا حالــــياً، وهي سياسات تقترب من الانفصام السياسي حين تلعـــب قطر علـــى الحبلين، فتحارب إيران في سوريا، عبر تمويل ودعم تنظيمات كثيرة، وفي الوقت ذاته تعــتقد أن بإمكانها معــــاداة جوارها التاريخي والانفتاح على إيران.

الأمر الثاني يتعلق بالدور القطري في تشظية دول عربية، ودعم الفوضى وإثارة القلاقل، وتمويل الصراعات العسكرية والسياسية، وتبنّي جماعات إرهابية، ومحاولة إسقاط أنظمة، ما أدى إلى تشريد وذبح الملايين من الأبرياء، وقد قيل لقطر مراراً إن عليها التخلي عن هذه الأجندات حتى يعود الاستقرار إلى المنطقة، إلا أن قطر واصلت السياسات ذاتها، فتتحالف مع حماس، وتفتح خطوطاً مع الإسرائيليين، مثلما تموّل تنظيمات إرهابية، وتعلن أنها ضد الإرهاب، ومثلما تقول إنها مع الشرعية التي يراها المصريون، لكنها تدعم الجماعات الانقلابية في مصر، وكل هذه الأجندات تعبّر عن تخبط سياسي، ومحاولة بائسة لجمع المتناقضات في سلة واحد، معتقدةً أن بإمكانها النجاة وسط الحرائق التي تشعلها.

لقد آن الأوان أن تعيد قيادة قطر النظر في كل سياساتها، وأن تتخلى الدوحة عن كل السياسات التي تعزلها عن جوارها العربي والخليجي، وأن تكف يدها عن ملفات كثيرة في المنطقة حتى تتوقف هذه الصراعات الدموية، بما يتطابق مع رغبة دول التعاون الخليجي، والعرب عموماً، في وقف هذا الانحدار على كل المستويات، والمراجعة المنتظرة لهذه السياسات لا بد أن تكون حقيقة، وليس لمجرد تسكين الأزمات وتجاوزها.

المصدر : صحيفة البيان 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هذا ما نريده من قطر هذا ما نريده من قطر



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - ترامب يوافق على خطة لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله

GMT 22:43 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته
  مصر اليوم - عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته

GMT 15:30 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025
  مصر اليوم - ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025

GMT 09:44 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جورج وأمل كلوني يحتفلان بذكرى زواجهما في أجواء رومانسية

GMT 12:02 2024 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

نصائح وأفكار لإطلالات أنيقة ومتناسقة

GMT 20:58 2016 الجمعة ,28 تشرين الأول / أكتوبر

لجان البرلمان المصري تستعد لمناقشة أزمة سورية

GMT 23:21 2018 الأربعاء ,21 آذار/ مارس

تعرفي على خطوات للحفاظ على "لون الصبغة"

GMT 23:40 2018 الأحد ,04 آذار/ مارس

تعرف على سعر ومواصفات سكودا كودياك 2018

GMT 19:31 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الشرطة تكشف تفاصيل تجريد أستاذ جامعي من ملابسه

GMT 18:47 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

شركة فيات كرايسلر تكشف عن تراجع ديونها بمقدار النصف

GMT 04:47 2018 السبت ,06 كانون الثاني / يناير

تعرف على أسعار السمك في الأسواق المصرية السبت

GMT 14:38 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

جاكيتات "جلد النمر" الرائعة موضة العام المقبل

GMT 10:24 2015 الإثنين ,16 آذار/ مارس

"كلام من القلب" يقدم طرق علاج كسور الفخذ

GMT 04:18 2017 السبت ,14 تشرين الأول / أكتوبر

منال جعفر بإطلالة "رجالي" في آخر ظهور لها
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon