بقلم - منى بوسمرة
مسارات التغيير الشامل في الإمارات تمضي بثقة في وتيرة مضاعفة لتسريع الإنجاز، خصوصاً في ظل الانطلاقة التاريخية الجديدة بقيادة محمد بن زايد، ما يجعل الحاجة ملحة إلى أدوات وقنوات أكثر حداثة، لتعزيز تواصل الإمارات داخلياً وخارجياً، ونقل قصص نجاحاتها، ورسالتها وأهدافها وقيمها، عبر إعلام وطني قوي منسجم مع المرحلة وقادر على مواكبتها، بتقنياته وخطابه، وفاعل كشريك حقيقي، ومحرك رئيسي لتوجهات التنمية المتواصلة.
من هنا تظهر محورية واستراتيجية قرار إنشاء المكتب الوطني للإعلام، الذي أصدره منصور بن زايد، وفي وقت تسابق فيه خطوات التنفيذ الواقعي لمبادئ ومشاريع الخمسين، الزمن، ونراها ملموسة على أرض الواقع. لا يمكن للإعلام أن يقف بعيداً عن هذا التطوير، لذلك يأتي المكتب المستحدث في وقته لأهمية بالغة في تفعيل وتطوير منظومة إعلامية متكاملة مؤهلة للدور الكبير، الذي يعوّل عليها فيه، وتكون مساهماً قوياً في تنمية الوطن، ودعم استقراره، وترسيخ ريادته، ونهضته الشاملة.
رؤية قيادة الإمارات، التي تعتبر الإعلام على الدوام شريكاً وطنياً مهماً، في كل نجاحات مسيرة التنمية، تعوّل في المرحلة المقبلة على نقلة نوعية في قطاع الإعلام، لينهض على أسس أكثر صلابة من المسؤولية والاحترافية والمهنية العالية، بوسائل أقدر على الوصول إلى مختلف الشرائح في الداخل وعبر العالم بأسره، وبرسالة ملهمة وإيجابية في مخاطبة الجميع، وتحفيز التنمية ونقل قصة نجاح الإمارات، لذلك جاءت أهداف إنشاء المكتب الوطني للإعلام ملبية لتطلعات هذه الرؤية في تطوير منظومة إعلامية، لتخدم الطموحات الوطنية، وتعزيز موقع الدولة الإعلامي على المستوى العالمي.
تتضاعف أهمية المكتب في المرحلة الحالية، بإلحاقه بوزارة شؤون الرئاسة ليكون تحت الإشراف المباشر لمنصور بن زايد، بما يضمن تحقيق أهدافه المحورية، خصوصاً في ما يعمل على تطوير آليات التنسيق والتعاون بين مختلف الجهات الإعلامية، وصولاً إلى رسالة مؤثرة وصوت قوي للإمارات يحمل قيمها ومبادئها، عبر خطاب موحد وبناء، لتعمل معاً وفق روح مبدأ من أهم مبادئ وثيقة الخمسين، التي نصت على أن ترسيخ السمعة العالمية لدولة الإمارات هي مهمة وطنية للمؤسسات كافة.
وفي تناغم كامل أيضاً مع توجهات المرحلة المقبلة تميزت أهداف المكتب بإدراكها الكبير أساساً رئيسياً في ضمان تحقيق هذه التطلعات جميعها، وهي القيادات الإعلامية الوطنية المؤثرة، التي ينهض المكتب بمسؤولية إعدادها، بما ينسجم مع التغيرات العالمية المتلاحقة، في التقنيات والخطاب والتحديات، وكذلك بما يواكب سقف الطموحات التنموية الإماراتية الذي يرتفع باستمرار، تبني المكتب لهذا الهدف يحمل دلالات كبيرة على إيمان القيادة بقدرة الكفاءات المواطنة على قيادة هذا القطاع نحو العالمية.
قيادتنا الرشيدة تريد لإعلام الإمارات أن يبقى دائماً في المقدمة، حاملاً صوت الوطن ورسالته بأعلى مستويات الكفاءة والتنافسية، وأن يسير بنفس سرعة مسيرتنا التنموية في تطوير قدراته، والارتقاء بأدائه ليكون بانتشاره وتأثيره وإيجابيته قصة نجاح أخرى تضاف إلى قصص نجاح الإمارات.