توقيت القاهرة المحلي 23:38:19 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هذا ما نريده من قطر

  مصر اليوم -

هذا ما نريده من قطر

بقلم : منى بوسمرة

جوهر الأزمة مع قطر ليس عابراً، وهو أعمق من أن يُحدّد في نطاق الخلاف الإعلامي، باعتباره وسيلة التعبير عن مواقف وسياسات الدول، والموقف الحالي من الدوحة جاء بعد سنوات من سياسة التهدئة حفظاً للجوار ولحقوق الأشقاء.

لا ينكر إلا جاهل أن السياسات السرية والعلنية لدولة قطر خلّفت عميق النتائج والآثار الخطرة على كل المنطقة العربية المبتلاة بالخصوم من جهات عدة.

دول الخليج الــــعربي، وعلى رأسها الإمــارات والســـعودية، وكل الدول العربية تنبذ العداوات بين العرب ومع الــعالم، وتريد في الأساس علاقات متوازنة نظيفة، هدفها نشر الاســـتقرار وتغليب المصلحة التي تشمل الجميع على المصالح الضيقة ذات الأهداف المخفية.

ما يريده العرب عموماً من قطر، بما في ذلك دول مجلس التعاون الخليجي، أن لا تبقى قطر ضاغطة على خاصرة أمن الخليج العربي، عبر التحالف مع دولة تظهر عداوتها لنا وتهدد أمننا واستقرارنا، وتطمع وتباشر استباحة المنطقة، وتريد احتلالها مباشرة أو من خلال أذرعها الخبيثة، وأن استمرار سياسة الأجندة الخاصة مع طهران التي تتبعها الدوحة تنقصها الحكمة والرؤية العاقلة السديدة التي تتوافق مع التحرك الجمعي لدول التعاون الخليجي.

الكل يعلم أن المشروع الإيراني يستهدف كل المنطقة، بما في ذلك القوى التي تدير سياسة ناعمـــة إزاءهـــا حالــــياً، وهي سياسات تقترب من الانفصام السياسي حين تلعـــب قطر علـــى الحبلين، فتحارب إيران في سوريا، عبر تمويل ودعم تنظيمات كثيرة، وفي الوقت ذاته تعــتقد أن بإمكانها معــــاداة جوارها التاريخي والانفتاح على إيران.

الأمر الثاني يتعلق بالدور القطري في تشظية دول عربية، ودعم الفوضى وإثارة القلاقل، وتمويل الصراعات العسكرية والسياسية، وتبنّي جماعات إرهابية، ومحاولة إسقاط أنظمة، ما أدى إلى تشريد وذبح الملايين من الأبرياء، وقد قيل لقطر مراراً إن عليها التخلي عن هذه الأجندات حتى يعود الاستقرار إلى المنطقة، إلا أن قطر واصلت السياسات ذاتها، فتتحالف مع حماس، وتفتح خطوطاً مع الإسرائيليين، مثلما تموّل تنظيمات إرهابية، وتعلن أنها ضد الإرهاب، ومثلما تقول إنها مع الشرعية التي يراها المصريون، لكنها تدعم الجماعات الانقلابية في مصر، وكل هذه الأجندات تعبّر عن تخبط سياسي، ومحاولة بائسة لجمع المتناقضات في سلة واحد، معتقدةً أن بإمكانها النجاة وسط الحرائق التي تشعلها.

لقد آن الأوان أن تعيد قيادة قطر النظر في كل سياساتها، وأن تتخلى الدوحة عن كل السياسات التي تعزلها عن جوارها العربي والخليجي، وأن تكف يدها عن ملفات كثيرة في المنطقة حتى تتوقف هذه الصراعات الدموية، بما يتطابق مع رغبة دول التعاون الخليجي، والعرب عموماً، في وقف هذا الانحدار على كل المستويات، والمراجعة المنتظرة لهذه السياسات لا بد أن تكون حقيقة، وليس لمجرد تسكين الأزمات وتجاوزها.

المصدر : صحيفة البيان 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هذا ما نريده من قطر هذا ما نريده من قطر



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:53 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

اختيار بشار الأسد كأكثر الشخصيات فسادًا في العالم لعام 2024
  مصر اليوم - اختيار بشار الأسد كأكثر الشخصيات فسادًا في العالم لعام 2024

GMT 22:20 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

دراسة حديثة تكشف علاقة الكوابيس الليلية بالخرف
  مصر اليوم - دراسة حديثة تكشف علاقة الكوابيس الليلية بالخرف

GMT 22:06 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

محمد سامي يعلن تعاونه مع يسرا لأول مرة في عمل جديد
  مصر اليوم - محمد سامي يعلن تعاونه مع يسرا لأول مرة في عمل جديد

GMT 22:36 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الأمير الحسين يشارك لحظات عفوية مع ابنته الأميرة إيمان

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 13:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

GMT 18:06 2024 الثلاثاء ,10 أيلول / سبتمبر

أحمد مالك يشوّق جمهوره لـ مطعم الحبايب

GMT 11:00 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

عبايات ملونة لمظهر أنيق

GMT 12:17 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

غوارديولا يؤكّد أن محمد صلاح ينتظره مستقبل كبير

GMT 07:24 2024 الخميس ,03 تشرين الأول / أكتوبر

ارتفاع عدد الغرف الفندقية في دبي إلى 151.4 ألف غرفة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon