بقلم - منى بوسمرة
رؤية تحققت، بعزم وإصرار محمد بن راشد، وفكره السباق، لتجعل من دبي اليوم مدينة معجزة وملهمة في كل شيء، ونموذجاً عالمياً في التميز والريادة والتفوق الحكومي، فمنذ أن أطلق سموه برنامج دبي للتميّز الحكومي قبل 25 عاماً، ترسخ في دبي وجميع دوائرها ومؤسساتها، إدراك واضح لما تريده القيادة للإمارة، وخريطة طريق رسمت مبكراً ما نراه اليوم من تقدم في كل المجالات وصدارة عالمية لأهم المؤشرات.
ما تريده دبي تحققه، هذا ما أثبتته الإرادة السياسية القوية لقيادة دبي، فهي لا تعرف المستحيل، وكانت تدرك منذ البداية، أن الرحلة ليست سهلة وسريعة، كما يؤكد ذلك محمد بن راشد، مشيراً بالقول: «لكنها كانت رحلة ممتعة وتأثيراتها ستبقى لأجيال قادمة». لكن وضوح النهج في رحلة التميز الحكومي، ودعم القيادة المباشر ومتابعتها الدائمة لكل صغيرة وكبيرة، جعلت من الثمار عظيمة وتستحق فخر سموه وهو يلفت إلى الخدمات المتقدمة، والتنافسية الدولية، والعوائد الاقتصادية، والكوادر الوطنية التي لا تقدر بثمن.
هذه المجالات جميعاً، باتت دبي مرجعاً عالمياً في ترسيخ ريادتها ومضاعفة أثرها. والوصول إلى هذه القمم، كان يتطلب معايير عالية وجهوداً كبيرة، وصبراً وعزماً، واستراتيجيات مدروسة، قادها الإيمان العميق بأن التطوير الحكومي رحلة مستمرة لا تتوقف، فكانت في كل مرة ترفع سقف الطموحات وتسبق التوقعات، وتضع أهدافها في إنجازات سريعة على أرض الواقع، يلمس الناس آثارها المباشرة على جودة حياتهم.
الهدف، كما أراده محمد بن راشد منذ البداية، أن تكون حكومة دبي حكومة للناس، فكانت كما أراد، تتنافس مؤسساتها ودوائرها وتتسابق على الإبداع والابتكار لتقديم أفضل وأسرع وأسهل الخدمات، وتلبي حاجات ورغبات الناس قبل أن يفكروا بها، وتعمل من الميدان، وتصل إلى الناس في مواقعهم ومنازلهم، فاستحقت بجدارة أن تكون الحكومة الأولى عالمياً، وأن تحظى بأكبر ثقة دولية، وأن تكون داعماً حقيقياً لجاذبية دبي للعيش والعمل والزيارة والاستثمار.
لقد كان لسباق التميز الحكومي الذي رسخته قيادة دبي، أثره البالغ على المستوى الاقتصادي، في تعزيز مكانة الإمارة وريادتها لسهولة الأعمال وضمان استمرارها ونموها، ما جعل منها الوجهة العالمية الأولى لكبرى الشركات والمستثمرين الذين نراهم يتدفقون اليوم على دبي، في برهان على الثقة التي لا تنافسها عليها مدينة أخرى حول العالم.
تفخر «البيان» بما وصلت إليه دبي، وبرحلة تميزها عبر 25 عاماً، وتفخر بأنها كانت جزءاً من هذه الرحلة ومواكبة لها منذ بداياتها، حيث صدّرت أوامر محمد بن راشد في تأسيس البرنامج على صفحتها الأولى، وظلت بإعلامها الوطني شريكاً وحاضناً ومحفزاً لكل طاقات التميز والريادة، وهو ما لفت إليه الفيديو الذي بثه سموه عبر «تويتر» ليشير إلى بدايات البرنامج، الأمر الذي يبعث على الاعتزاز.
تميز دبي الذي أسس له محمد بن راشد قبل ربع قرن، رحلة لن تتوقف، وستظل آثارها تصنع تحولات ونقلات نوعية مهمة لأجيال وأجيال، لتظل دبي تقفز من قمة إلى قمة من التفوق والريادة.